حذر الناطق الرسمي باسم المعارضة الرئيسية في اليمن محمد قحطان، الأحد، في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" القطرية، الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح من رفض المبادرة التي طرحها تحالف أحزاب اللقاء المشترك السبت، وقال إن البديل سيكون مزيدًا من التصعيد بالزحف نحو القصر الجمهوري. وقال قحطان "الهدف من المبادرة هو إعطاء فرصة أخيرة للرئيس صالح من أجل التنحي وتسليم السلطة لأيادٍ أمينة حسب طلبه حيث إننا نقترح في المبادرة نقل سلطاته لنائبه".
وتقضي مبادرة المعارضة بتنحي صالح على أن يسلم سلطاته لنائبه، ثم تشكّل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة تحكم فترة انتقالية لحين إجراء انتخابات رئاسية بعد إعداد دستور جديد. وتشمل المبادرة أيضًا إعادة هيكلة أجهزة الأمن القومي، والأمن المركزي، والحرس الجمهوري. وأكد قحطان على أن هذه المبادرة "هي آخر فرصة للرحيل الناعم لصالح، وإلا فإن الحل سيكون تصعيد الأعمال المناوئة والزحف نحو القصر الجمهوري. وإذا قبل الرئيس سنبذل جهودنا لإقناع الشباب للقبول بها وإذا رفضت فإن اللقاء المشترك سينقل القرار السياسي للشارع".
وأوضح أن رؤية اللقاء المشترك في نقل السلطة إلى نائب الرئيس والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم تخاطب من تبقى من قطاعات داخل حزب المؤتمر. وقال "إن رفضها من قبل الرئيس سيدفع تلك القطاعات لتحديد موقف منها".
صالح: تسليم السلطة إطار "دستوري"! فى المقابل، دعا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، اليوم الأحد، معارضيه الذين يطالبونه بالتنحي والرحيل إلى إنهاء احتجاجاتهم مؤكدًا أنه لن يناقش تسليم السلطة إلا في إطار "سلمي ودستوري".
وقال صالح في لقاء من أنصاره من محافظة تعز جنوب صنعاء إن على ائتلاف المعارضة إنهاء الاعتصامات وإغلاق الطرق و"الاغتيالات" وإنهاء حالة التمرد في بعض وحدات الجيش. وأضاف "مستعد لمناقشة نقل السلطة ولكن في إطار سلمي ودستوري".
وفى وقت سابق، كان صالح قد أكد أنه لا يتمسك بالسلطة ولكنه لن يسلمها إلا إلى أيادٍ أمينة. وعاد ليؤكد الأحد في تصريحات أمام مجموعة من أنصاره على أنه لن يناقش تسليم السلطة إلا في الإطار الدستوري مطالبًا المعارضة بوقف احتجاجاتها.
وسقط حتى الآن 82 شهيدًا على الأقل في الثورة اليمنية جميعهم من المعارضين لصالح، منهم 52 في مذبحة قام بها قناصة يعتقد على نطاق واسع أنهم تابعون للحكومة. فيما انشق عدد كبير من القادة العسكريين والمسؤولين والدبلوماسيين عن الرئيس اليمني.
كما أعلن حزبه الحاكم أنه لن يتسلم الخطة الانتقالية التي طرحتها المعارضة والقاضية بتسليم صالح سلطاته الرئاسة إلى نائب يعينه مع اتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة وإجراء انتخابات جديد.
وبدأت الثورة اليمنية منذ أسابيع بعد أن انتقلت إليها عدوى الانتفاضات الشعبية من تونس ومصر، ودفعت صالح إلى شفا الانهيار إلا أنه ما زال يقاوم دعوات التنحي.
وأطاحت الثورتان السلميتان في مصر وتونس بالرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي. فيما واجه الزعيم الليبي معمر القذافي الثورة السلمية في ليبيا بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي لتتشكل وحدات مسلحة من الثوار وتتحول الثورة في ليبيا إلى ثورة مسلحة.