طالب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الجمعة بان تدفع قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الاطلسي (ناتو) في افغانستان، تعويضا او تعتذر عن هجمات عبر الحدود وقعت مؤخرا، محذرا من ان بلاده سوف تبحث "خيارات اخرى" لوقف مثل هذه الانتهاكات عبر الحدود، فيما قال مسئول رفيع بالمخابرات الباكستانية ان التوغلات عبر الحدود قد تؤدي إلى "قطع كامل للعلاقات". وكانت مروحيتان دخلتا المجال الجوي الباكستاني الخميس واطلقتا صواريخ على موقع حدودي كان يرابط فيه ستة جنود ما اسفر عن قتل ثلاثة منهم واصابة الاخرين.
وابلغ جيلاني البرلمان "اذا لم يعط الناتو ايضاحا بشأن الحادث واذا لم يدفع تعويضا او يعتذر، فان لدينا خيارات اخرى وسوف نستخدمها". واضاف "كوننا امة مسئولة، فاننا نقلنا ردنا عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية، ولكن انني اؤكد للامة من خلال هذا المجلس اننا لن نسمح باى توغل داخل باكستان". وكان هذا التوغل هو الثالث عبر الحدود من قبل قوات الاحتلال الغربية الشهر الحالي.
وبعد مرور ساعات على الهجوم اوقفت باكستان العشرات من الشاحنات وحاويات النفط التي تنقل الوقود والإمدادات الأخرى اللازمة الى قوات الناتو في افغانستان.
وتعتمد القوات الدولية بشكل كبير على باكستان للحصول على الامدادات التي تحتاج اليها حيث ان نحو 80% من هذه الامدادات تمر عبر باكستان لتصل الى افغانستان التي تحيط بها اليابسة من كل جانب.
الى ذلك قال مسئولون ان اشخاصا يشتبه في أنهم "متشددون" أشعلوا النيران في اكثر من 30 شاحنة وقود لحلف شمال الاطلسي في باكستان تحمل امدادات الى قوات الحلف في افغانستان الجمعة. وألقى مسئولون محليون رفيعو المستوى باللائمة على المجاهدين في الهجوم على عربات الصهاريج المحملة بالوقود على مشارف بلدة شيكاربور.
وفتح حوالي 12 شخصا ملثما النار في الهواء بأسلحة خفيفة لإخافة السائقين الذين فروا ثم أشعلوا النار في 35 صهريجا. وكانت الشاحنات متوقفة في محطة للوقود في طريقها من مدينة كراتشي الساحلية في الجنوب إلى أفغانستان.
وقال عبد الحميد خوسو قائد الشرطة في شيكاربور لرويترز "بعضها (العربات) دمر تماما وبعضها دمر جزئيا لكن لا توجد خسائر بشرية".
وقالت مصادر أمنية ان رجلين مجهولين أطلقا النار في حادث منفصل على عربة صهريج تابعة لحلف شمال الأطلسي كانت تسير في أقليم بلوخستان الجنوبي الغربي في طريقها إلى أفغانستان. وقال مسؤولون أمنيون ان شخصين قتلا حرقا بعد أن اشتعلت النيران في الشاحنة. وألقت الشرطة القبض على عشرة أشخاص بعد الهجوم الأول بينهم خمسة تم القبض عليهم خلال مداهمة لمدرسة إسلامية.