أثنى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، خلال زيارة للولايات المتحدة، على تقرير مجموعة الدراسات حول العراق، التي دعت إلى إعطاء دفع دبلوماسي لعملية "السلام" في الشرق الأوسط، معتبراً أن الوقت مناسب لتحرك دولي منسّق. واعتبر موسى، بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أن تقرير اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والسيناتور السابق لي هاملتون "مثير للاهتمام للغاية، ومليء بتوصيات منطقية جدا". وأدلى موسى بتصريحاته غداة صدور تقرير المجموعة الذي تضمن تقويما للسياسة الأميركية في العراق. ودعا إلى تحريك المساعي لتسوية الصراع العربي الصهيوني. وقال متحدثا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "تشكل لدي انطباع أكيد بعد محادثاتي المطولة مع الوزيرة رايس بأن الشرق الأوسط يستحق تبني سياسة تقوم على التحرك بشأن عملية السلام". وتابع أنه "في ما يتعلق بالعراق فإن الإدارة ستولي اهتماما جديا بتقرير مجموعة بيكر وهاملتون". وحذرت مجموعة بيكر من أن الوضع في العراق "خطير ومتدهور"، داعية إلى سحب الوحدات القتالية الرئيسية من هذا البلد، بحلول الفصل الأول من العام 2008، وبدء حوار مع إيران وسوريا، وتجديد الالتزام الأميركي من أجل ايجاد تسوية للصراع العربي الصهيوني. وأشار موسى إلى تطورات إيجابية في "الشرق الأوسط"، لافتا الأنظار إلى التهدئة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني في قطاع غزة، والليونة التي تظهر في تصريحات الطرفين، داعيا إلى اغتنام الأمر للقيام بمساع دبلوماسية عاجلة. وقال "علينا أن لا ندع مثل هذه المؤشرات تضعف. يجب أن نبني جهودنا الآن على هذه البوادر حتى نعيد بناء عملية السلام، التي كانت راقدة، إن لم تكن ميتة، طوال السنوات الماضية". وأضاف أن أي عملية "سلام" جديدة يجب أن يكون لها جدول زمني محدد، وأن تتفادى العودة إلى السبل الدبلوماسية السابقة، التي استمرت أكثر من عقد، بدون أن تسفر في نهاية الأمر عن "تسوية". وشدد على أنه "لا يمكن أن تترك (المسألة) لخمسة عشر عاما جديدة"، مؤكدا "نريد التقدم والتقدم سريعا". ورأى موسى أن على واشنطن أن تلعب دورا مهما في رعاية "السلام في الشرق الأوسط". وقال "إننا بحاجة لأن تستعيد الولاياتالمتحدة موقعها ودورها كجهة راعية نزيهة". وتطرق موسى إلى العراق فاعتبر أن أعمال العنف المتزايدة في هذا البلد لا تمثل مأزقا لواشنطن فحسب، بل للعالم العربي أيضا. وقال "نقف جميعا في الطرف نفسه ونحاول (..) التعاطي مع الوضع في العراق، بطريقة تحول دون انتشار الفوضى". وأبدى عزمه على أن تنظم الجامعة العربية مؤتمر مصالحة وطنية في بغداد للتصدي لأعمال العنف الطائفية. وقال إن هذا المؤتمر سيشكل "نقطة الانطلاق إن أردنا للعراق أن يقف على قدميه مجددا". واعتبر أن الدبلوماسية الدولية يمكن أن تحقق نجاحا في العراق "إذا حشدنا كل طاقاتنا لدعم عملية المصالحة"، مشددا على وجوب أن "يكون العراق بلدا لكل مواطنيه بلا تقسيم"، مؤكدا "التمسك بوحدة العراق وسلامة أراضيه".