كشف المحلل للشئون الاستراتيجية في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، يوسي ميلمان، الجمعة النقاب عن انّ سلاح البحرية الصهيوني احدث انقلابا فيما يتعلق بالغواصات التي تمتلكها الدولة الصهيونية، مشيرا، نقلا عن مصادر اجنبية، الى انّه خلال السنوات العشر القادمة، سيباشر بامتلاك غواصتين جديدتين من طراز (دولفين) المتطورة على ان تنتهي المهمة في اقل من سنتين. كما يشمل الانقلاب بحسب المصادر عينها زيادة القوى البشرية العاملة فيها من 3 طواقم الى 10 طواقم حتى العام 2018، ما يعني امكانية تنفيذ عدد اكبر من المهمات بعيدة المدى. وشدد المحلل الصهيوني على انّ المصادر التي اعتمد عليها هي مصادر اجنبية، وذلك في محاولة منه للتملص من الرقابة العسكرية الصهيونية، التي لا تسمح الا لماماً بنشر المعلومات عن تسليح الجيش الصهيوني بأسلحة متطورة ونوعية، ومع ذلك اكد ميلمان، على انه في السنوات الاخيرة، وخاصة مع رفع وتيرة الحرب السرية على ارساليات السلاح من ايران الى حزب الله وحماس، فان سلاح البحرية يأخذ مكان سلاح الجو كذراع حقيقية للجيش.
بالاضافة الى ذلك، اشارت الصحيفة الصهيونية نقلا عن نفس المصادر الى انّ الفعاليات العملانية للغواصات تتمثل في جمع المعلومات الاستخبارية والحرب البحرية التقليدية، وان ثلاثا منها مزودة بصواريخ (طوربيدو) ووسائل لاطلاق صواريخ موجهة تحمل رؤوسا نووية.
واضافت ان ابحار غواصة (دولفين) قبل عدة شهور في قناة السويس اعتبر على انه في اطار الاستعدادات لنشر غواصات صهيونية في الخليج العربي، وحينها زعمت المصادر الاجنبية، التي اقتبست من الاعلام الصهيوني، بانّ عملية عبور قناة السويس تمّت بالتنسيق مع السلطات المصرية المتماشية مع ما يسمى بدول محور الاعتدال العربي، هذه الدول التي ترى في المشروع النووي الايراني تهديدا خطيرا على امنها القومي.
وزادت الصحيفة الصهيونية قائلة انّ طبيعة عمل الغواصات تتسم بالسرية، ونقلت عن احد افراد الطواقم العاملة فيها قوله ان هناك مهمات كثيرة لا يعرفون ماذا يفترض ان ينفذوا بالضبط، حيث تصدر لهم الاوامر بالوصول الى نقطة معينة، وانه في معظم الحالات لا يدرك الضباط ماذا يفعلون بالضبط الا بعد انتهاء المهمة.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة الى انّ السنوات الاخيرة تشهد اقبالا من قبل الجنود على الانخراط في وحدة الغواصات، حيث يتنافس خمسة مجندين على كل مكان في الدورة المخصصة، بيد انه يتراجع ما يقارب 40 بالمائة منهم عندما يدركون انهم سيمضون في الخدمة العسكرية في هذه الوحدة مدة اربع سنوات ونصف.
كما لفتت الصحيفة الى انه يطلب من المتدربين في ال13 شهرا الاولى مراجعة الاف الصفحات التي تصف تفاصيل تقنية معقدة في الغواصة، وتعلم تفعيل 'المواقع القتالية' واصلاحها في حال الضرورة في اعماق البحر.
وذكرت الصحيفة انّ قسما كبيرا من عمل الغواصات يتركز في مجال جمع المعلومات، ونقلت عن احد افراد الطواقم قوله انه رغم عدم حصولهم على تفاصيل بشأن القدرات التكنولوجية للرادارات والكاميرات، الا انه بالامكان القول انه يمكن النظر الى الاشخاص في داخل البيوت.
كما جاء انه يتم مؤخرا اعداد جنود وضباط لتشكيل طاقم غواصة (دولفين) الرابعة، التي ستصل من المانيا في السنة القادمة. وفي العام 2012 سوف تصل الغواصة الخامسة، ويعمل سلاح البحرية على اعداد طاقمين لكل غواصة، وبلغة الارقام فان الحديث عن مضاعفة القوى البشرية العاملة في مجال الغواصات ثلاث مرات، واشارت ايضا الى انه خلال 51 عاما من عمر هذه الوحدة فقد عمل فيها 2000 ضابط وجندي فقط.
كما اوضحت الصحيفة انّ الانقلاب المذكور حوّل مهمة الحفاظ على امن الدولة الصهيونية من سلاح الجو الى سلاح البحرية، مشددة على انّ من ينخرطون في الوحدات المذكورة هم من النخب فقط لصعوبة الخدمة، على حد تعبير المصادر.
جدير بالذكر انّ علاقات المانيا بالدولة الصهيونية دخلت، بحسب المصادر الامنية في تل ابيب، مرحلة جديدة متقدمة بعد زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الى برلين التي تكللت بابرام البلدين صفقة قيمتها مليار يورو، تقوم بمقتضاها برلين بتزويد تل ابيب بقطع بحرية حربية متطورة تتضمن غواصة سادسة من نوع (دولفين) القادرة على حمل رؤوس نووية وبارجتي صواريخ متطورتين.
وذكرت المصادر انّ المانيا تعتبر المورد الرئيسي لسلاح البحرية الصهيوني، وكانت زودته قبل 3 سنوات بثلاث غواصات (دولفين) القادرة على اطلاق صواريخ باليستية تحمل رؤوسا نووية ويبلغ مداها 4500 كيلومتر.
وعزت المصادر الصهيونية قرار شراء البارجتين من المانيا وليس من الولاياتالمتحدة الى رغبة حكومة نتنياهو باستخدام اموال المساعدات الامريكية لتمويل صفقة شراء الطائرات المقاتلة (اف 35) الاكثر تطورا من نوعها في العالم.
وكانت المصادر عينها قد كشفت ان تل أبيب تنوي نشر غواصات المانية الصنع في مياه الخليج بشكل دائم. وقالت انّ المانيا تخشى من احتمال قيام تل أبيب بتزويد هذه الغواصات بصواريخ (كروز) او بصواريخ ذات رؤوس حربية نووية.