هل يفجر داعش تركيا من الداخل؟.. سؤال بات يلوح في الأفق بعد التغيرات الأخيرة التي شهدها جنوبتركيا على الحدود المتاخمة لسورياوالعراق، عقب التفجيرات التي وقعت بمدينة سوروج. الأحداث الأخيرة المتصاعدة رسمت سيناريوهات قد يراها البعض مستحيلة، لكنها ومع تصاعد الأزمة تبدو واقعية بحسب مراقبين. صراعات مسلحة فتركيا التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن مستنقع الصراعات المسلحة رغم اشتعال دول جوارها "سورياوالعراق"، دخلت مؤخراً في مواجهات مسلحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وحزب العمال الكردستاني، لتفتح الباب أمام تساؤلات عدة:
ماهي قدرة حكومة أوغلو على هزيمة داعش والعمال الكردستاني؟ وماذ سيفعل أكراد تركيا؟ وهل تتوغل أنقرة برياً في دمشق للقضاء على الأسد؟ أم أن أردوغان سيكتفي بالمنطقة العازلة التي يسعى إليها على حدوده مع سوريا؟ وهل تتوحد الأحزاب السياسية مع أوغلو أم سينقلبوا عليه؟... طائرات الجيش التركي تقصف مواقع داعش المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم ل"مصر العربية" أن هناك من يريد الإيقاع بتركيا وتفجيرها من الداخل باستخدام التنظيمات الإرهابية المسلحة، مستبعدين وقوع الشعب التركي في مصيدة إيران والغرب، فيما رأى آخرون عكس ذلك. مؤامرات خارجية الباحث في الشأن التركي علاء فاروق قال إن تركيا حتى الآن قادرة على حماية أمنها وعدم تفجر الأوضاع الداخلية بها، مضيفاً أن الشعب التركي يعي جيداً حقيقة ما يحدث من مؤامرات تُحاك ضده.
وأوضح الخبير في الشأن التركي ل"مصر العربية" أن إعلان حكومة أوغلو اعتقالها لعشرات التنظيمات المسلحة والخلايا النائمة داخل تركيا يؤكد أن هناك من يخطط لإسقاط أنقرة داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن هناك تقارير صادرة عن الحكومة التركية تبين تورط إيران في التفجيرات الأخيرة.
وتابع: هناك محاولات خارجية لزرع القلاقل في الداخل التركي من قبل جهات خارجية وذلك لمعاقبة أردوغان وحكومته على وقوفها ضد الأحداث في مصر وما يحدث في اليمن ومساندة تركيا للسعودية. مقاتلات تركية على حدود سوريا بدوره قال اللواء يسري عمارة الخبير العسكري والإستراتيجي إن داعش لن يستطيع تفجير تركيا أمنيا من الداخل، فالجيش التركي أقوى مما يتخيل أحد، لكن التفجيرات التخريبية التي يقوم بها في بعض المناطق ستقوي شوكة المعارضة ضده، وبالتالي أتوقع صدام عنيف بين المعارضة وأردوغان في الأيام المقبلة.
وأوضح الخبير العسكري ل "مصر العربية" أن تركيا مستقبلاً ستشهد تجمعات شبابية من المعارضة سيطلق عليها "المقاومة الشعبية"، وأنها ستقف تجاه تحركات أردوغان وحكومته في الداخل التركي.
وأشار إلى أن من يُحرك "داعش" يعي جيداً أنه لن يستطيع مواجهة الجيش التركي وجها لوجه، وبالتالي فقد يسعى التنظيم المسلح لتنويع ونقل مناطق عملياته من الداخل إلى الخارج وقد يستهدف منشآت تابعة لتركيا في مناطق مختلفة.
من جهته، قال صلاح الدين دمرطاش زعيم الأكراد في تركيا، إن الهدف من العمليات التي تقوم بها تركيا ضد داعش وضد حزب العمال الكردستاني، هدفها أنْ يسقط حزب الشعوب الديمقراطي تحت نسبة الحسم في الانتخابات المبكرة.
في حين أكد حزب الشعوب الديمقراطي أنه لن يسمح للثنائي رجب أردوغان وأحمد داود اوغلو بجر البلاد إلى مغامرات وحروب داخلية وإقليمية خطيرة.
