أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 11 مليون شخص في السودان يصنفون في الوقت الراهن على أنهم يعانون 'انعدام الأمن الغذائي'، مما يعني أنهم معرضون لخطر الجوع. وذكر بيان للمكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالقاهرة الجمعة أن البرنامج يسعى إلى توفير المساعدات الغذائية لجميع هؤلاء الأشخاص خلال العام الجاري 2010. وأكد برنامج الأغذية العالمي أن عدد الذين يحتاجون إلى المساعدات الغذائية في جنوب السودان قد تضاعف أربع مرات من 1.1 مليون شخص إلى 4.3 مليون، حيث يعيش تسعة من كل عشرة أشخاص في تلك المنطقة على أقل من دولار واحد يوميا. وأشار البيان إلى أن الأحوال المناخية الصعبة، والبنية الأساسية الضعيفة، ومحنة النازحين تعد من بين التهديدات الرئيسية التي تؤثر على قدرة السودان على توفير الغذاء لشعبه. وأضاف أن الأسر السودانية متوسطة الحال تنفق أكثر من 60 ' من دخلها على الغذاء وحده، مما يترك جزءا قليلا جدا من الدخل للانفاق على الضروريات الأخرى، فيما يتناول 15' من الأسر في المتوسط طعاما غير كاف كما وكيفا. وتظهر استطلاعات الرأي أن تلك النسبة ترتفع إلى 40' في أفقر مناطق البلاد. وأشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيانه إلى أن نحو 32' من الأطفال السودانيين يعانون سوء التغذية المزمن، وتتجاوز مستويات سوء التغذية بصفة عامة عتبة الطوارئ بكثير، ولذلك تدخل البرنامج لمساعدة الأطفال في وقت مبكر من العمر أمر ضروري. وأكد البيان أن السودان أنتج كميات تقل بنسبة 30' إلى40' من الغذاء في آخر موسم للحصاد (نهاية 2009) عن متوسط ما ينتجه. ولا تزال أسعار الحبوب مرتفعة للغاية منذ عام 2008، وخاصة بالمقارنة بالأسواق الدولية، فشراء الحبوب محليا يمكن أن يكلف ثلاث مرات أكثر من شرائه من الخارج. وأشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أنه يقوم بتوفير مساعدات غذائية لنحو 1.5 مليون طفل من خلال مشروعات الوجبات المدرسية التي يقوم بتنفيذها، مما يساعد على استمرار الأطفال في الدراسة، فضلا عن توفير الطعام الغني بالعناصر المغذية لهم وهو أمر مهم لصحتهم وقدرتهم على التركيز. وفى السياق، حذر صندوق النقد والبنك الدوليان من أن الركود الاقتصادي الذي شهده العالم مؤخرا سيدفع بنحو 53 مليون شخص إلى مستوى الفقر المدقع، كما سيتسبب في وفاة قرابة 1.2 مليون طفل على مدى السنوات الخمس المقبلة. ورغم هذه النتيجة السلبية فإن التقرير المشترك الذي صدر الجمعة عن المؤسستين الدوليتين أوضح أن إجمالي عدد من يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا –وهو حد الفقر المدقع- سينخفض إلى 920 مليون شخص بحلول 2015، مقارنة مع 1.8 مليار شخص في 1990. ومن شأن ذلك أن يضع العالم على طريق تحقيق أهداف الألفية للتنمية التي حددتها الأممالمتحدة لخفض معدلات الفقر المدقع المسجلة في 1990 إلى النصف بحلول 2015. غير أن الأزمة المالية والاقتصادية التي شهدها العالم في عامي 2008 و2009، وأزمة أسعار الأغذية التي سبقتها في بداية 2008، خفضت الآمال في خفض معدلات الجوع وسوء التغذية. وأظهر التقرير أن أكثر من مليار شخص أو واحدا من كل ستة أشخاص في العالم ما زلوا يصارعون لتلبية حاجاتهم من الغذاء، مما يؤدي إلى تزايد حالات المرض والوفاة بين الأطفال والنساء الحوامل.