نقل موقع الإذاعة الألمانية "ديوتشلاندفونك" عن النائب السابق لوزير الطاقة الروسي والسياسي المعارض الحالي "فلاديمير ميلوف" قوله إن موسكو صارت خاضعة اقتصادياً لبكين، و"ذيلا" لها. وأضاف أن روسيا تعتمد تماما على بيع الغاز للدولة الأسيوية من أجل تنميتها. وانتقد المعارض الروسي نظام الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قائلاً عبر محطة اذاعة صدى موسكو: "روسيا صارت ذيلاً للصين، كيف يمكن لروسيا أن تعتمد كليا على القروض والاستثمارات الصينية؟". ونظراً للعلاقات الروسية المتوترة مع الغرب، يريد بوتين أن يعمق جذور تودده من الصين.
جاء ذلك تعليقا على زيارة بوتين للصين بمناسبة مرور 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية. الإذاعة الألمانية أشارت إلى ترحيب العاصمة "بكين" بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين،بالرغم من المشاكل الاقتصادية التي تواجه كليهما. وعلى مدى أيام، يعرض التلفزيون الحكومي الروسي على مدار الساعة مقابلات وتقارير عن جمهورية الصين الشعبية والصداقة بين الدولتين. وزادت أهمية العلاقة بين البلدين خلال الأزمة الأوكرانية وعقوبات الغرب للكرملين، حسب التقرير. وأكد الرئيس الروسي على المشاكل الاقتصادية التي تجابه بلاده أثناء قمة دول البريكس، التى تضم البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قائلاً: "نحن ندرك الصعوبات التي نواجهها في الاقتصاد والسياسة الدولية. ولكن من خلال تضافر الجهود سوف نتغلب على التحديات التي تنتظرنا. دعونا نحل مشاكلنا ونحقق أهدافنا. "
وفي9 مايو الماضي، احتفلت روسيا بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، على الساحة الحمراء في موسكو، وجلس وقتئذ الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بجانب بوتين. والآن تحتفل الصين أيضاً بنفس المناسبة، وانتشرت صور بينهما تؤكد متانة العلاقة بين بكينوموسكو.
ويتعاون كلا البلدين معاً اجتماعيًا وعسكريًا واقتصاديا وفقاً للمتحدث باسم الكرملين قبل زيارة بوتين فيوجد حوالى 600 برنامج ثقافي وتعليمي مشترك بين البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، شهد الأسبوع أكبر المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين للمرة الثانية هذا العام. وتعتبر العلاقات الاقتصادية قلب الشراكة بين البلدين، لكن الصعوبات التي تحدث عنها بوتين صارت أكبر حجما. حيث انخفضت أسعار الروبل والنفط في العام الماضي الى أدنى مستوياته، كما تكافح الصين الخسائر أسواق الأسهم. وفي 2014 استثمرت جمهورية الصين الشعبية حوالي 90 مليار دولار أمريكي في روسيا – لكن الرقم انخفض في 2015 إلى حوالي 30 مليار دولار. وعلى الرغم من عمل البنوك الروسية والصينية معاً، واستثمارات بكين في خط للسكك الحديدية فائقة السرعة بين موسكو وقازان، ومخططات شراء طائرات ركاب روسية، إلا أن موسكو مازالت تعتمد بشكل رئيسي على قطاع النفط والغاز الذى يحقق مليارات الدولارات. وعلاوة على ذلك تعول روسيا على الانتهاء من خط أنابيب الغاز، الذي يحمل لقب "قوة سيبيريا"، والذي ما زال قيد الإنشاء. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، "أركادي دفوركوفيتش" : "كل هذه المشاريع تسير على ما يرام مع الصين. إنهم أصدقاؤنا ولن يتخلوا عنا، لأنهم يرون أن الغاز الروسي هو الأقرب بالنسبة لهم، ومن المناسب أن يستوردوه من روسيا".
وفي ذات السياق، رأى ألكسندر جابو، الخبيرالروسي بالشئون الصينية بمركز كارنيجي أن إمدادات الطاقة الروسية للصين ليس لها بديل بالنسبة لموسكو". واستطرد قائلاً: "يمثل ذلك حالياً هيكل الاقتصاد الروسي".