في رسالة وحدوية إلى الشعب الفلسطيني قام نواب من حركتي فتح وحماس بجولة مشتركة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية سادتها أجواء إيجابية تبعث على التفاؤل. وأراد النواب الأربعة من جولتهم التي سبقها لقاء ضم قيادات من الحركتين إيصال رسالة طمأنة للمواطنين بعد أحداث غزة، والحوادث التي شهدتها الضفة الغربية، مؤكدين سعيهم لتطوير التجربة ونقلها إلى باقي المحافظات الفلسطينية. ورغم الرسالة الإيجابية لجولة هؤلاء النواب وهم من تبقى دون اعتقال من مجموع النواب ال18 عن محافظة الخليل، وترحيب لجنة تنسيق الفصائل بها، يبقى الشارع الفلسطيني ينتظر من الحركتين رفعا حقيقيا للغطاء التنظيمي عن المسببين لحالات الفوضى والفتنة وإطلاق النار، باعتبار ذلك خطوة مهمة في طريق الوفاق الحقيقي. ورغم إقراره بعدم وجود ضمانات لاستمرار الأجواء الإيجابية نتيجة المرحلة الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، أعرب النائب عن حركة فتح أكرم الهيموني عن أمله في أن يكون اللقاء قد وجه رسالة إيجابية لأعضاء الحركتين في محافظة الخليل بشكل خاص، وباقي المحافظات الفلسطينية بشكل عام. وأكد أن الرسالة المقصودة من الجولة المشتركة هي أن الاقتتال لا يمكن أن يحدث، وأن أي صدام فيما لو حصل ستتم محاصرته وإنهاؤه. وحمل الهيموني الاحتلال وما أسماه "الطابور الخامس" مسؤولية العديد من حوادث الانفلات، موضحا أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال الذي يفتعل الأحداث للإيقاع بين الأشقاء. أما النائب عن حركة حماس حاتم قفيشة فأكد أن اللقاءات بين الحركتين لم تبدأ أمام كاميرات الصحفيين ولن تنتهي عندها، موضحا أن الجولة الميدانية المشتركة هي ثمرة اجتماعات عديدة.
وأشار إلى علاقة الزمالة والصداقة والقرابة التي تربط بين كافة قيادات الفصائل الفلسطينية في الخليل، وأن الرسالة التي يسعى الجميع لبثها هي رسالة اجتماعية وسياسية وأمنية وأن الجميع متحدون في الغاية وملتقون على خدمة الوطن. وأوضح أنه رغم الخلاف الفكري والسياسي بين حركتي حماس وفتح، يلتقي الجميع على خدمة الوطن من خلال المؤسسات والدوائر الحكومية والمجلس التشريعي، مؤكدا استمرار اللقاءات بين جميع الأطراف. وفيما دعت النائبة عن حركة حماس سميرة الحلايقة جميع الفصائل في غزة والحكومة والرئاسة إلى حقن الدماء الفلسطينية، أعربت النائبة عن حركة فتح سحر القواسمي عن أملها في وأد حقيقي للفتنة، داعية إلى محاكمة كل من يخرج عن القانون.
اللجنة العليا للتنسيق ترحب بالمبادرة من جانبه رحب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو لجنة التنسيق العليا للفصائل في الخليل عبد العليم دعنا بالحرص على تجنب الصدام ورفض الاقتتال، مشيرا إلى دور مكتب التنسيق في تقريب وجهات النظر، وعقد العديد من النشاطات المشتركة لمنع الاقتتال واجتناب نقل ما يحدث في غزة إلى الضفة الغربية. ووصف عمليات إطلاق النار والاختطاف التي تكررت في العديد من مناطق الضفة والقطاع بأنها مشبوهة وتهدف إلى شق الصف الفلسطيني.
وقد أنعشت هذه المبادرة آمال المواطنين الفلسطينيين فى رأب الصدع ومحاصرة الفتنة ,اعرب المواطنون عن أملهم فى امتداد هه التجربة إلى القطاع .