أعلنت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) اليوم الثلاثاء أن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية سيجريان مناورات بحرية مشتركة فى ظل التطورات الأخيرة المتمثلة فى اكتشاف تورط كوريا الشمالية فى إغراق بارجة حربية لكوريا الجنوبية ومقتل 46 من البحارة الذين كانوا على متنها فى 26 مارس الماضى. وقال المتحدث باسم البنتاجون بريان ويتمان إن البحرية الأمريكية ستقوم بتدريبين مشتركين مع البحرية الكورية الجنوبية على اعتراض الصواريخ والغواصات البحرية، موضحا أنه بالرغم من أن هذان التدريبين قد تم الاتفاق عليهما بسبب الهجوم على السفينة إلا أنها ليسا فريدين ، كما أن المناورات ستجرى بروح المبادرات المشتركة من كلا البلدين لمنع الانتشار.
وأضاف قائلا الولاياتالمتحدة تعتقد أن هذه منطقة يمكن من خلالها صقل مهارات وتحسين قدرات كوريا الجنوبية، مؤكدا أنه فى ظل هذا الحادث على وجه الخصوص فإن هذين التدريبين يتسمان بالأهمية من حيث ضرورة البناء على الأساس القوى للتعاون والردع بين البلدين، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن تغيير مستوى التأهب العسكرى فى المنطقة.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الحرب الأمريكى روبرت جيتس فى واشنطن اليوم بنظيره اليابانى توميشى كيتازاوا، حيث ينتظر إلى حد كبير أن يتم بحث هذا الحادث وتداعياته على المنطقة.
كما تقرر أن يقوم فريق خاص من محققى الأممالمتحدة بمراجعة النتائج التى انتهى إليها التحقيق الذى رأسته كوريا الجنوبية وانتهى إلى إدانة جارتها الشمالية بإطلاق طوربيد على البارجة أدى إلى شطرها إلى نصفين وإغراقها.
من ناحية أخرى، قالت منظمة للمنشقين الكوريين الشماليين إنه تم إصدار أوامر لجميع الجنود الكوريين الشماليين ليكونوا في وضع الاستعداد القتالي، فيما أعلنت سيول أنها تدرس إعادة تسمية كوريا الشمالية (عدواً رئيسياً). وذكرت إذاعة كوريا الدولية أن منظمة (التضامن الفكري الكورية الشمالية) نقلت عن مصدر في الشمال أن تلك الأوامر صدرت في بيان باسم (أو كوك ريول) نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني في كوريا الشمالية.
وأوضحت المنظمة أنه تم بث البيان عبر شبكة إذاعة مساء الخميس الماضي في العشرين من مايو/ أيار، أي في أعقاب إعلان كوريا الجنوبية نتائج التحقيقات في قضية غرق السفينة تشونان في آذار/ مارس الماضي.
وطالت الأوامر جميع وحدات الاستخبارات والجيش وجميع وحدات القوات المسلحة.
وفي سيول قال مصدر حكومي رفيع المستوى إن الحكومة حصلت على البيان وأنها تقوم حالياً بتحليل صدقيته والأهداف الكامنة وراءه.
ومن جهة أخرى قال مسؤول كوري جنوبي رفيع المستوى إن حكومة سيول تدرس إعادة توصيف كوريا الشمالية بأنها (عدو رئيسي) بدلاً من الوصف الحالي تهديد عسكري مباشر.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن المسؤول الذي رفض الكشف عن إسمه قوله انه من الطبيعي إعادة إحياء مفهوم العدو الرئيسي، لافتاً إلى أن الحكومة بدأت العمل على ذلك.
وبدأت كوريا الجنوبية استخدام توصيف كوريا الشمالية كعدو رئيسي لأول مرة في التقرير الدفاعي الصادر عام 1995 بعدما هدد رئيس الوفد الشمالي في الجولة الثامنة من مباحثات العمل بين الكوريتين التي أقيمت في عام 1994 بشن حرب ضد الجنوب.
وعام 2004 في ظل حكومة الرئيس السابق روه مو هيون تم تغيير هذا التوصيف من (عدو رئيسي) إلى (تهديد عسكري مباشر).