قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إن مفاوضات تعديل سعر الغاز مع مصر وصلت إلى طريق مسدود، برفض القاهرة مد تل أبيب بالغاز بالسعر الحالي، وتلويح تل أبيب باللجوء إلى التحكيم الدولي. ونقلت الصحيفة اليوم الثلاثاء عن مسئول كبير في صناعة الغاز المصري قوله إن "إسرائيل رفضت دفع المزيد مقابل الغاز الذي تشتريه من مصر، وهددت بالانتقال إلى التحكيم الدولي".
وأضاف المسئول إن مصر "رفضت التهديدات وتمسكت بتعديل السعر، وفقا للأسعار العالمية، بل وأصرت على رفض توريد الغاز قبل أن يتم الاتفاق على الأسعار الجديدة، وشدد على أن مصر من حقها بيع مواردها الطبيعية بأسعار جيدة، خاصة بعد أن وافقت أسبانيا على شراء الغاز من مصر بالأسعار العالمية".
وبحسب الصحيفة، فقد حذر رجل الأعمال المصري حسين سالم، الذي كان شريكا في صفقة الغاز مع الصهاينة، وفر من البلاد بعد أيام من الثورة، الشركة المصرية من مغبة وقف تصدير الغاز للصهاينة لأنه سيعطي الحق لهم باللجوء للمحاكم الدولية.
وكانت وسائل إعلام عربية قالت إن وزير الصناعة القطري أبلغ نظيره الصهيوني باستعداد بلاده لتوريد الغاز الطبيعي إلى دولة الصهاينة ولكن لفترة محدودة بأسعار أقل من السوق.
مصر لن تتحمل دفع المليارات وفى وصلة عويل وتهديد.. هكذا يمكن وصف الجلسة التي عقدتها اللجنة الاقتصادية بالكنيست أمس والتي تم تخصيصها لمناقشة وقف ضخ الغاز الطبيعي المصري لتل أبيب ، أعضاء اللجنة ظلوا على مدى ساعات لا يخرج من أفواههم الا تهديدات للقاهرة لإعادة ضخ الغاز الطبيعي للمصانع الإسرائيلية وإلا سيتم رفع دعاوى قضائية ضد مصر تكبد فيها تعويضات بالمليارات هكذا كان يصرخون.
الجلسة كانت مسرحا لنمرو نوبيك، رئيس مجموعة مرحاف أحد المجموعات المشاركة في صفقات الغاز مع مصر، كي يؤدي دور تمثيلي هو دور المهدد للقاهرة، "المستثمرون الإسرائيليون سيدافعوا عن استثماراتهم، القاهرة لا تريد الوقوف أمام دعاوى قضائية بمليارات"، هكذا كان يتحدث نوبيك في ثقة، ليست تلك المشكلة، المشكلة في الوعود التي أخذ نوبيك في توزيعها على الأعضاء الخائفين من حوله وتأكيده عودة ضخ الغاز الطبيعي بعد أيام "بناء على معلومات في يديه"، لم يفكر عضو واحد في تلك اللجنة في سؤال نوبيك من أين تأتي بمعلوماتك تلك ولماذا أنت واثق هكذا كل الثقة في اعادة ضخ الغاز.
اللعب على ورقة الولاياتالمتحدة، وسيلة استخدمها نوبيك في الجلسة، أوباما منح المصريين مليار دولار واعفاء من الديون شريطة التزامهم بالاتفاقيات الموقعة والتزاماتهم الدولية وعلى رأسها اتفاقية الغاز مع تل أبيب، هكذا يحلل المسئول الصهيوني خطاب الرئيس الأمريكي، المصريون يعلمون ويفهمون هذا جيدا، يكمل حديثه في قالب تهديدي وتحذيري.
ولكي يكتمل المشهد المسرحي يظهر ايلي جليكمان مدير عام شركة الكهر باء الاسرائيلي ليلعب دور مأساوي، نفس اللجنة تشهد بكاء وعويل جليكمان على احتياطي الكهرباء الصهيونى الذي سينتهي قريبا في غياب الغاز الطبيعي المصري، وارتفاع ثمن الكهرباء على المستهلك الصهيونى بنسبة 30 %، وإنفاق 4 مليار شيكل زيادة يتكبد عنائها الاقتصاد الصهيوني يبدو أن القصة لا تنتهي عند هذا الحد "المأساوي"، بل يمتزج بتمنيات حارة من مدير عام شركة الكهرباء بأن يستمر "الزواج" 20 عاما، يقصد بهذا مدة اتفاقية الغاز الموقعة بين القاهرة وتل ابيب عام 2005.