قال دبلوماسيون ومسئولون استخباراتيون غربيون إن حركة طالبان الباكستانية التي يشك المحققون الامريكيون بانها تقف خلف محاولة التفجير الفاشلة في نيويورك في نهاية الأسبوع الماضي، دمجت قواها في السنوات الأخيرة مع تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة في باكستان حتى بات من الصعب التفريق بينها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة أن الهجمات التي يشنها الجيش الباكستاني والغارات الجوية الامريكية أضرت بقدرات طالبان الباكستانية غير أن الحركة تمكنت من الاستمرار من خلال إقامة تحالفات مع عدد كبير من الجماعات المسلحة والجماعات المنشقة والمرتزقة وغيرهم في المناطق التي تسيطر عليها. وذكرت الصحيفة أن الحركة التي تأسست عام 2007، هدفها الاساسي المحافظة على سيطرتها على المناطق القبلية الباكستانية لتدريب الجهاديين على القتال ضد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ومحاربة الحكومة الباكستانية مع تقدم جيشها إلى ملاجئ الحركة. وتتشارك هذه الجماعات بجدول أعمال واحد، وفي التدريبات والموارد ما صعّب التمييز بين واحدة واخرى، كما أن هذا التحالف بات يتمتع بلائحة من الاهداف المشتركة. وقال مسئول استخباراتي امريكي "إنهم يتبادلون صانعي القنابل في ما بينهم"، فيما قال مسئول استخباراتي آخر إن القدرة الإجمالية لهذه الجماعات قد تراجعت في السنوات الاخيرة غير أن التهديد للدول بشكل فردي مثل الولاياتالمتحدة قد ازداد لأن الجماعات تتعاون لتحقيق أهداف مشتركة. وأهم تلك الجماعات تنظيم القاعدة الذي لديه التأثير الاقوى على بقية الجماعات المسلحة، فيما يقول بعض الخبراء ان حركة طالبان الباكستانية هي ورقة التوت التي تختبئ خلفها القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مدير معهد باكستان لأبحاث السلام أمير رانا قوله 'إن طالبان هي الشريك المحلي للقاعدة في باكستان.. ولا تملك القدرة (لتنفيذ) أجندة دولية وحدها'. والقاعدة هي إحدى الجماعات المجاهدة بالإضافة إلى طالبان الافغانية التي انتقلت إلى المنطقة القبلية في باكستان بعد غزو أفغانستان عام 2001. وكانت طالبان الباكستانية المعروفة باسم 'تحريق طالبان' قد تبنت محاولة التفجير الفاشلة في نيويورك التي يتهم الباكستاني فيصل شاهزاد بتنفيذها، غير أن الحركة عادت ونفت على لسان المتحدث باسمها عزام طارق أي علاقة للحركة بالأمر. وقال المسئول العسكري محمود شاه الذي كان المسئول العسكري الأعلى في المناطق القبلية حتى عام 2005 إن العلاقة بين تنظيم القاعدة وطالبان الباكستانية تعود إلى قادة طالبان الباكستانية الاوائل، وأحدهم نك محمد الذي قتل في غارة امريكية عام 2004، وكان يعرف أنه أحد مساعدي القاعدة الذي كان يقدم المساعدات اللوجستية للمقاتلين العرب في منطقة وزيرستان القبلية في باكستان على الحدود مع أفغانستان. وقد تعززت قوى الجماعات المسلحة في المناطق القبلية مع انتقال بعض المقاتلين من أكبر مقاطعات البلاد الى البنجاب، بعدما تخلى الجيش الباكستاني عن دعمهم في القتال ضد الهند. وذكرت الصحيفة أنه يحتمل أن يكون المتهم بمحاولة التفجير في نيويورك قد بدأ رحلته في منطقة القبائل مع اتصاله بمسلحين من جيش محمد في كراتشي، وقد أعلن مسؤول أمني باكستاني أمس الخميس عن اعتقال 4 من عناصر جيش محمد يخضعون للتحقيق حالياً من قبل الباكستانيين والامريكيين. كما يمكن أن تكون أي من جماعات البنجاب المسلحة قد جندت شاهزاد. وقال المحلل العسكري حسن عسكر ريزفي إن التقنية التي استخدمها شاهزاد بسيطة جداً يمكن أن يكون قد اكتسبها من أحد المسلحين من دون الخضوع إلى تدريب مطول وقال "ربما ذهب إلى وزيرستان للحصول على الإلهام أو التحفيز، ولكن لم يحصل بالضرورة على التدريب هناك".