"خسارة سياسية فادحة للأكراد.. وحرب سينتصر فيها أردوغان".. هكذا قال المراقبون عن المعركة الدائرة بين النظام التركي بقيادة أردوغان وحزب العمال الكردستاني الكردي. وبرغم الهدنة المنعقدة والمكاسب السياسية التي حصل عليها الأكراد، اشتدت الحرب العسكرية بين أردوغان وحزب العمال مخلفة وراءها مئات القتلى والمصابين من الطرفين. وعقب الهجوم الانتحاري في سوروتش وهجمات تنظيم "بي كا كا" في تركيا تشن القوات التركية منذ عدة أيام ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا، وحزب العمال الكردستاني بشمال العراق، كما اعتقلت مئات ممن يشتبه بارتباطهم بالتنظيمين بشتى أنحاء تركيا. خسارة سياسية الدكتور مختار محمد الخبير السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية قال إن الأزمة القائمة بين الدولة التركية بقيادة أردوغان وحزب العمال الكردستاني لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، مشيرا إلى أن الأكراد هم من سيدفعون الثمن. وأكد ل "مصر العربية" أن حزب الشعوب الديمقراطي والذي استطاع – بفضل العدالة والتنمية- حصد 79 مقعدا في البرلمان الحالي، هو من يملك الحل، مشيرا غلى أن نواب الحزب يقودون حاليا تفاوض مع الحكومة التركية. وأضاف الخبير السياسي أن حزب العمال الكردستاني المحظور من العمل السياسي بدأ في إحياء مطالبه القديمة والخاصة بالحكم الذاتي والانفصال بدولة كردية بعد فوز حزب الشعوب والذي يعد الواجهة السياسية الحالية له. ومضى قائلا: "استمرار الحرب بين الدولة التركية وحزب العمال سيدفع ثمنه أكراد تركيا، بعد أن تمكنوا من حصد مكاسب سياسية وأرضية شعبية بفضل أردوغان وحزب العدالة والتنمية". وعن السيناريو الأقرب، قال إن نواب الشعوب الديمقراطي يسعون حاليا للتفاوض السياسي للتوصل إلى حل يرأب الصدع ويعيد الوضع على ما كان عليه قبل حادث سيرت، مؤكدا أن الخسارة للأكراد سياسية أكثر منها عسكرية. الانتخابات البرلمانية ومن جانبه أكد الدكتور محمود العدل الباحث المتخصص في الشأن التركي أن المعركة الدائرة في تركيا بين النظام التركي وحزب العمال الكردستاني يصب في صالح أردوغان ومن خلفه حزبه العدالة والتنمية. وأضاف ل "مصر العربية" أن أردوغان والذي أدخل حزب الشعوب الديمقراطي ومن خلفه الأكراد في العملية السياسية وصاحب ذلك حصوله على 79 مقعد في البرلمان، إلا أن العدالة والتنمية لم يستطع تشكيل الحكومة بمفرده، كما أن الشعوب رفض فكرة تشكيل حكومة ائتلافية. وأكد العدل أن أردوغان مستفيد بشكل رئيسي من الصراع الدائر، مشيرا إلى أن الأمر يذهب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، ومن ثم سيحصد العدالة والتنمية على الغالبية المطلقة والتي ستمكنه من تشكيل حكومة. ومضى قائلا: “ أردوغان من سينتصر على الأكراد فهو من أعادهم للحياة السياسة ثم أخرهم ومن ثم يمكنه إعادتهم مجددا، وستنتهي الحرب الدائرة بين أردوغان وحزب العمال فور انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة وحصول العدالة والتنمية على الأغلبية، ومن ثم ستعود الحياة لطبيعتها مجددا". استمرار المعارك
