قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إن مصر تحاول الآن التقرب من إيران ومن حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، وهي "أجندة جديدة تثير غضب إسرائيل وتضع تحديات جديدة أمام العلاقات المصرية الأمريكية مما يهدد ميزان القوى في الشرق الأوسط". وأوضح جيفري فيشمان، مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، أن حكومة مصر بعد الثورة تبنت "دبلوماسية محفوفة بالمخاطر"، عندما حاولت استبدال سياسات الرئيس السابق حسني مبارك، من خلال إثبات وجود إقليمي أقوى في الشرق الأوسط، أقل طاعة لواشنطن وتل أبيب.
وشددت الصحيفة الأمريكية على أن هذه "الانتفاضة الدبلوماسية"، ما كانت لتحدث في وجود مبارك في السلطة، خاصة بعد أن وصف وزير الخارجية المصري نبيل العربي قرار غلق المعابر المصرية مع غزة بأنه قرار "معيب"، وهو "ما لم يكن ممكناً أن يصدر عن حكومة في عهد الرئيس السابق مبارك"، واصفة القيادة السياسية في مصر الآن بأنها "تغير سياسات مصر الدولية تبعا لمشاعر الرأي العام".
وأشارت إلى أنه بعد سقوط النظام السابق، تزايدت الدعوات المنادية بإلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهو ما "يعرض المصالح الاقتصادية بين مصر وأمريكا للخطر، خاصة وأن مصر تستقبل من واشنطن سنويا أكثر من بليون دولار".
ووصفت الصحيفة جهود مصر، بأنها "مناورات لإعادة تشكيل السياسية الخارجية"، حيث تتضمن تحسين العلاقات مع "الحركة المسلحة حماس" المسيطرة على قطاع غزة، وتجاهل الاعتراضات الصهيونية عبر فتح معبر رفح رعد سنوات من الحصار الصهيوني لمنع تهريب الأسلحة إلى داخل غزة، فضلاً عن رعاية مصر لتوقيع ورقة المصالحة بين حركتي فتح وحماس من أجل "إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
ورأت أن محاولة مصر استعادة علاقاتها الدبلوماسية بإيران، وهي الدولة التي تعتبرها أمريكا "خطراً دائما على الاستقرار الإقليمي"، أجندة جديدة تثير غضب الدولة الصهيونية، واختبار لحلفاء مصر القدامى وأعدائها في مسائل حساسة وبالغة الأهمية، ما يمكن أن يهدد ميزان القوى في المنطقة.
ونقل فيشمان على لسان مسئول صهيوني رفض ذكر اسمه، أن "إسرائيل تضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا لتحذير مصر من تعاملاتها مع الفلسطينيين مؤخرا"، كما أعربت تل أبيب عن قلقها البالغ من تحسين الروابط المصرية الإيرانية، وكذلك فعلت المملكة السعودية، الحليف الأقرب لنظام مبارك.
سلام (إسرائيل) ويد الشعب المصرى وفى صحيفة "نيويورك تايمز" قال الصحفى الأمريكى اليهودى المعروف، توماس فريدمان، فى بداية مقالته: "انتهى عصر الجملة في الشرق الأوسط". فى إطار حديثه عن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بعد الثورات التي اندلعت في العديد من بلدانه، خاصة تأثيرها على الدولة الصهيونية التي كانت ترتبط في سلام دائم مع مبارك مصر.
مضيفا "فبمكالمة واحدة لمبارك كانت تنتهي أي أزمة في العلاقات، إلا أن هذا الأمر تغير وأصبح على إسرائيل أن تكسب رضاء 85 مليون مصري للحصول على السلام".
وقال فريدمان "إذا نظرتم من نافذة مختلفة (للتسوق) في منطقة الشرق الأوسط، فإنه من الواضح بشكل متزايد أن الانتفاضات العربية ترفع لافتة تقول فيها (انتهى عهد الجملة في الشرق الأوسط)، وقد دخلنا الآن في عصر (البيع بالتجزئة)، وسيضطر الجميع لدفع المزيد من أجل الاستقرار".
وبدأ الكاتب مقاله بالدولة الصهيونية كمثال، ويقول "على مدى السنوات ال 30 الماضية تمتعت إسرائيل بالسلام مع مصر بالجملة من خلال وجود سلام مع رجل واحد فقط وهو حسني مبارك، وأن اليوم الأمر مختلف، ففي مرحلة ما بعد مبارك للحفاظ على معاهدة السلام مع مصر، فإن إسرائيل سوف تضطر للدفع بالتجزئة، وستضطر إلى تحقيق سلام مع 85 مليون مصري للحصول على السلام، وعلى عكس الأيام الحالية، ففي الأيام الماضية كانت مكالمة هاتفية واحدة من جانب إسرائيل لمبارك يمكنها إيقاف أي أزمة في العلاقات، لكن هذا الأمر ولى".
ويضيف فريدمان "عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والأوفر حظا في استطلاعات الرأي لخلافة مبارك، كانت نبرته قاسية عندما تحدث عن إسرائيل فقال: الرئيس مبارك كان له سياسة معينة.. وكانت سياسته خاصة، وأنا لا أعتقد أن علينا أن نتبع هذا.. نريد أن نكون أصدقاء لإسرائيل، ولكن لابد أن تكون صداقة من الطرفين".
ويوضح فريدمان إن موسى "يدين بقدر كبير من شعبيته في مصر للهجته الصارمة مع إسرائيل، وقد أمضى وقتا طويلا خلال قيادته للجامعة العربية للتبارز مع إسرائيل".
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه "مع العالم العربي الأكثر ديمقراطية، حيث يمكن للجميع التصويت، سيكون هذا من شأنه بمثابة كارثة لإسرائيل، لأنها سوف تضطرها للتخلي عن أساليبها القديمة في التعامل مع القضية الفلسطينية، حتى تستطيع الحصول على سلام كامل مع الدول المجاورة، خاصة مصر".