حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي من مخاطر انزلاق بلاده إلى حرب طائفية جديدة بسبب المساعي الذي يبذلها خصومه السياسيون لتهميش مؤيديه ووقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج، متهما إيران بتشجيع الأحزاب السياسية على العودة إلى الطائفية. وقال علاوي، الذي حل تكتله (القائمة العراقية) بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي، في مقابلة مع صحيفة الجارديان نشرتها اليوم الثلاثاء إن الجماعات السياسية في العراق تخلت عن جهود تشكيل حكومة موحدة وتتراجع باتجاه الطائفية بتشجيع من إيران. وأضاف علاوي (65 عاماً) الذي تسلم رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، لمدة تسعة أشهر "ما لم تتحرك الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لحماية الديمقراطية الوليدة في العراق، فإن الصراع سيتجدد ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة ويصل إلى العالم بأسره ولا يقتصر على الدول المجاورة"، وفق قوله. وشدد على أن العراق هو في مركز الصدارة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يغلي بالمشاكل وهي راكدة الآن غير أنها يمكن أن تذهب في أي اتجاه، متهماً المجتمع الدولي بأنه فشل في العراق. وقال علاوي إن تصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق صار وشيكا ما لم يتمكن القادة السياسيون من إقناع الجمهور الذي ازداد تشككاً، بأن التعهدات التي قطعوها خلال مرحلة الانتخابات بتشكيل وحدة وطنية لم تكن محاولات جوفاء للتشبث بالسلطة. وهاجم تحرك رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل تحالف جديد مع أحزاب شيعية يستثني تكتله (القائمة العراقية)، وقال إنهم عائدون إلى طرقهم الطائفية الأصلية، مع أنهم انتُخبوا ببطاقة الوحدة الوطنية لكنهم يتصرفون عكس ذلك تماماً. وأضاف علاوي "لا وجود لعملية سياسية في العراق وليس هناك دور للقانون وقمنا بتسييس العدالة، وجرى اعتقال المرشحين الرئيسيين، وكانت هناك موجات اعتقالات ضد أعضاء القائمة العراقية، وضغوط قوية على القضاء لعدم اتخاذ أي إجراء.. والأمور أسوأ بكثير من ذي قبل". وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق "كنا نسعى لتطبيق سيادة القانون والديمقراطية الحقيقية في العراق، لكننا لا نملك ذلك من خلال النظر إلى الموقع الذي يقف فيه البلد الآن ولا نملك عملية انتخابية شاملة، وليست لدينا مصالحة وطنية ولا الأشخاص المناسبين للقيام بهذه المهمة". وأشار إلى أن إيران وتركيا لديهما مصالح واضحة في التدخل في العملية السياسية في العراق، والذي وصل إلى مرحلة حاسمة مع تراجع دور القوات الأميركية التي تنتظر الآن أمراً بالانسحاب بشكل جماعي، واستعداد مجموعة من الدول المجاورة للاستيلاء على أي فراغ سياسي. وقال "هناك بعض الدول وعلى رأسها إيران، تتدخل في شؤون العراق الداخلية، وهذا التدخل صار كثيفاً في الأشهر الماضية ويجب أن يتوقف لأن هذه الدول ملزمة بالسماح للأمور بأن تأخذ مجراها والتوقف عن التدخل في العراق". وحذر علاوي من مضاعفات انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية قبل استقرار الأمور في العراق، داعياً المجتمع الدولي إلى إدراك حقيقة أن لديه التزاما حيال العراق. وقال أُريد التحدث إلى بريطانيا والولاياتالمتحدة وأوروبا ومطالبتها باحترام تقرير الأممالمتحدة الذي صدق على الانتخابات العراقية واعتبرها حرة ونزيهة ولم تشهد عمليات تزوير. وتأتي تحذيرات علاوي بعد أن شهد العراق الاثنين يوماً هو الأكثر دموية في أحداث العنف هذا العام أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص في سلسلة من الهجمات.