"الضمير الإعلامي للبيع".. شعار المرحلة الحالية في مصر بعد انتشار ظاهرة قنوات رجال الأعمال خلال السنوات القليلة الماضية واستخدامها كأوراق ضغط ومنصة هجوم علي الخصوم السياسيين. إلا أنه وفي كثير من الأحيان لا يمكن للمال أن يشتري كل الضمائر؛ ففي الوقت الذي نجح فيه رجل الأعمال نجيب ساويرس ومحمد أبو العينين ومحمد الأمين وغيرهم في شراء عدد من الإعلاميين بالأموال، فشلوا مؤخرًا في شراء الإعلامي الفلسطيني بقناة الجزيرة "جمال ريان"؛ حيث كشف "ريان"، عن تلقيه عروضًا مغرية من قنوات مصرية، إحداها تابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس. وقال "ريان" في تغريده له قبل أيام في حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قنوات مصرية خاصة ترسل لي عروضًا مغرية لتقديم برنامج رئيسي فيها، سأكشف في الأيام المقبلة اسم مالك إحدى القنوات الذي يلاحقونني بإلحاح لقبول عرضه". ورد ريان على ترك العروض بقوله: "كيف لي أن أقبل عرضًا من إعلام متخلف يعود تاريخه إلى ستين عامًا، منذ الانقلاب على الملكية، إلى الانقلاب الأخير على أول رئيس شرعي منتخب في تاريخ مصر". وبالفعل، كشف ريّان مساء أمس الثلاثاء عن اسم أحد رجال الأعمال الذين حاولوا إغراءه بالمال، مغردًا: "قولوا لساويرس يلعب بعيد، جمال ريان ليس للبيع"، وأضاف: "مذيع تابع للمخابرات المصرية يحاور ضيفًا تابعًا للمخابرات المصرية أوقع بزملائه، والحوار من إعداد المخابرات العامة المصرية بإشراف من سويرس". وتابع جمال ريان: "ساويرس على المصريين أخطر من نتنياهو على الفلسطينيين" ، مشيرًا إلى أن سبب كشفه لعروض ساويرس في هذه الفترة بسبب هجمة الإعلام المصري المنظمة على الفلسطينيين، مغردًا: "سأعري الإعلام المصري لوقف حملته ضد الفلسطينيين، هم يستخفّون بعقول المصريين، والمصريون أحرار في تصديقهم، أما أنا فلا"، وتابع: "مصر تعيش حكمًا انقلابيًا". وبتغريدة شديدة اللهجة، خاطب جمال ريّان المخابرات المصرية، قائلاً: "إلى المخابرات المصرية، إن كنت وراء البيانات ضد حماس عبر وسائل الإعلام، فإن إدارتك هذه ساقطة إعلاميًّا مثل الصراصير التي خرجت من فم تلك المذيعة"، في إشارة إلى وصف الإعلامية دينا رامز لحركة "حماس" ب"الصراصير". وبحسب جمال ريان، فإنه "إذا كان الإعلام مرآة الأمة، فإن هذه هي أسوأ حقبة إعلامية في تاريخ مصر في عهد انقلاب طنطاوي السيسي"، مضيفًا: "يا خسارتك يا أم الدنيا"، مؤكدًا أن "الإعلام المصري يعيش الآن حالة من التردي؛ بسبب وجوه ساقطة، لو قدر لي المسؤولية عنهم لحجبتهم عن الظهور على الفضائيات المصرية؛ حفاظًا على سمعة مصر". وأكد أنه في حال تم الاستغناء عنه من قبل قناة "الجزيرة"، فإنه سيبقى يمتدح الجزيرة والقيادة القطرية؛ لوقوفها مع قضايا الحق والعدل، وأولها فلسطين"، مكملاً: "انظروا كيف تبني قطر في غزة؟". إغراءات الملايين موقف "ريان" جاء مخالفًا لمواقف كثير من الإعلاميين المصريين ممن باعوا ضمائرهم أمام إغراءات الملايين، فبعد أن كان راتب الإعلامي في القنوات المصرية التقليدية يعد بالآلاف قفز في قنوات رجال الأعمال إلى الملايين، حيث كشفت الإقرارات الضريبية لعدد من الإعلاميين الأجور التي يتقاضونها سنويا نظير تقديمهم لبرامجهم الفضائية، عن احتلال عمرو أديب المرتبة الأولى في قائمة الإعلاميين الأعلى أجرا، براتب 32 مليون جنيه، وذلك عن تقديمه برنامجه “القاهرة اليوم". وجاء كل من محمود سعد وإبراهيم عيسى في المرتبة الثانية، براتب 16 مليون جنيه لكل منهما، واحتل وائل الإبراشي المرتبة الثالثة بمبلغ 15 مليون جنيه، عن تقديمه برنامجه “العاشرة مساءً" على قناة “دريم2″ ، وجاء خيري رمضان ويوسف الحسيني في المرتبة الرابعة بمبلغ 14 مليون جنيه، خيري عن برنامجه “ممكن” على قناة “CBC”، والحسيني عن برنامجه “السادة المحترمون” على قناة “ON TV”. أما الإعلامية لميس الحديدي فجاءت في المرتبة الخامسة بين الإعلاميين، والأولى بين الإعلاميات، بحصولها على مبلغ 13 مليون جنيه، عن تقديم برنامجها “هنا العاصمة” على قناة “CBC”، فيما يتقاضى الإعلامي أحمد موسى مبلغ 10 ملايين جنيه، نظير تقديمه برنامج "على مسئوليتي" على قناة “صدى البلد”، ليحتل بذلك المرتبة السادسة بين الإعلاميين الأعلى أجرًا.