أثارت لافتات "تهاني" أًصحاب المحلات ل"عبدالفتاح السيسي" بالتفريعة الجديدة لقناة السويس، المنتشرة في عدد من شوارع القاهرة، موجة من التساؤلات والجدل، خاصةً أن اللافتات تتشابه إلى حد كبير في عدد من المناطق، وهو ما يوحي بأن شخصًا واحدًا قام بتوزيعها، فضلاً عن انتشار أعلام مصر منزوعة "النسر" في عدد من الطرقات والكباري بالمحافظات. وانتشرت لافتات تهنئة "السيسي" على واجهات المحال بمنطقة وسط القاهرة، وذلك قبل أيام من افتتاح التفريعة الجديدة المسماة إعلاميًا ب"مشروع قناة السويس" كما ظهرت ملصقات على الأتوبيسات التي تجوب شوارع القاهرة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كشف نشطاء ومغردون عن السر وراء ذلك؛ حيث أكد العديد من النشطاء أن قوات من الشرطة قامت بالمرور على العديد من المحلات الكبرى في القاهرة والمحافظات وأجبرتهم على تعليق لافتات "تهنئ" السيسي بالتفريعة الجديدة للقناة، وإلا فإنهم معرضون للغرامات ومحاضر المخالفات الجاهزة لديهم. وأكد نشطاء سياسيون أن وزارة الداخلية أجبرت أصحاب المحال التجارية على وضع لافتات لتهنئة السيسي بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، على أن تستمر تلك اللافتات خلال الفترة من 3 إلى 6 أغسطس.
500 جنيه إجباري
وعبر حسابه بالفيس بوك كشف الناقد والمخرج المسرحي محمد العزوني عن أن صديقًا له يعمل كاشير في أحد المطاعم الشهيرة أخبره أن رئيس المباحث التابع له فرع المطعم الذي يعمل به حضر ومعه أمين شرطة وطلب منه مبلغ 500 جنيه مقابل يافطة باسم المحل تهنئة بمناسبة افتتاح الترعة الجديدة، بحسب وصفة. وتابع العزوني قائلاً: "صديقي أخبر رئيس المباحث وأمين الشرطة أنه سيبلغ الإدارة بالأمر لتقوم بطباعة اليافطة بنفسها، فما كان من رئيس المباحث أن أخبره أن اليافطة بالفعل موجودة بالخارج مع الكثير من اليفط المخصصة لمحلات المنطقة ومطبوعة بأسمائها ويقف العمال منتظرين تحصيل مبلغ ال500 جنيه لتعليقها أمام المحل".
التهنئة أو المحضر!
وفي السياق ذاته كشفت الناشطة غادة محمد نجيب عن أن "أحد الأصدقاء يعمل في محل صغير، ذهبت إليه الداخلية وطالبته بوضع يافطة باسم المحل تهنئ "عبدالفتاح السيسي على افتتاح القناة". وأضافت في تصريحات صحفية أنهم "عرضوا على صاحب هذا المحل بشارع المعز، أن يأتوا باليافطات والإعلام وكل شيء"، وأوضحت أن صديقها عندما رفض قام الأمن بأخذ "الترابيزات والكراسي" وأخذوا بطاقته ثم قاموا بعمل محضر له في البلدية".
سحب الترخيص!
وكشف منذر عليوة مدير شركة أن "لدية شركة دعاية لديها تراخيص ليفط إعلانية في أماكن بالقاهرة، طلب منها وضع يفط تهنئة ودعم للسيسي بمناسبة القناة الجديدة، وإلا انسوا تجددوا التراخيص السنة دي". فيما أكد عدد من أحد أصحاب المحال التجارية في تصريحات صحفية "أن الأمر حصل مع الكثير منهم وأن الأمن يجبر أصحاب المحلات وخاصة في وسط البلد، على أن يقوموا بذلك على حساب أصحاب المحلات، مؤكدين أن تكلفه اللافتة التي يحضرها الحي أو الأمن في المنطقة تكون أعلى بكثير من قيمتها الأصلية". وإلى جانب إجبار أصحاب المحال على تعليق لافتات لتهنئة السيسي، سخر نشطاء ومغردو مواقع التواصل الاجتماعي من تعليق أعلام اليمن بدلاً من العلم المصري، في العديد من مناطق القاهرة. كانت تقارير إعلامية تحدثت من قبل عن انتشار أعلام صينية الصنع عبارة عن ثلاث قطع من القماش رخيصة الثمن بألوان العلم المصري، لكنها بدون النسر الذي يميز بين علمَي البلدين، وهو أمر يبدو أن معظم المؤسسات الرسمية لم تلتفت إليه. هذه الأعلام رخيصة الثمن احتوت على كوارث أخرى، كأن جاء بعضها مقلوبًا بأن يكون اللون الأحمر في الأسفل والأسود في الأعلى، والبعض الآخر جاء ترتيب الألوان صحيحًا والنسر موجود، ولكنه نسر آخر غير النسر المصري المميز للعلم، فيما وضعت بعض الأعلام النسر بصورة معكوسة مع ألوان، مثل العلم الذي يغطي مبنى مجمع التحرير، وهو ما يدل على الفوضى والعشوائية التي تعيشها مصر في الفترة الراهنة، بحسب نشطاء ومغردين.