جدّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دعمها ومبايعتها لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، مطالبة ببقائه في رئاسة أي حكومة قادمة، وثمّنت موقف الدول العربية والإسلامية الداعي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، كما شكرت دولة قطر على دعمها المادي والسياسي والمعنوي. وشارك عشرات الالاف من مؤيدي وأنصار حركة "حماس" في مسيرات حاشدة انطلقت من جميع انحاء القطاع، تاييداً ومبايعة لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، ورفضاً لكافة المحاولات الانقلابية على التجربة الديمقراطية الفلسطينية والحكومة الحالية. وخرجت المسيرات من مختلف مناطق قطاع غزة، وسط هتافات الغضب من استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني، والتشديد على دعم رئيس الوزراء المنتخب، ورفضاً لأي حكومة "على المقاسات الصهيونية وأمريكية"، حسب ذكر المتحدثون فيها. ومن الشعارات التي كان يرددها المتظاهرون "هي لله هي لله، لا لسلطة ولا لجاه" و"لن نقبل بحكومة إلا على برنامج التغيير والإصلاح". مسيرة غزة ففي مدينة غزة شارك الآلاف في المسيرة الحاشدة التي دعت إليها "حماس"، حيث رددوا الهتافات التي تعبر عن دعم خيار الجهاد والمقاومة، والمطالبة برفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، مع تثمين قرار وزراء الخارجية العرب القاضي بكسر الحصار عن الفلسطينيين ودور قطر الداعم، وتأكيدا للتمسك برئاسة هنية لأي حكومة قادمة. وفي الكلمة التي ألقاها في الحشود بغزة؛ حذّر الدكتور إسماعيل رضوان، الناطق باسم حركة "حماس"، من أي محاولة انقلابية على الحكومة الفلسطينية, مؤكداً تمسك الحركة بشخص إسماعيل هنية رئيساً للوزراء, داعياً إلى البعد عن "أي مظاهر من شأنها أن تفجر الساحة الداخلية الفلسطينية". وقال رضوان "إننا نتمسك بأن تكون أنت رئيس الوزراء يا هنية، ولن نتخلى عن وزارتك ولا عن منصبك كرئيس للوزراء، ونطالب قيادة الحركة أن يبقى هنية رئيس للوزراء ولأي حكومة قادمة". وأضاف الناطق باسم الحركة أنّ "حماس قدّمت المرونة الكاملة من أجل تشكيل الحكومة, فقد تنازلنا في رمزية رئاسة الوزراء وعن رموز الحركة لرفع الحصار، وتنازلنا بالنسبة لحق حماس في أن تأخذ أربع عشرة وزارة إلى تسع وزارات، مقابل إشراك كل الفصائل، وتنازلنا ل"فتح" لتشكيل الحكومة، وقلنا إنّ هناك مرونة وأن تكون هذه الحكومة أرضيتها وثيقة الوفاق الوطني", مستدركاً بالقول "لكننا للأسف شعرنا أنّ هناك تياراً انقلابياً في حركة فتح يريد الانقلاب على الشرعية الفلسطينية، ونحن نحذر من محاولة الانقلاب على الشرعية الفلسطينية". ومضى الدكتور إسماعيل رضوان إلى القول "إنّ الحكومة الفلسطينية لن تساوم، وستظل تحافظ على خيار المقاومة". ووجّه الناطق باسم حركة "حماس" شكره لكل الدول العربية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، و"على رأسها دولة قطر التي كسرت الحصار عن الشعب الفلسطيني من خلال دفع رواتب المعلمين, واستعدادها لدفع رواتب (موظفي) الصحة", مؤكداً موقف حركة حماس "التي ستتمسك بخيار الجهاد والمقاومة، ويجب على الجميع أن يحترم خيار الشعب وكلمته". وفي السياق نفسه؛ دعا رضوان الدول العربية والإسلامية كافة إلى "كسر الحصار, وتطبيق قرار وزراء الخارجية العرب" القاضي بذلك. مسيرات حاشدة بالوسطى كما شهدت مناطق محافظة الوسطى بقطاع غزة، مسيرات جماهيرية حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، وانطلقت كبرى المسيرات من مخيم النصيرات بمشاركة أكثر من عشرة آلاف مواطن وسط هتافات المطالبة بالإبقاء على رئيس الوزراء الحالي رئيساً لأي حكومة قادمة. والتقت مسيرة مخيم البريج بمسيرة النصيرات على شارع صلاح الدين، حيث ألقى مدير دائرة أوقاف الوسطى يوسف فرحات كلمة باسم حركة حماس. وقال فرحات "إنّ المسيرات التي جابت المحافظة الوسطى تؤكد للعالم أنّ الشعب الفلسطيني متمسك ببيعته واختياره للحكومة"، مطالباً برفع الحصار. وأشار فرحات إلى أنّ حماس ومنذ فوزها في الانتخابات؛ أكدت أنها لا تقبل التفرد، ودعت جميع الفصائل للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، نافياً أن تكون حماس تضع أي عراقيل أمام تشكيل حكومة الوحدة، داعيا حركة فتح لاتخاذ موقف وطني والوقوف إلى جانب خيار الشعب والمصلحة الوطنية. واستبعد فرحات، أن تقدم حماس أية تنازلات إضافية بعد أن تنازلت فيما مضى عن رئاسة الوزراء، مؤكداً أنها الآن متمسكة بإسماعيل هنية كرئيس للحكومة حاز على ثقة الجميع. كما طالب يوسف فرحات بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مقدماً شكره للدول العربية التي وقفت مع الفلسطينيين وعلى رأسها قطر. مسيرة دير البلح وفي مدينة دير البلح؛ نظّمت حماس مسيرة جماهيرية انطلقت بعد صلاة الجمعة من مختلف مساجد المدينة والمخيم والتقت وسط المدينة. وألقى وجيه أبو معيلق، كلمة باسم حماس، أكد فيها أنّ الحركة لا تقبل بالتنازل عن إسماعيل هنية كرئيس للوزراء. ودعا أبو معيلق، إلى التمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والإسراع بتشكيل حكومة وحدة تمثل جميع فئات الشعب، لافتاً الانتباه إلى "تضحيات الشهداء وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذين قدموا دماءهم في سبيل الله والوطن" منوّها لأهمية رص الصفوف. مسيرة مخيم المغازي كما نظّمت حماس في مخيم المغازي مسيرة جماهيرية جابت شوارع المخيم، وانتهت بكلمة للشيخ محمود مصلح أحد قيادات الحركة، شكر فيها دولة قطر على موقفها الداعم للفلسطينيين، وقال إنّ "المقاومة هي حق مشروع لشعب يواجه في كل يوم اعتداءات متكررة من الجيش الصهيوني"، مضيفا أنّ "حماس لن تقبل بغير إسماعيل هنية رئيسا لأي حكومة قادمة"، كما قال.