وأضاف: قادة حزب الشعوب الديمقراطي التركي في بيان صحفي أن كل ما تشهده تركيا الآن من عمليات غامضة، إنما هو جزء من مخططات أردوغان للعودة إلى مساعيه لتحويل تركيا إلى نظام رئاسي يسعى من أجله منذ فترة طويلة، حسب قولهم، مشيرين إلى أن أردوغان انقلب على الدستور عبر أجهزة الاستخبارات التابعة له مباشرة وحول الحكومة المستقيلة إلى حكومة حرب.
صلاح الدين دميرتاش الزعيم الكردي في حين رأى الدكتور في العلاقات الدولية والخبير في الأمن الدولي، سدات لاشينار، أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن تفجيرات سروج أتت بعد أن طبق أردوغان خطة لإفشال أي محاولة لتشكيل حكومة إئتلاف.
وأوضح: يحاول القائمون في رئاسة الجمهورية بتمرير فترة ال45 يومًا المسموح بها لتشكيل الحكومة دستوريًا دون أي نجاح؛ مما سيمكن رئيس الجمهورية من أخذ البلاد إلى انتخابات مبكرة مع استمرار حكومة داود أوغلو في تسيير شؤون البلاد في هذا الوقت ستقوم القوات التركية بالقيام بهجمات نوعية على بعض مواقع داعش لتحفيز القوميين (الأتراك)، مما سينقل جزءًا من أصواتهم لصالح العدالة. العمال الكردستاني ورأى أن الحزب الحاكم يلعب أيضًا على وتر القوميين، فيقوم بقصف مواقع تنظيم "حزب العمال الكردستاني" في سوريا كما يستخدم الإعلام المحلي لإظهار أن ال"ب ك ك" وحزب ديمقراطية الشعوب كجناح سياسي لهم مسؤولون عن مقتل رجال الأمن من الشرطة والجيش، مما سيترتب عليه استعادة أصوات الأكراد المحافظين التي كانت تدعم العدالة وذهبت في الانتخابات الأخيرة لحزب ديمقراطية الشعوب. ولهذا يخطط أردوغان إلى أن يبقى حزب ديمقراطية الشعوب تحت الحاجز النسبي، مما سيتسبب في أن يحصل العدالة على ما لا يقل عن 70 عضوًا في البرلمان من منطقة جنوب شرقي تركيا ذات الأغلبية الكردية؛ أي أن ما كسبه ديمقراطية الشعوب سيذهب مجانًا لحزب العدالة والتنمية في حالة عدم تخطيه الحاجز النسبي.
ورأى أنه إذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن الانتخابات المبكرة القادمة ستتمخض عن دخول 3 أحزاب فقط للبرلمان وسيشكل العدالة حكومة لوحده، وفقاً للشرق الأوسط.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن الضربات التركية لقواعد تنظيم "داعش" في شمال سوريا كانت "خطوة أولى"، مشيراً إلى أن الاجراءات ضد المتشددين الإسلاميين والأكراد واليساريين ستستمر.
وأضاف أردوغان في حديثه للصحفيين في اسطنبول، إن على الجماعات المتشددة أن تلقي أسلحتها أو أن "تواجه العواقب".
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو إن الشرطة بدأت حملةً أمنية تستهدف جماعات متشددة في 13 إقليماً تركياً. وكان مكتب رئيس الوزراء التركي أعلن أن الحكومة عازمة على التصدي لتنظيم "داعش" والمقاتلين الأكراد "على حد سواء".
وتزامنت تصريحات أوغلو في وقت قصفت فيه الطائرات التركية أهدافاً ل"داعش" داخل الأراضي السورية، ولكن رئيس الوزراء التركي أكد أن هذه الغارات تمت من فوق الأراضي التركية، وأن الجيش التركي لم يدخل الأراضي السورية.
وشنّت تركيا خلال الأيام الماضية، غارات استهدفت خلالها مواقع تابعة لمنظمة بي كا كا، وتنظيم داعش الإرهابيين شمالي العراقوسوريا. وأفادت المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية، باستهدف مخابئ، ومساكن ومخازن، ومواقع لوجستية، ومغارات، وذخائر حديثة وتقليدية، تابعة للتنظيمين المذكورين، كما أوقفت السلطات التركية مئات ممن يُشتبه بالارتباطهم بالتنظيمين في شتى أنحاء البلاد.