قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن جماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية، والعديد من المسيحيين والمسلمين، يشكون فى السنوات الأخيرة من انشقاق طائفى عميق فى مصر، بسبب التوجه المحافظ عالى الوتيرة لكلا الجانبين، والتمييز الذى تمارسه الحكومة، والتنافس على الموارد. وأضافت المجلة فى تقرير نشرته أمس، أن سلسلة الاحتجاجات الأخيرة من جانب المسلمين على احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة، زوجة كاهن ديرمواس فى المنيا، هى أحدث حلقات الصراع الطائفى الذى اجتاح مصر هذا العام، فى إشارة إلى تصريحات الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، فى سبتمبر الماضى، وحادث نجع حمادى أوائل العام الجارى.
ونقلت المجلة عن الدكتور رفيق حبيب، المفكر المسيحى، قوله إن تحول المسيحيين إلى الإسلام قضية حساسة فى مصر تقلق المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وأضاف "إنها المرة الأولى التى تتدخل فيها الدولة فى قضية تحول فرد إلى ديانة أخرى"، معتبراً أن هذا التدخل يوضح التغير الذى حدث فى دور الكنيسة وموقف المسيحيين فى السنوات الأخيرة، حيث أصبحوا حلفاء للدولة والرئيس.
وشدد حبيب على ضرورة أن تتخذ الكنيسة خطوات "تصالحية" مثل السماح للنساء المحتجزات بتوضيح قصصهن علناً، وأن يقدم النظام المزيد من الحقوق المتساوية للمسيحيين، والابتعاد عن قضايا التحول الدينى باعتبارها "مسألة شخصية".
وأوضحت المجلة أن مصر عززت الإجراءات الأمنية حول الكنائس، بعد حادث كنيسة سيدة النجاة فى بغداد، وأشادت بدور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، والجماعات الإسلامية، لإصدارهم بيانات إدانة وصفتها بأنها قوية تدعو المصريين إلى الوحدة. وادعت المجلة أن مصر معرضة لهجمات نادرة ولكنها "عنيفة" على المسيحيين والسائحين بها، محذرة من أن الغضب جراء تحويل الديانة يبين أن "الانشقاق الطائفى" فى مصر مازال بحاجة لاهتمام جدى.