قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، إنه يجب ربط المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي بمدى احترام حقوق الإنسان في الدول التي تستهدف فيها الأقليات المسيحية على حد تعبيره. جاءت تصريحات فراتيني في أعقاب تفجير الإسكندرية الذي استهدف كنيسة القديسين بسيدي بشر ليلة رأس السنة الميلادية، وأسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 96.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أن مساعدات الاتحاد الأوروبي "يجب تقليصها عوضا عن إلغائها بالنسبة للدول التي لا تتعاون في حماية المسيحيين".
ومضى يقول "يجب الانتقال من المراقبة إلى العمل"، مشددا على أن إيطاليا لن تظل "معزولة" في معركة حماية حقوق المسيحيين في أرجاء العالم.
دعم المشروعات المسيحية يأتى هذا، فيما اقترح فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، بتقديم مساعدات تنموية موجهة لدعم مشروعات مسيحية في الدول التي يعاني فيها المسيحيون من الاضطهاد على حد زعمه وتكلم بالاسم على مصر خاصةً بعد حادث كنيسة القديسين .
وقال كاودر في تصريحات صحفية "مطاردة المسيحيين توجد أيضا في دول ليس لنا تعاون تنموي معها، لذلك فإن التهديد بقطع المساعدات التنموية لن يكون بوجه عام وسيلة مناسبة لمساعدة المسيحيين المقموعين".
في السياق نفسه ناشد رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، نيكولاوس شنايدر، الأوساط السياسية في بلاده، المطالبة استمرار الحرية الدينية في الدول العربية على حد تعبيره.
وقال شنايدر في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة الثلاثاء، على خلفية تفجيرات كنيسة القديسين في الإسكندرية "الحكومة الألمانية تدعو دائما بوضوح ودون لبس للحرية الدينية وحماية الأقليات المسيحية في الدول العربية ، ويتعين عليها مواصلة هذا الطريق".
رد أوروبي منسق وفى سياق متصل، قررت وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل إليو ماري، أن توجه رسالة إلى كاثرين آشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، تطلب منها فيها إعداد رد منسق لدول الاتحاد ال27 على تهديدات القاعدة لمسيحيي الشرق الأوسط خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 31 يناير الحالي.
وقالت ميشيل إليو ماري لإذاعة أوروبا 1 "قررت اليوم (الثلاثاء) إرسال رسالة أطلب فيها من آشتون أن لا تكون فرنسا فقط لكن أوروبا كلها التي تبحث في هذه المشكلة في 31 يناير خلال اجتماع وزراء الخارجية".
وأضافت "في العراق استقبل الأكراد 20 ألف مسيحي منذ 2003: فكيف نساعد فعليا الأكراد على حسن استضافة هؤلاء المسيحيين"، وذلك كمثال على القضايا التي يجب أن يشملها جدول أعمال هذا الاجتماع.
وأوضحت أن الامر يتعلق "بكيفية مساعدة الناس بشكل ملموس"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني سيوقع أيضا على هذه الرسالة.
وتزايد القلق في العالم على مسيحيي الشرق الأوسط بعد الاعتداء الذي أودى بحياة 23 قبطيا في كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية الذي أتى بعد اعتداءات دامية أخرى لا سيما في العراق.
وقالت الوزيرة الفرنسية "يجب أن نعمل في ما بيننا وأن نستقبل ونمنح اللجوء للذين يشعرون بأنهم مهددون، لكن يجب أن نعمل أيضا على أن يتمكن هؤلاء الناس من البقاء في أوطانهم".
وأوضحت "هذا ما يجب التوصل إليه في كل مكان وهذا ما سنعمل عليه" بين الأوروبيين.
وفي مقابلة أخرى لصحيفة "فان مينوت" في عددها الصادر الأربعاء، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية عن أملها في أن يعود العراقيون الذين أصيبوا في اعتداءات ويتلقون العلاج في فرنسا إلى ديارهم لاحقا.
وقالت "ما إن تتم معالجة هؤلاء الناس، يقضي المنطق أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم. وإذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، فسيكون الأمر بمثابة إعطاء الحق لمن هاجمهم".
ورأت "أن هدف القاعدة والإسلاميين المتشددين هو التسبب بمواجهة بين العالم العربي والغرب".
وأضافت "أن هم الحكومة الفرنسية هو السهر على عدم الدخول في هذا المنطق الذي يعتبر لعبة الإرهابيين".