بعد أن أصبحت دول الخليج العربي في مرمى سهام وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأصبح الجميع يعيش في حالة توجس وقلق من الضربة القادمة ل"داعش"، في كل تجمع للعبادة سواء عشية كل جمعة، أو أوقات صلاة التراويح برمضان، متخذين أشد أنواع الاحتياطات الأمنية.. وبعد أن كان يوم الجمعة، وشهر رمضان مرتبطين بمشاهد الصلاة والاصطفاف وراء الإمام، اقترن مؤخراً ، للأسف، بأصوات الانفجارات ومشاهد الدماء وأعداد الضحايا والمصابين، بداية من السعودية إلى العراقوسوريا وآخرها تونس والكويت، واليمن في صلوات التراويح بصنعاء. انتقل الأمر الآن لصلاة عيد الفطر المبارك المرتقبة.. والخوف من حدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية في المساجد والساحات التي دائمًا ما تكتظ بالمصلين والنساء والأطفال.. وذلك بعد التهديد الذي أطلقه عناصر من "داعش" تجاه دولة الإمارات رداً على إعدام "آلاء الهاشمي". فهل تكون الإمارات المحطة القادمة ل "داعش"، في عيد الفطر المبارك؟ أم أنها مجرد تهديدات لبث الرعب والخوف أو صرف الأنظار عن الوجهة الحقيقية، كما حدث في آخر تهديد وصل للبحرين من القيادي البحريني "تركي البنعلي"، ثم لم يتم، وحدث التفجير على الحدود السعودية، وفي سيناء المصرية. تهديد سابق للبحرين لم ينفذ وكان القيادي البحريني في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تركي البنعلي، قد أعلن أن العملية المقبلة بعد تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت، الذي أودى بحياة أكثر من 37 مصلياً وأكثر من 200 مصاب، ستكون في مملكة البحرين. جاء ذلك التهديد المباشر في تغريدةٍ كتبها "البنعلي" عبر حسابه في موقع "تويتر"، ليثير المزيد من المخاوف في الشارع البحريني جراء تردّد مثل هذه التهديدات في الأسابيع الماضية، عبر عناصر مجهولة مؤيدة للتنظيم، حيث اتخذت السلطات في المنامة إجراءات أمنية احترازية بنصب نقاط تفتيش وكاميرات مراقبة في الشوارع المؤدية لبعض المساجد، التي يحتمل استهدافها في محيط العاصمة. ولكن هذا التهديد لم ينفذ حتى الآن، ولم تحدث أي تفجيرات في البحرين، بينما وقعت في أماكن أخرى بالوطن العربي. الإمارات في مرمى التهديدات أما التهديد الأخير فكان من نصيب الإمارات.. ردًا على إعدام المواطنة آلاء بدر عبد الله الهاشمي (30 سنة)، وهي المتهمة بقتل سيدة أمريكية داخل مجمع تجاري في العاصمة أبو ظبي، في شهر ديسمبر من العام الماضي. وأشار عناصر وأنصار تنظيم "داعش" إلى أن إقدام الحكومة الإماراتية على إعدام الهاشمي، التي أطلقت عليها الصحافة الإماراتية لقب "شبح الريم"، بسبب حجابها، هو "موالاة للكفار على المسلمين"، مطلقين أحكام "الردة"، و"التكفير"، على الحكومة الإماراتية. كما رد أنصار التنظيم على هاشتاق "#إعدام_شبح_الريم"، بإطلاقهم هاشتاق "#استشهاد_آلاء_الهاشمي"، قائلين إن وصف "شبح الريم"، جاء "للانتقاص من فريضة الحجاب، حيث إن الإمارات دولة تحارب كل فضيلة"، وفقًا لأحدهم. وقال الحساب الجهادي الشهير "مزمجر الشام": إن "مسؤول التنسيق في تنظيم داعش (ع.جمعة) يتوعد دولة الإمارات بالمفخخات، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق شبح الريم". أما السعودي نمر الذيابي، وهو أشهر شعراء تنظيم الدولة النبطيين في سوريا، كتب على حسابه في "تويتر": "صبرًا يا حكومة الردة في الإمارات، فقد فتحتم على أنفسكم أبواب الجحيم، فأختنا لن ننسى دمها، فترقبوا ضرب المفخخات، وفصل الرؤوس". وحرّض "أبو الزهراء الأثري"، أحد المنظرين المناصرين لتنظيم الدولة في قطاع غزة، الشعب الإماراتي، قائلًا: "يا أهل الإمارات، لا خير فيكم إن مَر قتل هذه المؤمنة بالكافرة دون انتفاض، دُون ثورة تقضي على الطاغوت". وأضاف عنصر التنظيم في العراق، "حجي بكر الجزراوي": "هل تعلم الإمارات عن عدد المفخخات التي ضربت كردستان في مقتل دعاء! والله لتعاد في الإمارات بأقوى منها في مقتل آلاء!!". داعش والإمارات وعلاقة تنظيم الدولة "داعش" بالإمارات لم تظهر مؤخرًا، ولكنها علاقة قديمة ومعقدة منذ إعلان الإمارات مشاركتها التحالف الدولي ضد "داعش" في سبتمبر الماضي. حيث دأب أنصار التنظيم على تهديد الإمارات بضربها من الداخل، ردًا على استهداف مواقعها. وبعد الطريقة "الهوليودية" التي أعدمت بها "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بهدف بث الرعب في نفوس الطيارين المشاركين في الضربات الجوية للتحالف، علقت بالفعل الإمارات عملياتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن الأسباب التي دفعت الإمارات لتعليق عملياتها الجوية، هي الخشية على سلامة طياريها بعد أسر داعش للطيار الأردني، معاذ الكساسبة، وحرقه حيًا؛ مشيرة إلى أن هذا التوقف تم منذ ديسمبر الماضي، عقب اعتقال الطيار الأردني. واعترف مسؤول أمريكي لموقع "سي إن إن" أنّ الإمارات العربية المتحدة علّقت بالفعل مشاركتها في غارات التحالف على تنظيم "داعش" منذ ديسمبر الماضي، بسبب "مخاوف تتعلق بخطط إنقاذ الطيارين في حال الحاجة لذلك". وأضافت "نيويورك تايمز"، نقلًا عن هؤلاء المسؤولين الأمريكان، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الإمارات طالبت وزارة الدفاع الأمريكية بتحسين عمليات البحث والإنقاذ في شمال العراق، بالقرب من أرض المعركة، في حال سقوط طيارين آخرين. وكانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة تنضم إلى التحالف في سبتمبر، وحتى من قبل أن تقوم واشنطن بتجنيد أعضاء دول الناتو في قمة ويلز العام الماضي. وأصدر سفير الإمارات في واشنطن "يوسف العتيبة" بيانًا أعلن فيه استعداد بلاده الوقوف إلى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب على "داعش"، كما قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أبو ظبي هي الحليف العربي الأقوى لواشنطن في حربها ضد "داعش". كما أعلنت الإمارات قبل أيام، بالتعاون مع أمريكا عن تأسيس مركز اتصالات رقمية جديد في أبوظبي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي، للرد على النشاطات الدعائية لتنظيم "داعش" على الإنترنت. وأطلق المركز، الذي حمل اسم "صواب" بشعار "متحدون ضد التطرف"، الأربعاء الماضي، بهدف "إيصال أصوات الملايين من المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم، ممن يرفضون ويقفون ضد الممارسات الإرهابية والأفكار الكاذبة والمضللة التي يروجها أفراد التنظيم"، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".