خبار متفرقة عن سلسلة من القرارات المُفاجئة للجميع اتَّخذها عملاق الإنترنت «جوجل» اليوم، الثلاثاء. شركة جديدة ستحل مكان «جوجل»؛ رجل أعمال هندي يصبح مديرًا تنفيذيًا؛ مؤسسا «جوجل» في أدوار جديدة في الشركة… يبدو أن مظلة «جوجل» قد أصبحت صغيرةً جدًا على أنشطتها. ماذا تعرف عن كل ذلك؟ دعنا نشرح لك. 1. أخبِرني ماذا حدث، وباختصار؟ قرَّر مؤسسا «جوجل»، سيرجي برين ولاري بيج، إعادة هيكلة عملاق محرِّكات البحث «جوجل» وخدماته الأخرى؛ لتدخل «جوجل» تحت مظلة شركة جديدة تحت اسم «ألفابيت» (أبجدية). ستكون «ألفابيت» شركةً أُم، تضُم تحتها شركات واستثمارات مُتعددة، أضخمها هي «جوجل» بالتأكيد. تتَّضح معالم الهيكل الإداري الجديد شيئًا فشيئًا؛ «لاري بيج» سيكون مدير «ألفابيت» التنفيذي، بينما يشغل «سيرجي برين» منصب الرئيس، لكن التغيير الأضخم في مناصب الشركة سيكون من نصيب رجل أعمال هندي يبلغ من العمر 43 عامًا يُدعى «سوندار بيشاي». 2. لماذا؟ يبدو هذا السؤال الأهم فيما حدث. لماذا تُخاطر «جوجل» بإعادة هيكلة شركة ضخمة يعمل فيها أكثر من 53 ألف موظَّف في وقتٍ تنشغل فيه بمغامرات جديدة مثل السيارات ذاتية القيادة، ومحاولة إنشاء شبكة إنترنت لاسلكي (WiFi) تغطي مدنًا كاملة؟ الإجابة التي كتبها «لاري بيج» على مدوَّنة «جوجل» الرسمية لم تذكر الكثير من الأرقام والإحصاءات؛ تركتنا فقط مع تذكير بالقيمة التي تأسَّست «جوجل» عليها منذ 11 عامًا: «جوجل ليست شركةً تقليدية؛ ولا نطمح لأن نكون شركةً تقليدية… فعلنا الكثير من الأشياء المجنونة حينها. هذه الأشياء المجنونة لديها الآن أكثر من مليار مستخدم: خرائط جوجل، ويوتيوب، وجوجل كروم، وأندرويد. ولم نتوقَّف عند هذه النقطة. نحن مستمرون في فعل الأشياء التي يعتقد الناس أنَّها مجنونة لكننا نكون متحمسين جدًا بشأنها.» وبعيدًا عن كلمات «لاري» الحماسية، تلعب التحديات التنظيمية والإدارية التي تخوضها «جوجل» (ربما يجب علينا الآن أن ندعوها «ألفابيت») الدور الأكبر في هذا القرار. مظلة «جوجل» لم تعُد واسعةً بما يكفي لجمع كل أنشطة الشركة وخدماتها؛ «يوتيوب» يحمل علامة تجارية منفصلة تعمل بشكل مستقل، خدمة البحث التي تقدمها «جوجل» أصبحت تُمثل جزءًا من خدمات الشركة، جزءًا يتضاءل باستمرار بفعل المغامرات التقنية التي تدخلها «جوجل» كل عدة أسابيع تحت اسم جديد. تحتاج هذه الخدمات والمنتجات إلى هيكل أكثر استقلالًا، يضمن «تركيز مدير تنفيذي قوي على إدارة شركته»، وتفرُّغ الإدارة العُليا لتطوير هيكل الشركة الأم ودفعها إلى مغامرات جديدة. 3. من هو «سوندار بيشاي» مدير «جوجل» التنفيذي الجديد؟ «سوندار بيشاي» ليس اسمًا مألوفًا يقفز إلى ذهنك عند سماع كلمة «جوجل»، لكنه قضى مع الشركة أكثر من 11 عامًا، تدرَّج خلالها في مناصب مختلفة حتى وصل إلى منصب مدير المنتجات في سبتمبر 2014، قبل أقل من عام. في سنواته ال11 لدى «جوجل» تولَّى «سوندار» مسؤولية العديد من المنتجات والخدمات التي دفعت «جوجل» إلى الأمام عدة خطوات، مثل «جوجل كروم» و«أندرويد» و«جيميل». تلقَّى «سوندار» تعليمه حتى الحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة من