تبرأ المفكر الاسلامي الدكتور محمد سليم العوا استاذ القانون من اتهامات بعض الأقباط له بأنه سبب الشحن الطائفي الحاصل. والذي أدى إلى الحادث الإجرامي أمام باب كنيسة القديسين بالأسكندرية،قائلا "هو انا اللى جبت الموساد ولا القاعدة وقلت لهم اضربوا الكنيسة".
وأكد العوا خلال حديثه للإعلامي المعروف محمود سعد على فضائية "أزهري" أنه كان يرد على الأنبا بيشوي الذي قال إن "المسلمين ضيوف على المسيحيين" ردود علمية ليس لها علاقة بالشحن الطائفي.
وقال إن هناك بعض المتطرفين يريدون أن يصطادوا في الماء العكر لتحقيق مكاسب أخرى من خلال كف لساني عن قول الحق، مؤكدا أنه لن يكف لسانه، لافتا الى أن المسيحيين وقعوا أسر الشعور الزائف بالتمييز ضدهم و الاضطهاد المصطنع الذي لاوجود له.
وحمل المفكر الإسلامي بعض الأطراف التي شاركت في تسليم وفاء قسطنطين مسئولية هذه الأحداث، مشددا على أنهم سينالون عقابهم من الله مرتين يوم القيامة لارتكابهم أثم شرعي وأثم وطني خاصة أنهم حركوا عناصر التطرف في الفرقتين، مطالبا بعودة وفاء قسطنطين إلى حريتها والكف عن استثارة المسلمين مثل المطالبة بعدم استثارة المسيحيين.
وشدد على أن هناك خللاً في المجتمع مطالبا النظر للأشياء بموضوعية خاصة في تطبيق القانون دون مراعاة أي استثناءات في الدفاع عن الحق وتطبيق العدل.
لافتا إلى أن الأزهر يحرم الفوائد ومع ذلك لا يستطيع أن ينهى الدولة عن ذلك لأنه يعيش في دولة مدنية، بخلاف البابا شنودة الذي اعترض على حكم المحكمة في قضية الزواج الثاني، وقال إنه لن يسمع إلا للإنجيل.
رغم أن حكم المحكمة استند إلي لائحة عام 1938 التي وضعها المجلس الملي للكنيسة والتي تسمح بالطلاق لغير علة الزنا، منوها بأن الأزهر لو قال إنه لن يسمع إلا للقرآن مثلما فعلت الكنيسة لتهدمت أركان الدولة المدنية.
السعيد مفجر الفتن وطالب العوا بالتحقيق مع الدكتور رفعت السعيد عضو مجلس الشورى فيما أشاعه في مجلس الشورى عن توزيع بيانات في الصعيد تأمر المسلمين بعدم تهنئة الأقباط في أعياد ميلادهم، متسائلا "من أين جاء السعيد بهذا البيان ومن قاله.. هل يريدها فتنة دون وجود سند وكيف يتركه رئيس مجلس الشورى دون التحقيق معه من أين جاء بهذه البيانات التي يستغلها بعض القساوسة في الترويج لإشاعة تشدد المسلمين وإرهابهم".
كما رفض مبادرة بعض الشباب على الإنترنت أن يحمى المسلمون الكنائس ليلة قداس عيد الميلاد، موضحا أن ذلك من عمل الأمن، حتى لا يستغل البعض تلك الدعوة لإشعال فتنة جديدة.
إلا أنه أكد ضرورة مشاركة جميع المصريين في تقديم التهنئة بعيد الميلاد للإخوة الأقباط، متمنيا لو أن البابا يرسل من ينوب عنه لإقامة قداس عيد الميلاد بكنيسة القديسين وأن يذهب شيخ الأزهر والمفتى ووزير الأوقاف للصلاة يوم الجمعة المقبل في المسجد المقابل للكنيسة. كما شدد على ضرورة تطبيق القانون على الصغير والكبير، مبديا تحفظه تجاه الإفراج عن بعض المتهمين في قضية كنيسة العمرانية دون إبداء السند القانوني للإفراج عنهم رغم عدم اعتراضه على ذلك.
ولكن كان ينبغي توضيح السند القانوني حتى لا يتجرأ أحد على القانون بعد ذلك ويخالف تراخيص البناء ويهاجم الشرطة ومباني الدولة وسيارات المواطنين ويقطع الطريق العام ، بحسب قوله.
واختتم العوا حديثه بأن هناك خللاً في المجتمع بسبب غياب العدل وتفشي الظلم الاجتماعي والرشوة والفساد وان هذه الاوضاع اوجدت نوعا من الجبن لدى المواطنين، محذرا من أن يأتي يوم لا يستطيع المواطن أن يدافع فيه عن وطنه بسبب حالة الجبن المكتسبة.
وقال إن سبب هذه الحالة من الضعف هو وجود سلطات نافذة طغت على الحق حرصا من أصحاب الكراسي والمناصب على مناصبهم بالإضافة إلى أصحاب المال والنفوذ.
مؤكدا أن الشباب يحتاج لوقت لتربيته على قيم الحق والعدل والدفاع من أجل الوطن.