ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية ان الحكومة المصرية قدمت معلومات إلى نظيرتها الصهيونية، ساعدتها في اغتيال القيادي في جيش الإسلام محمد نمنم في قطاع غزة الأسبوع الماضي. ونقلت المجلة، عن مصدر أمني في المنطقة، ان السلطات المصرية أبلغت الصهاينة أن نمنم يخطط لشنّ هجوم "إرهابي" يستهدف القوات الأمريكية المتمركزة في صحراء سيناء، وقد حصلت مصر على المعلومات من ناشطين في جيش الإسلام كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق في سيناء، وفق المجلة.
وكانت تل أبيب قد خففت الغارات الجوية التي تشنها لاستهداف ناشطين فلسطينيين بعد أن توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ نحو الجنوب الصهيونى. وقال المصدر "إن مستوى التعاون الأمني المصري لم تشهد إسرائيل مثله منذ سنوات"، مضيفاً "إن إسرائيل تتعاون أكثر بكثير".
وتعزو المصادر التغير في الموقف المصري إلى غضب الرئيس حسني مبارك على حزب الله اللبناني، بعد أن كانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت العام الماضي 49 عنصرا من الحزب في سيناء بتهمة التآمر ضد مصر، وقال مصدر أمني إنهم "اشتروا شققاً قرب السويس وقوارب سريعة وسيارات" وبنوا بنية تحتية قد تساعد عمليات التهريب إلى غزة بالإضافة إلى "استهداف السياحة في سيناء"، وقد حذر مبارك في حينها حزب الله وحماس وسورية وإيران من أنه سيتم "كشف المؤامرة"، على حد زعم المصادر.
وتنتشر في صحراء سيناء قوات متعددة الجنسيات قوامها 1600 جندي، بينهم 700 جندي أمريكي منذ معاهدة السلام بين مصر والدولة الصهيونية عام 1979، وتقول المصادر إن مخطط جيش الإسلام كان يستهدف القاعدة الشمالية وتعرف باسم "الجورة" لقتل أمريكيين.
وقال قائد قوات المراقبة المتعددة الجنسيات في القاهرة نورماند سانت بيار "إن إسرائيل ومصر تعرفان أن الأمور تسير بشكل أفضل حين تتعاونان"، غير أنه أوضح ألا معلومات واضحة لديه حول أي تهديد للقاعدة.
ويقول المحللون إن جيش الإسلام أقرب إلى تنظيم القاعدة منه إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وكان الجانبان قد تعاونا فى العام 2006 للقبض على الجندي الصهيوني جلعاد شليط، ثم سيطرت حماس على القطاع عام 2007.
ويقول مسئولون صهاينة "إن حماس عادت لتتعاون مع جيش الإسلام في المؤامرة ضد القوات الأمريكية في سيناء"، دون أن يعطوا أي دليل على ذلك.
اغتيال الشهيد النمنم وكان الجيش الصهيوني قد أقرّ الأربعاء الماضي، بشن غارة على قطاع غزة، قال إنها استهدفت مسئول جماعة جيش الإسلام الموالية لتنظيم القاعدة.
ونقلت الإذاعة الصهيونية عن الجيش تأكيده انه "شن غارة جوية قام بها سلاح الجو بعد ظهر الأربعاء الماضي أسفرت عن مقتل محمد النمنم من أفراد تنظيم جيش الإسلام في مخيم الشاطئ بقطاع غزة". وقال الجيش الصهيوني "ان النمنم كان ضالعا في اعتداءات إرهابية على أهداف إسرائيلية وأمريكية في شبه جزيرة سيناء"، وفق زعمه.
الى ذلك قال قائد فرقة غزة العسكرية في الجيش الصهيوني العميد أيال آيزنبرج امس الخميس إن حربا أخرى تشنها على غزة حتمية في المستقبل وأن فرقته العسكرية تعد خططا عسكرية لاحتمال حدوث تصعيد عسكري.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني عن آيزنبرج قوله خلال مراسم استبدال قائد فرقة غزة إن "هذا صراع بين رغبتنا القوية في التوصل إلى سلام ونهاية الصراع وبين رغبة حماس في تخليد الصراع ومنع حل شامل بيننا وبين جيراننا، وتطلعات حماس هذه ستدفعنا فقط إلى صدام حتمي في المستقبل"، حسب زعمه.
وجرت مراسم إنهاء ولاية آيزنبرج في قيادة فرقة غزة وتسليمه قيادة الفرقة العسكرية للعميد يوسي باخر في مقر قيادة الفرقة في قاعدة عسكرية بالجنوب الصهيونى.
وتابع آيزنبرج أنه "حتى بعد الحرب على غزة في مطلع العام الماضي لم تتخل حماس عن راية المقاومة لكن عملية الرصاص المصبوب أثبتت أننا لا نعرف كيفية إمساك السيف فقط وإنما رفعها أيضا بصورة واضحة وحادة ومؤلمة"، على حد تعبيره.
وأضاف "كانت سنتان عاصفتان في فترة كثيرة التحديات، التي هي في الواقع صراع دولة إسرائيل على استقلالها وحقنا في العيش هنا كشعب حر في بلاده"، وفق ادعاءه.