انتقد الكاتب روبرت فيسك منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) على أنها بدأت هذه الأيام تكتسب سمعة سيئة لمضايقتها الذين فروا من "إرهاب الدكتاتوريات العربية" ولمساعدتها في اعتقال الأبرياء نيابة عن "الطغاة في الشرق الأوسط"، وأنها تقوم بعملهم بلطف بعد أن كانت واجهة التصدي للجريمة العالمية ثم أصبحت جزءا من المعركة ضد الإرهاب العالمي. وأشار فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت إلى أحدث ضحية لها وهو رشيد مسلي، المدير القانوني الجزائري لمنظمة الكرامة، وهي منظمة غير حكومية تبحث في انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي ومقرها سويسرا.
"يبدو أن لا أحد في الإنتربول كان يعلم أن "الديمقراطية" التي يديرها الجيش في الجزائر كانت تشن حربا ضروسا على أعدائها السياسيين والعسكريين منذ أكثر من عشر سنوات "
حيث اعتقلته شرطة الحدود الإيطالية بينما كان مسافرا مع أسرته لقضاء عطلة الأسبوع الماضي، بناء على مذكرة توقيف أصدرتها الحكومة الجزائرية في 2002 مدعية أنه كان "عضوا في جماعة إرهابية تعمل خارج الجزائر". وقام الإيطاليون بالاتصال بالشرطة الفرنسية والسويسرية ليكتشفوا أنهم ليس لديهم أي دليل ضده. فاتصلوا بالإنتربول وتم اقتياده إلى السجن للاستجواب، ولا يزال رهن الاعتقال.
وعلق فيسك ساخرا بأن لا أحد في الإنتربول -على ما يبدو- كان يعلم أن "الديمقراطية" التي يديرها الجيش في الجزائر كانت تشن حربا ضروسا على أعدائها السياسيين والعسكريين منذ أكثر من عشر سنوات في صراع تورطت فيه الشرطة الجزائرية بأبشع صور التعذيب للدرجة التي جعلت زملاءهم في أجهزة المخابرات الأخرى يشعرون بالاشمئزاز.
وذكر الكاتب حالتين أخريين أيضا قبل الحالة الأخيرة، الأولى كانت لمراد دهينة، المدير التنفيذي للكرامة الذي احتج على اعتقال مسلي وكانت السلطات الجزائرية قد اتهمته من قبل ب"أعمال إرهابية" في زيوريخ وطالبت بترحيله، لأنه ترشح ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في فترة ما.
والحالة الثانية صحفي الجزيرة المصري أحمد منصور الذي اعتقلته السلطات الألمانية -لكن سرعان ما أطلق سراحه المدعي العام الألماني خشية أزمة سياسية ودبلوماسية- أثناء عودته إلى قطر بناء على مذكرة توقيف من النظام المصرى.