خروجًا على قرار الحظر الذي تفرضه الكنيسة المصرية على السفر إلى الدولة الصهيونية، وصل الأنبا ثيئودوسيوس الأسقف العام لإبراشية الجيزة بصحبة مجموعة من الكهنة علي رأسهم الأنبا دوماديوس المريض مطران الجيزة إلي مطار تل أبيب ظهر أمس الأربعاء، في مستهل زيارة إلى الدولة الصهيونية. وكان في استقبال وفد الكنيسة المصرية الذي استقل طائرة تابعة لشركة طيران "العال" الصهيونية بالمطار وفد رفيع المستوي من الكهنة نيابة عن الأنبا إبرام مطران القدس للترحيب به.
وتأتي الزيارة بغرض زيارة الأنبا إبرام، وينتظر أن يقوم أعضاء الوفد المؤلف من 10 أشخاص والذي حصل على تأشيرات دخول من السفارة الصهيونية بالقاهرة، الحج في "أورشليم"، والتنزه بالقدس.
وهذه ليست المرة الأولى من نوعها، التي يتم فيها انتهاك قرار البابا شنودة القاضي بحظر السفر إلى القدس في ظل الاحتلال، على الرغم من توعده مرارًا بأن من يخالف القرار سوف يتعرض للحرمان والشلح من الكنيسة.
وأوضحت مصادر الكنيسة، أن الهدف المعلن من الزيارة هو التوجه إلى ألمانيا لعمل فحوصات دورية للأنبا دوماديوس مطران الجيزة "القعيد"، إلا أن العديد من مسيحيي الجيزة يشعرون بالحنق الشديد بعد رفض الأسقف السماح لهم بذلك، مع تهديدهم بالحرمان من التناول وعدم الصلاة عليهم عندما يموتون، وعليه قرروا التوجه بشكوى ضده للبابا شنودة لاتخاذ اللازم بشأنه.
وكشفت المصادر ذاتها، أن أسقف الجيزة كان يعمل أمين شرطة قبل أن ينخرط في سلك الرهبنة، وهو ما يفسر علاقته القوية بأجهزة الأمن، الأمر الذي يثير استياءً شديدًا لدى المسيحيين من تعامله المباشر مع الأمن خصوصًاَ مع تفاخره بذلك.
مطالب بدعم يهودية الدولة الصهيونية من ناحية أخرى، حثت قيادات مهجرية، مسيحيى مصر على تقديم الدعم للدولة الصهيونية، بزعم أن اليهود هناك يعانون "إنسانيا" مثل مسيحيي مصر، داعية المسيحيين حول العالم إلى تعضيد يهودية الدولة الصهيونية، أسوة بما أسمتها ب "حكومات الاحتلال العربي والإسلامي الناطقة بالعربية"، في دعوة من شأنها أن تفتح الملف حول العلاقة بين تلك الجماعات والدولة الصهيونية.
ودعت "الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية" في بيان أصدرته أول أمس، المسيحيين المصريين إلى الاكتتاب في بنك "أوف أمريكا" تحت حساب وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان بمبلغ 3 مليون دولار، تعضيدًا ومساندة لما وصفته ب "الرجل الشجاع" في تحقيق حلم يهود العالم وشعوب العالم الحرة والمحبة للسلام من أجل يهودية الدولة الصهيونية، على حد تعبير البيان.
وسبق لرئيس هذه الجمعية ذات التوجهات المتطرفة المحامي موريس صادق، أن عبر عن مواقف دعم وتأييد في السابق مع الصهاينة، وقد ناشد رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق آرييل شارون إبان أزمة وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير التدخل لصالح المسيحيين في مصر، كما سبق أن وجه تهنئة إلى الدولة الصهيونية بمناسبة ذكرى قيامها.
ووصف البيان الفتح العربي لفلسطين في عهد عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين بالغزو العربي، وأضاف "لقد احتل الغزاة البدو العرب أرض إسرائيل المقدسة التي ولد عليها السيد المسيح له، وواجه اليهود هولوكست الإبادة في ألمانيا النازية وطبقا لنبوءة الكتاب المقدس عاد اليهود إلى ارض إسرائيل"، حسب مزاعمه.
ولم يكتف بذلك بل حاول التشبيه بين اليهود والمسيحيين في مصر، فادعى أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص انتهز رحيل الرومان من أرض مصر بعد إيمانهم بالمسيحية على أيدي المسيحيين وغزا مصر بالسيف وقتل الرجال واغتصب النساء وهدم الكنائس.
ومضي البيان يزعم أن "اضطهاد" المسيحيين استمر على يد من أسماهم ب "المحتلين المسلمين وعملائهم من الأقباط الخونة، وهو ما جعلنا نشعر بالتعاطف والتأييد لدولة " الاحتلال الإسرائيلي"، خاصة بعد أن أقرت الحكومة الصهيونية في اجتماعها يوم الأحد تعديلاً على قانون المواطنة يلزم المرشحين لنيل الجنسية الصهيونية بأداء قسم ل "دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية"!.
وحظي التعديل الذي طرحه وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتأييد 22 وزيرًا مقابل ثمانية وزراء، وهو ما أثار اعتراض عرب 48 1948، الذين وصفوا التعديل ب "العنصري" واعتبروه يهدف إلى إسقاط حقوقهم التاريخية وترحيلهم من بيوتهم.
وفي أعقاب العدوان على أسطول "الحرية" الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في نهاية مايو الماضي، أصدر صادق بيانا يبارك فيه العدوان الصهيوني على القافلة الذي أسفر عن مقتل تسعة أتراك وإصابة العشرات، بزعم أن المتضامنين مع غزة مارسوا عملا إرهابيا ضد تل أبيب.
يذكر أن أفيجدور ليبرمان السياسي الصهيوني الذي دعا صادق إلى التبرع لصالح هو يميني متطرف، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، ووزير خارجية الدولة الصهيونية من 31 مارس 2009 بحكومة بنيامين نتنياهو، وقد هدد بضرب السد العالي في مصر أثناء الحملة الانتخابية التي قادها شارون في مارس 2001، وكان عضوا في الحزب اليميني الإرهابي غير القانوني "كاخ".
وفي أكتوبر 2008 هاجم ليبرمان الرئيس حسني مبارك بسبب عدم زيارته للدولة الصهيونية من قبل بقوله "إذا ما أراد (مبارك) أن يتحدث معنا يجب أن يأتي إلى هنا، وإن لم يرد فليذهب إلى الجحيم"، وانضم ليبرمان في أكتوبر عام 2006، لحكومة إيهود أولمرت، كوزير للتخطيط الاستراتيجي، وعين كمسئول رسمي عن الملف الإيراني في شهر يوليو من عام 2007، وقد انضم لحكومة بنيامين نتنياهو في مارس من العام الماضي وعين وزيرا للخارجية.