مقاتلو حزب العمال وتستمر المعارك الدائرة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، في ضواحي مدينة "ديار بكر" ذات الأغلبية الكردية بجنوب شرقي تركيا، مما أسفر عن مقتل أحد عناصر الحزب، وإصابة 4 جنود وأحد " حراس القرى " بجروح مختلفة. وذكرت القنوات الإخبارية التركية اليوم "الخميس " أن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح مختلفة إثر انفجار لغم زرعته عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني في ضواحي مدينة "قارص" شرقي تركيا في وقت سابق. ولقى جندي تركى حتفه على الطريق البري بين بلدة "سور" و"ديار بكر" فى هجوم شنه مسلحون، بينما أطلقت مجموعة أخرى قذائف صاروخية على مخفر لقوات الدرك (الجندرمة) المرابطة في ضواحي بلدة "ديادين" التابعة لمحافظة "بينغول" بجنوب شرقي البلاد. وشنت الطائرات الحربية التركية سلسلة غارات جديدة على أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في جنوبي شرق تركيا، بحسب الجيش التركي. وقال الجيش التركي في بيان أصدره إن طائراته ضربت 17 هدفا ل "الإرهابيين الانفصاليين" في جبل بوزول بولاية هاكاري جنوبي شرق البلاد على الحدود العراقية الإيرانية. وتأتي هذه الغارات بعد يوم من هجمات ضد القوى الأمنية التركية قتل فيها تسعة أشخاص، ضمنهم خمسة ضباط شرطة، في هجمات منفصلة في إسطنبول وولاية سيرناك جنوبي شرق البلاد، ومن بينها هجوم على مركز للشرطة. وتتهم السلطات مسلحي حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن هذه الهجمات. وقتل 22 من رجال الأمن، و6 مواطنين، وأصيب نحو 89 آخرين نتيجة الهجمات التي شنها الحزب الكردي في تركيا خلال الشهر الماضي. وكانت السلطات التركية أعلنت الأربعاء ولاية شرناق الحدودية مع العراق "منطقة عسكرية مغلقة يحظر التجول فيها" لمدة أسبوعين. عملية مجمدة
وبدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل "بكل عزم" العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، وذلك في خطاب ألقاه أمام أعضاء المجالس البلدية في قصره بأنقرة. وحث أردوغان حزب الشعب الديمقراطي (الكردي) إلى النأي بالنفس عن المتمردين، مؤكدا من جديد أن عملية السلام التي بدأت في 2012 مع المتمردين الأكراد "مجمدة". وأكد أن قوات الأمن التركي ستقاتل المتمردين حتى "يغادروا تركيا ويتخلوا عن أسلحتهم". وحمل أردوغان في كلمته بعنف على حزب الشعب الديمقراطي (الكردي) وقال إن "هذا التشكيل يجب أن يعلن بشكل واضح أنه ينأى بنفسه عن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) وإلا فإنه سيبقى دمية" بأيدي المتمردين. وتدهورت الأوضاع مجددا بين تركيا والأكراد عقب الهجوم الانتحاري في سوروتش، وتشن القوات التركية منذ عدة أيام ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا، وحزب العمال الكردستاني بشمال العراق، كما اعتقلت مئات ممن يشتبه بارتباطهم بالتنظيمين بشتى أنحاء تركيا. وبدأت القوات المسلحة التركية الشهر الماضي بشن غارات جوية على أهداف للحزب داخل وخارج البلاد، أسفرت عن مقتل أكثر من 260 عنصرا وإصابة أكثر من 400 آخرين بحسب الجيش التركي. وأدت تلك الغارات إلى إلغاء الهدنة بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني الذي كثف من عملياته ضد القوات الأمنية التركية بعدها. وكان الحزب تنازل عن مطلبه بتأسيس دولة كردية في تسعينيات القرن الماضي، واستعاض عن ذلك بالمطالبة بدرجة أكبر من الاستقلالية في المناطق الكردية. وفي عام 2013 دعى زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان إلى وقف لإطلاق النار، لكن العنف استؤنف في الأسابيع الأخيرة. يذكر أن أكثر من 40 ألفا قد قتلوا منذ أن حمل حزب العمال السلاح ضد الحكومة التركية عام 1984.