حكومة ائتلافية أم انتخابات مبكرة، نقاش بات متجددا بشكل يومي في تركيا، ويبدو أن النقاش قد اقترب من الحسم بإجراء انتخابات مبكرة لفشل التوصل لاتفاقات بين حزب العدالة والتنمية (صاحب المقاعد الأكثر عددا في الانتخابات) وبقية الأحزاب التركية. فأمس أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، فشل المشاورات مع المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية، مشيراً إلى أنه "من المرجح جداً" إجراء انتخابات مبكرة. وقال داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة "لم ننجح في التوصل إلى قاعدة ملائمة لتشكيل الحكومة"، وذلك في ختام لقاء حاسم جمعه برئيس "حزب الشعب الجمهوري" المعارض كمال كيليتشدار. وأضاف "من المرجح جداً اليوم إجراء انتخابات" على اعتبار أن ذلك بمثابة "الخيار الوحيد" للبلاد، خاصة أن الرأي العام التركي كان مستعداً لهذا الاحتمال، بحسب قوله. واعتبر داود اوغلو أن "الانتخابات المبكرة هي من صالح حزب العدالة والتنمية" الذي خسر في انتخابات يونيو الغالبية المطلقة في البرلمان التركي للمرة الأولى منذ العام 2002 بحصوله على 40 في المئة من الأصوات. وفي هذا الشأن، قال إن "حزب العدالة والتنمية هو المستفيد من الانتخابات المبكرة، لأنه إذا فاز ب18 نائبًا إضافيًا، سيكون بوسعه تشكيل الحكومة بمفرده، ولكن لا تبدو لبقية الأحزاب فرصة تشكيل حكومة بمفردها". ونفى داود أوغلو تلقيه أي توجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل عدم تشكيل حكومة ائتلافية، قائلا إن "الذين يعتقدون أن رئيس الجمهورية لا يريد حكومة ائتلافية، وإني أسعى إلى تشكيلها خشية المؤتمر العام للحزب، واهمون".