نفى الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وجود صفقة بين الإخوان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بشأن المسار السياسى لمصر بعد ثورة 25 يناير، وما يستتبعه من انتخابات برلمانية ورئاسية . وقال بديع، فى أول حوار يجريه مرشد بالجماعة لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "قلت للقوى السياسية أمام المجلس العسكرى إذا كانوا يخشون الإخوان فإنهم يمكن أن يجعلوا القوة التنظيمية والتصويتية للجماعة فى صالحهم، عن طريق الاتفاق على قائمة موحدة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة".
ورداً على سؤال حول مخاوف القوى السياسية من حصول الإخوان على أغلبية مقاعد البرلمان المقبل، قال "الإخوان سوف ينافسون على ثلث مقاعد مجلس الشعب، تحت شعار المشاركة لا المغالبة، وإذا كانت تلك المخاوف صحيحة فلماذا لم نقل إننا سنأخذ 60 أو 70 أو 80% من المقاعد، وبفضل الله إذا قررنا أن نحصل على 75% من المقاعد فسوف نحصل عليها".
وأشار إلى أن الجماعة لن تعترض إذا اختار أعضاء حزب الحرية والعدالة المعبر عن الإخوان، امرأة أو قبطياً لرئاسته، لافتا إلى أن الموقف الفقهى والشرعى هو أن المرأة والقبطى لا يتم ترشيحهما من جانب الإخوان لتولى رئاسة الجمهورية، لكن للآخرين الحق فى ترشيحهما، وإذا اختار الشعب أحدهما فسوف ننزل على هذا الاختيار ونقبله.
وأكد أن الجماعة "تتحمل مسئولية تأسيس حزب الحرية والعدالة، لكن بعد تأسيسه فلن يكون تابعا لمكتب الإرشاد، وسيكون مستقلا عن الجماعة، ولن تصدر له أى توجيهات فى أعمال سياسية تختلف فيها الآراء، لكن يمكن أن يقتصر تدخل الإخوان على أمور تربوية وأخلاقية إذا ارتكب عضو مخالفة فى هذا المجال".
وخلال المؤتمر الجماهيرى الذى نظمته الجماعة فى أسيوط، مساء الثلاثاء، أعلن بديع أن الجماعة قررت بالإجماع فى مجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد عدم ترشيح أى من أعضائها لانتخابات الرئاسة، مؤكداً أن الجماعة سوف تدعم من ترى أنه سوف يخدم هذا الشعب والوطن.
وفى مؤتمر نظمته الجماعة، مساء الثلاثاء، فى الشرقية، قال المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة "إن الإخوان المسلمين لن يدعموا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مجلس شورى الجماعة، إذا ما ترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة"، مشدداً على أنه شخصياً (أى الشاطر) إذا ترشح لهذا المنصب فلن تقف الجماعة بجانبه.
الإخوان يدعمون البرادعى من ناحية أخرى، وخلال مؤتمر جماهيرى حضره أكثر من 5 آلاف مواطن بميدان الثقافة بمحافظة سوهاج، أكد القيادى الإخوانى عضو لجنة تعديل الدستورية، صبحى صالح، أن الإخوان المسلمين سيساندون الدكتور محمد البرادعى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال صالح خلال المؤتمر الذى نظمته الجماعة "إننا مقبلون على صناعة المستقبل واختيار ممثلين فى مجلسى الشعب والشورى والرئاسة فلا تعطى صوتك إلا لصاحب مشروع أخلاقى. وعلينا أن نقبل الجميع ونرتضى بنتيجة الانتخابات".
وأضاف "يجب على الجميع أن يقبل الجميع فنحن لا نحتكر الدين ولا نحتكر الوطنية ولغة التفريق والتخوين بغيضة، لا تسمعوا للفتن ومن يوقع بين الشعب والجيش والشعب والقضاء".
وأشار إلى أن "من يدعون أنهم يكونون جبهة لوقف المد الإسلامى وجعله فزاعة إنما هم قلة يخافون مواجهة الانتخابات. فبضاعة التخويف من الإسلام لا يشتريها أحد"، وعن تطبيق الحد قال "لا يخاف من الحد إلا مرتكبه، وأجاب متهكما من يخاف من قطع اليد فليغير نشاطه. ومشروعنا العودة للأصالة والهوية الحقيقية".
وأضاف "يجب علينا أن نبعث رسالة طمأنة.. فرسالة الإسلام السلام وتحيته الرحمة والبركة. وعلينا تصحيح الصورة المشوهة التى أشيعت عنا، والتأكيد على أن الأقباط شركاء فى الوطن وأخوة فى الكفاح والتضحية ولهم كل حقوق المواطنة المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن قال غير ذلك فنحن براء منه". وأضاف "المرأة شريكة أيضا فى الحياة واعترف الإسلام بكامل حقوقها ولها الحق فى العمل السياسى إذا روعيت الضوابط الشرعية".