من الموت إلى الموت، عبارة رسمتها معاناة اللاجئين السوريين لأكثر من 5 سنوات قصف وقتل ودمار ودماء لم يعد لها ثمن، مشردون مزقهم الحصار وابتلعتهم أمواج المتوسط.. هكذا حال الشعب السوري الذي يدركه الموت في كل مكان خمس سنوات هي عمر الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ أن خرج لإسقاط بشار الأسد عام 2011 وحتى الآن، فلا يكاد يمر يوم دون أن تكتب فيه شهادة وفاة سوري داخل وخارج وطنه. فمن الموت رميا بالرصاص إلى الحرق بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والغرق وسط أمواج البحار تتجسد معاناة شعب ذاق كل أنواع الموت.
فهربا من رصاص بشار الأسد، ونيران المعارضة، لجأ آلاف السوريين إلى دول عربية وغربية بحثا عن عيشة آمنة، وحياة مطمئنة، لكن بعض الدول أبت أن تحقق أحلامهم، فوجدوا أنفسهم مرحلين قسرا أو عالقين قهرا أو مطرودين بدون مأوى أوغرقى تنتشلهم القوارب بعد أن تخلى الجميع عنهم. رحلة البحث عن وطن ولم يشفع لهؤلاء السوريين جراحهم، أو دموع أطفالهم، أو نحيب نسائهم وشيوخهم، لتبدأ رحلة عذاب جديدة لتلك الأسر المشردة، رحلة البحث عن وطن.
فمن ألم الحرمان من الوطن، إلى ألم المرض والموت، ينتظر لاجئو سوريا مصيرا محفوفا بالمخاطر، فى دنيا أرغمتهم على ما لم يكونوا يتمنونه، بعد طردهم من بعض البلدان العربية، كما هو الحال فى لبنان والأردن، ومنع دخولهم أخرى إلا بتأشيرة دخول كما الحال في المغرب مؤخرا. شاحنة النمسا مأساة اللاجئين السوريين الذين ماتوا خنقا في شاحنة النمسا وكذلك الذين ابتلعتهم أمواج البحر المتوسط، وما سبقهم من الملايين، هم وصمة عار على جبين العرب جميعا، وبعض الدول الغربية خاصة التي أغلقت أبوابها في وجوههم.
يذكر أن الأممالمتحدة قالت إن أكثر من أربعة ملايين سوري، أي نحو سدس عدد السكان، قد فروا من الصراع الدائر في بلادهم إلى الخارج.
وأوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حشود الفارين التي عبرت الحدود التركية قادمة من سوريا خلال الأشهر العشرة الأخيرة أضافت نحو مليون لاجئ جديد إلى مجمل عديد اللاجئين السوريين.
وثمة أكثر من سبعة ملايين و600 من النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة مناطق سكنهم نحو مناطق أخرى داخل سوريا منذ بدء الانتفاضة الشعبية في مارس 2011.