اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل الاربعاء بارتكاب “جرائم حرب” بقتلها مدنيين لمنع أسر أحد جنودها في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014. وفي التقرير الذي نشرته المنظمة مع فريق “فورنسيك اركتكتشر” اللندني فإن هناك “أدلة قوية تشير إلى ارتكاب إسرائيل جرائم حرب عندما قامت بتكثيف قصفها بلا هوادة على المناطق السكنية في رفح بغية احباط عملية أسر الملازم هدار غولدين، وهو ما أظهر على نحو صادم عدم اكتراثها بارواح المدنيين”. ويضيف التقرير أن الدولة العبرية “شنت هجمات غير متكافئة وعشوائية وتقاعست كليا عن التحقيق فيها بشكل مستقل”. ويستند التقرير الذي أطلق عليه اسم “الجمعة الأسود: مجزرة في رفح” إلى “المئات من لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية وتلك الملتقطة بالأقمار الصناعية ومطابقتها مع افادات شهود عيان” لتقصي ما حدث بالضبط في الأول من أغسطس 2014 في رفح. واختفى غولدين في الأول أغسطس 2014 بعد وقت قصير من الإعلان عن التوصل إلى وقف إطلاق النار؛ وتم الإعلان عن وفاته غداة ذلك. وتقول المنظمة إن الجيش الإسرائيلي عمد يومها إلى “تطبيق إجراء سري مثير للجدل يعرف باسم +هنيبعل+”. وبموجب مقتضيات “توجيهات هنيبعل”، فإن بوسع القوات الإسرائيلية، منعا لوقوع أحد جنودها في الاسر، استخدام النيران بشكل مكثف رغم خطر ذلك على حياته أو المدنيين في محيط مكان العملية. وبحسب التقرير فان “القصف العنيف والمستمر بدأ دون سابق انذار وأثناء وجود أعداد غفيرة من الناس في الشوارع ليصبح الكثير منهم أهدافا للقصف لا سيما أولئك الذين كانوا يستقلون المركبات”. ويضيف ان “وصف إفادات شهود العيان مشاهد مروعة للفوضى والرعب تحت جحيم نيران الطائرات المقاتلة من طراز (ف-16) والطائرات بدون طيار والمدفعية التي انهمرت قذائفها على الشوارع لتصيب المدنيين والركاب وسيارات الإسعاف التي كانت تنهمك في اخلاء الجرحى”. وأاسفرت الحرب التي شنتها اسرائيل في يوليو 2014 واستمرت خمسين يوما عن مقتل أكثر من 2200 فلسطيني، 550 منهم من الأطفال، بينما قتل 73 شخصا في الجانب الاسرائيلي، بينهم 67 جنديا.