أكدت حركة "طالبان" أن الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان فشل في مهمته بعد عام من توليها، وكما فشل سلفه الجنرال ستانلي ماكريستال، والذي أجبر على الاستقالة بعد انتقادت وجهها للرئيس باراك أوباما وعدد آخر من المسئولين الأمريكيين. واعتبرت أن أبداء بترايوس رغبته في إنهاء مهمته بأفغانستان، وسط احتمالات باختياره لرئاسة المخابرات الأمريكية (CIA)، جاء بعد أن "قام بتوريط الولاياتالمتحدة في حرب أفغانستان بأضعاف من السابق، وكبد الجنود وعرضهم لخسائر فادحة كثيرة وأحاط بلاده بأزمة اقتصادية". وأضافت "طالبان" في بيان أصدرته على موقعها على الإنترنت، إن بترايوس اضطر للرحيل من أفغانستان بعد تعرضه لفضائح جمة، و"نتيجة القتل العام للشعب الأفغاني الذي تعتبر استراتيجية بترايوس الخاصة، رفع الستار عن وجه أمريكا القاتل والأسود أمام الشعب الأفغاني والعالم بأسره".
وأكدت أنه على عكس ما كانت تهدف الإدارة الأمريكية عند اختيارها بترايوس لتولي القيادة العسكرية بأفغانستان فقد استطاع المجاهدون خلال فترة قيادة بترايوس أن يسيطروا على القرى والمناطق التي فقدوها خلال السنوات التسع الماضية، وشنوا عمليات واسعة على المراكز الحساسة للقوات المحتلة و"العميلة" التي لم تتصور قط.
وأشارت إلى أن أوضح نماذج لهذه العمليات هي الهجوم على وزارة الدفاع والهجوم على قيادة الفيلق بمطار كابل وعملية سجن قندهار التاريخي.
وقالت الحركة إنه ووفقًا لإحصائية مصادر غربية قبل انتهاء عام 2010 م فإن "المجاهدين شنوا ثمانية عشر ألف هجوم على الأعداء ولو يقسم هذا العدد على اثنا عشر شهرًا يبلغ أوسط كل يوم إلى خمسين هجومًا فلو قتل في كل ثلاثة هجمات جنديا محتلا لبلغ عدد القتلى خلال عام واحد إلى ستة الآف جندي والحال أنه لاينفذ هجوم دون خسائر، هذه أيضا كانت من نماذج فشل واضطهاد بترايوس".
واعتبرت أن مهمة بترايوس الأساسية في أفغانستان "كانت بث سموم الإختلافات المذهبية واللسانية والقومية والأثنية بين الأفغان لتقسيم أفغانستان إلى أجزاء وهدم بيضة الوحدة بينهم لا سمح الله، لكن الله عزوجل أفشل هذه المؤامرة".
وأكدت أنه "نتيجة عزم المجاهدين وصل شرارة الجهاد إلى جميع نواحي أفغانستان خلال فترة بترايوس، وحميت ثغور الشمال أكثر من المتوقع كثغور بقية المناطق، وقد وحد الشعب المجاهد صوته وأظهر بأن الأفغانيين أمة واحدة متمسكون ومتفقون على الرباط الإسلامي الذي لا ينقطع". وأشارت أيضا إلى أن بترايوس كان يهدف إلى "إيجاد البعد والفواصل بين الشعب الأفغاني والمجاهدين وذلك بإيجاد مسلحين مرتزقة ضد المجاهدين؛ لكن المجاهدين منذ البداية كانوا منتبهين لعواقب هذه الدسيسة الشيطانية وكانوا متذكرين لتلك الذكريات الوخيمة السالفة في عهد الإحتلال الشيوعي، لذلك من البداية قاموا بتحطيم هذه الدسيسة فواجه بترايوس رد فعل شديد وقوي من قبل الشعب الأفغاني".
وأكدت أنه ومهما كانت من أسباب لاستقالة بترايوس فإن "العلة الواضحة التي يدركها الطفل أيضا هي أن هذا الجنرال المجرب للبنتاجون صاحب الميدالات الذهبية والنجوم قد فشل وافتضح في استراتيجياته وأهدافه في حرب أفغانستان، وأصبح ذلك وصمة عار على جبينه؛ لذا اضطر البنتاجون والبيت الأبيض أن يبعداه من أمامهما وأن يقدما نمرًا ورقيًا آخر حتى يغفلا بذلك أذهان الغرب لمدة".
تجدر الإشارة إلى أن الجنرال بترايوس يعد من أهم صانعي القرار في وزارة الحرب الأمريكية، ويولي السياسيون والمشرعون الكثير من الاهتمام لتقييماته، وتداولت بعض الأوساط شائعات تشير إلى أنه قد يترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة.
وكانت الإدارة الأمريكية تأمل في أن يتمكن بترايوس في أن يوقف هجمات المقاومة بأفغانستان لكنه فشل في المهمة بعد أن تصاعدت وتيرة الهجمات وسجلت معدلات قياسية في الخسائر في صفوف قوات الاحتلال.
وتسربت معلومات مؤخرًا أن بترايوس سيتولى رئاسة المخابرات المركزية (سي آي أي) خلفا لليون بانيتا التي سيتولى منصب وزير الحرب.