نجا مسئولان افغانيان بارزان من هجوم صاروخي شنه مقاتلو طالبان استهدف مركزا للشرطة، بينما قتل سبعة اشخاص في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في وسط افغانستان. ووقع الهجومان في وسط افغانستان على مسافة قريبة من وسط العاصمة التي تشهد اجراءات امنية مشددة، وزعمت حركة طالبان التي تقود تمردا على مدى عشر سنوات ضد قوات التحالف والحكومة الافغانية، مسئوليتها عنهما. وفي الهجوم الاول قاد مهاجم سيارة مفخخة باتجاه مبنى حكومي في مدينة محمود راقي عاصمة ولاية كابيسا شمال شرق كابول. وذكرت الحكومة ان السائق فجر نفسه عندما توقف عند نقطة تفتيش مجاورة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان انه "عند نحو الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (05,30 ت غ) وقع تفجير بسيارة مفخخة. ونتيجة لذلك استشهد خمسة مدنيين ورجلا شرطة، كما اصيب شرطي وثلاثة مدنيين بجروح".
وصرح ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان الحركة شنت الهجوم الذي قال انه استهدف السفير الفرنسي في افغانستان وجنودا فرنسيين كانوا يزورون مكتب المحافظ في ذلك الوقت. وقال السفير برنارد باجولي لوكالة فرانس برس "كنت في اجتماع مع الحكومة هذا الصباح مع جميع نواب كابيسا. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك ما يجعلني اعتقد انني مستهدف". واضاف "لقد كانت زيارتي معلنة لان جميع نواب كابيسا كانوا مشاركين فيها".
وقال الكولونيل اريد دي لا بريل المتحدث باسم الكتيبة الفرنسية في كابيسا، انه لم يتواجد اي من الجنود الفرنسيين في مكان الهجوم وقت وقوعه.
وفي الحادث الثاني نجا النائب الثاني للرئيس الافغاني كريم خليلي ووزير الداخلية باسم الله محمدي من هجوم صاروخي استهدف مركزا للشرطة في وسط افغانستان حيث كانا يوجدان.
وقال الناطق باسم السلطات المحلية شهيد الله شهيد ان الهجوم وقع في اقليم شاكي وارداك في ولاية وارداك غرب كابول. واضاف "كان هناك اجتماع امني في مركز تدريب الشرطة يحضره وزير الداخلية والنائب الثاني للرئيس". وتابع "بعد انتهاء الاجتماع واثناء المغادرة، سقط صاروخ على بعد مئات الامتار من المركز ولم يصب احدا بجروح".
من جهته قال نائب المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب نكزاد ان "قذيفة هاون اطلقها اعداء افغانستان سقطت حيث كان وزير الداخلية والنائب الثاني للرئيس ومسئولون محليون يعقدون اجتماعا لتدشين المركز الجديد لتدريب الشرطة". وخليلي احد نائبي الرئيس الافغاني حميد كرزاي يتحدر من ولاية وارداك. واعلنت طالبان مسئوليتها عن الهجوم.
ويستهدف متمردو طالبان عادة كبار مسؤولي الحكومة الافغانية وكذلك قوات الشرطة والجيش لكن من النادر استهداف شخصيتين بمثل هذا المستوى. وينتشر حاليا نحو 130 الفا من القوات الدولية في افغانستان لمحاربة تمرد طالبان الى جانب قوات الحكومة الافغانية.
ومن المقرر ان يجري تسليم محدود للسلطة من القوات الاجنبية الى القوات الافغانية في سبع مناطق من افغانستان ابتداء من يوليو رغم ان الموعد المحدد لذلك لا يزال غير واضح. وعادة ما يشتد القتال في اشهر الصيف رغم ان قوات التحالف تؤكد انها تقاتل طالبان بشدة خلال الشتاء. واعلن المتمردون بداية موسم القتال في نهاية ابريل.
من جهة اخرى قال دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي سيبحث الجمعة شطب اسماء عشرين قائدا بارزا سابقا من طالبان عن قائمة عقوبات دولية وذلك لدعم جهود المصالحة في افغانستان.
وفي بادرة اخرى تدل على رغبة التحالف الدولي في افغانستان في الوصول الى تسوية سلمية عبر التفاوض، من المقرر ان يميز مجلس الامن في قائمة العقوبات الدولية بين تلك التي تتعلق بشخصيات من القاعدة، وبين طالبان. وتقود الولاياتالمتحدة الحملة الدبلوماسية الجديدة لحث طالبان التي تحاربها في افغانستان على الدخول في مفاوضات.
وكان الرئيس باراك اوباما قد حدد يوليو موعدا لبدء خفض عدد القوات الامريكية في افغانستان البالغ مئة الف جندي، بينما قال وزير الدفاع روبرت غيتس هذا الشهر انه بالامكان اجراء محادثات مع طالبان قبل نهاية العام.
ويقول مسئولون غربيون في كابول انهم يسعون لفتح قنوات اتصال مع زعماء طالبان، غير انهم يشددون على ان الجهود بهذا الصدد مازالت في مرحلة مبكرة للغاية.
ومن بين زعماء طالبان السابقين الذين تشملهم القائمة خمسة اعضاء من المجلس الاعلى للسلم الذي انشأه الرئيس الافغاني حميد كرزاي العام الماضي سعيا لاجراء محادثات سلام مع اقطاب من حركة طالبان المتشددة التي كانت تحكم افغانستان قبل الغزو الامريكي. واحدهم يدعى محمد قلم الدين، كان يوما زعيم الشرطة الدينية التي سيرتها طالبان لفرض احكامها في البلاد.
غير ان الولاياتالمتحدة وحلفاؤها يصرون على ضرورة الالتزام بشروط صارمة للشطب من قائمة العقوبات الدولية، والتي تضم حاليا 135 اسما من طالبان. كما تضم القائمة 254 عضوا بالقاعدة، مع حذف اسم اسامة بن لادن عقب قتله في عملية نفذتها القوات الخاصة الامريكية في باكستان الشهر الماضي.