لاحت أزمة قضائية في الأفق الباكستانى الأحد (14-2)، بعدما رفضت المحكمة العليا أمرا بتعيين قاضيين أصدره الرئيس اصف علي زرداري الذي لا يحظى بشعبية كبيرة بين مواطنيه. ومن المرجح ان يسبب النزاع بين المحكمة العليا والرئيس ارتباكا للحكومة التي تكافح للتصدي للإسلاميين ولإعادة اقتصادها الراكد للنمو.
وتفجرت مواجهة بين المحكمة العليا والرئيس السابق برويز مشرف عام 2007، وقوضت سلطة مشرف الذي تنحى بعد شهور على هزيمة حلفائه في انتخابات عامة أجريت في فبراير 2008.
والمواجهة الأخيرة قائمة منذ أسابيع وتتعلق بتعيين القضاة في المحكمة العليا والمحاكم العليا في الأقاليم.
واصدر زرداري أمس السبت أمرا بتعيين خواجة شريف قاضيا في المحكمة العليا وثاقب نصار رئيسا للمحكمة العليا لمدينة لاهور.
لكن المحكمة العليا رفضت تعيينهما بعد ساعات من صدور القرار.
وقالت لجنة بالمحكمة ان المحكمة العليا رفضت التعيين لان زرداري انتهك الدستور على ما يبدو لعدم استشارته رئيس القضاة افتخار تشودري.
وذكرت صحيفة "دون" في افتتاحيتها، ان البلاد تواجه "نزاعا فنيا شديد الغموض بشأن الامتيازات الدستورية بين السلطة التنفيذية ورئيس الهيئة القضائية العليا".
وقالت الصحيفة ان النزاع "يمكن ان يحدث آثارا من شأنها زعزعة استقرار نظام الحكم بشدة".
وأضافت "تشير سجلات التاريخ الى أن الاشتباكات بين هاتين المؤسستين أدت الى عواقب كارثية على الديمقراطية والاستمرارية الدستورية".
ونشب الخلاف بعد شهرين من إيقاف المحكمة العليا عفوا كان بمثابة حماية لزرداري وعدد من كبار مساعديه وآلاف النشطاء السياسيين والموظفين الحكوميين من اتهامات اغلبها متعلق بالفساد.
وأطلق إنهاء العفو الشرارة لعاصفة سياسية وأثار تساؤلات بشأن مستقبل زرداري رغم انه محمي من الملاحقة القضائية بسبب الحصانة الرئاسية.
وقال المحكمة في حيثيات رفضها تعيين القاضيين ان الدستور ينص على ان رئيس الدولة يجب ان يستشير رئيس القضاة قبل ان يقوم بأي تعيينات في المحكمة العليا.
وأضافت المحكمة في بيان "طبقا لسجل هذه المحكمة لم يجر تشاور."
لكن المتحدث باسم الرئيس فرحة الله بابار نفى اي تجاهل للقواعد المنظمة لهذه المسألة قائلا ان الرئيس استشار رئيس القضاة.
وقالت المحكمة ان الجلسة المقبلة لنظر القضية ستكون في 18 فبراير شباط.
مقتل ثمانية أشخاص قال مسئولون باكستانيون ان طائرة أمريكية بلا طيار قتلت خمسة أشخاص في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية الأحد (14-2).
وكثفت الولاياتالمتحدة من هجماتها بالطائرات بلا طيار في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعد ملاذا لعناصر طالبان والقاعدة منذ تفجير استشهادي نفذه مجاهد أردني، وأسفر عن مقتل 20 من موظفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في قاعدة امريكية على الحدود بشرق أفغانستان في أواخر ديسمبر الماضى.
وقال المسئولون الأمنيون ان هجوم يوم الأحد جرى بصاروخين على مجمع قرب بلدة "مير" علي على بعد 280 كيلومترا جنوب غربي إسلام أباد.
وأضافوا أنه ليست هناك معلومات عن هوية القتلى.
وجاء الهجوم فيما تقود قوات الاحتلال الأمريكية إحدى اكبر حملات حلف شمال الاطلسي على مجاهدى طالبان في أفغانستان في اختبار مبكر لإستراتيجية زيادة القوات التي ينتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وشنت الولاياتالمتحدة 13 غارة بطائرات بدون طيار في باكستان هذا العام طبقا لإحصاء أجرته "رويترز" مقابل 51 العام الماضي و32 عام 2008.
وفي حادث منفصل قالت الشرطة ان قنبلة انفجرت في إقليم السند بجنوب البلاد مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15. ولم تعلن اي جهة مسئوليتها عن الانفجار.