الهند، قبل أن ينتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1993 ليحصل على شهادة الماجستير من جامعة «ستانفورد» وماجستير إدارة الأعمال من جامعة «بنسلفانيا». شاهد «سوندار» يتحدث عن مستقبل «جوجل»: يتحدَّث العالم كله بالتأكيد عن «جوجل» و«ألفابيت»، لكن وسائل الإعلام الهندية لديها زاوية أخرى للخبر: هندي آخر يقفز إلى منصب إداري رفيع في شركة تقنية أمريكية. لدينا الآن «ساتيا ناديلا» على رأس «مايكروسوفت»، و«شانتانو ناراين» مديرًا تنفيذيًا ل«أدوبي»، و«سانداي ميهروترا» مديرًا تنفيذيًا لشركة SanDisk، وغيرهم الكثير. في الوقت ذاته، يؤسس الهنود 15% من إجمالي الشركات الناشئة في «وادي السيليكون» في أمريكا، بحسب دراسة تتوقَّع أن يسيطر الهنود على صناعة التقنية وشركاتها الناشئة، وأن يساعدوا بعضهم البعض في «وادي السيليكون». 4. كم حرفًا تجمع أبجدية «ألفابيت» حتى الآن؟ جاء تسجيل الشركة الجديدة لتكون، عند إتمام عملية إعادة الهيكلة، مالكة لكافة أسهم «جوجل»، بالإضافة إلى هذه الشركات: Google Inc، وCalico، وGoogle Ventures، وGoogle Capital، وGoogle X، وNest، وFiber. لكن خدمات «جوجل» ومنتجاتها قد أكملت بالفعل حروف الأبجدية، كما جمعها موقع Quartz: A – Android / AdSense / Analytics / Ara / AdMob / Alerts B – Blogger / Boston Dynamics / Books C – Calico / Cardboard / Capital / Contact lenses D – Drive / DeepMind / Design / DoubleClick E – Earth / Express F – Fiber / Fi / Flights / FeedBurner / Firebase / Finance G – Google / Gmail / Glass / Groups H – Hangouts I – Images / Ingress / Inbox / Invite Media J – Jump K – Keep L – Local / Loon M – Maps / My Business / Makani N – Nexus / News / Now / Nest O – Offers P – Plus / Play / Photos / Picasa / Pixate / Patents Q – [Nexus] Q R – Refine / reCaptcha S – Search / Self-driving car / Shopping / SageTV / Stackdriver / Skybox /Skia / Scholar T – Translate / Tango U – URL shortener V – Voice / Ventures / VirusTotal / Video W – Wear / Wallet / Web Toolkit / Wing X – Google X labs Y – YouTube Z – Project Zero / Zagat 5. أستخدم منتجات «جوجل» طوال اليوم. كيف ستؤثر عليَّ هذه التغييرات؟ الإجابة البسيطة: لن تؤثر عليك إطلاقًا. لن تؤثر عليك، على الأقل في المدى القريب، إلا إن كنت واحدًا من المُساهمين في «جوجل» بكل تأكيد بعد ارتفاع أسهمها بنسبة 6% بعد ساعات قليلة من إعلان الخبر. ما حدث هو أنَّ لدى مؤسسي «جوجل» رؤية تقول إن خدمات الشركة ومنتجاتها قد تفرَّعت أكثر بكثير من مُحرك البحث؛ وإن المؤسسين بحاجة إلى التفرُّغ لأمورٍ أخرى «أكبر»، في سبيل تعزيز استقلال المديرين التنفيذيين للشركات المختلفة بقراراتهم ورؤيتهم، وتخفيف العبء على الشركة الأساسية، «جوجل»، لتركز على مهمتها في «ترتيب معلومات العالم». قد تؤدي هذه الرؤية وهذه القرارات إلى نتائج رائعة أو سيئة تلمسها بنفسك باعتبارك مستخدمًا لمنتجات «جوجل» (عذرًا، ألفابيت)، لكن كافة الخدمات التي اعتدت عليها ستبقى بلا تغيير حتى الآن.