تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية موقف الدول العربية من عملية "السلام" مع الكيان الصهيوني، معتبرة أن القادة العرب تبنوا لهجة مزدوجة تضمنت الحزم بشأن مسألة القدس مع الحرص في الوقت ذاته على عدم إغلاق الباب أمام بدء مفاوضات غير مباشرة بين الصهاينة والفلسطينيين. وقالت الصحيفة "نظرًا لاستحالة التوفيق بين مواقف كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة حيال الوقف التام للاستيطان في القدسالشرقية الذي تطالب به واشنطن، فقد بدا موقف الجامعة معتدلاً ولكنه غير واضح في آن واحد".
وأشارت الصحيفة إلى أن رفض سوريا وليبيا الانضمام إلى البيان الختامي الذي ذهب إلى أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية يتطلب وقف "الاستيطان الإسرائيلي"، وهو الموقف الذي أكد عليه رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، وقيامهما بحثه على التخلي عن إستراتيجية "عملية السلام"، واستئناف المقاومة المسلحة.
إحباط عربي وأضافت اللوموند "هذه الانقسامات سلطت الضوء على وجود نوع من الإحباط العربي، خاصة وأن مبادرة السلام العربية التي اقترحتها المملكة العربية السعودية في 2002 وأعيد إطلاقها فى 2007 بقيت حبرًا على ورق".
ورأت الصحيفة أن معظم الزعماء العرب يدعمون إستراتيجية السلطة الفلسطينية، التي تقوم على الاستفادة من موقف الحزم الذى تتبناه حاليًا الولاياتالمتحدة تجاه الكيان الصهيونى، والتي لم تستجب بعد لمطالب واشنطن فيما يتعلق بوقف البناء فى القدسالشرقية.
وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى قولها "على الرغم من أن وزير الدفاع إيهود باراك طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو تقديم مبادرة للسلام، وعلى الرغم من أن الرئيس شيمون بيريز قد أوصى بضم حزب كديما إلى الحكومة، إلا أن أحدا لا يستمع إلى هذه النداءات داخل إسرائيل".