أكدت حركة طالبان فى إطار تعهدها بتنفيذ عمليات جريئة ضد مؤسسات حكومة كرزاى العميلة، أن مجموعة استشهادية مكونة من سبعة من مجاهديها نجحت فى اختراق الدفاعات والإجراءات الأمنية المشددة فى ولاية هلمند بالجنوب الأفغانى. وقالت الحركة فى بيان على موقعها الجمعة (29-1)، أن الاستشهاديين قتلوا 26 عسكريا وموظفا بالحكومة العميلة ودمروا خمسة سيارات، عندما تمكنوا من الدخول إلى "لشكرجاه" عاصمة الولاية، وقاموا بقصف مقر حاكم الولاية، وأطلقوا عدة صواريخ فى اتجاه مقر الحاكم ومقر بعثة الأممالمتحدة، وفندق "بست" الذى ينزل فيه كبار قادة الاحتلال. واستمرت المعركة حتى وقت متأخر من ليل الجمعة، ولم تتوافر بعد معلومات أخرى. ودخل سبعة من مجاهدي الحركة في حوالي الساعة التاسعة من صباح الجمعة (29-1)، بالتوقيت المحلي من طرق مختلفة إلى داخل مدينة "لشكرجاه" ووصلوا إلى مقر حاكم الولاية، وبدءوا هجماتهم في وقت واحد على مكتب الحاكم، وفندق "بست"، ومقر بعثة الأممالمتحدة. وقتل قرابة ال 20 عسكرياً وموظفاً تابعين للحكومة، ودمرت خمسة سيارات حكومية.
كما أغلقت محلات المدينة بشكل كامل، وحوصر عدد من الأجانب في مكتب الوالي، وفندق "بست الخافر".
يقول شهود عيان : حاول الجنود الحكوميون اقتحام المبنى ظهرا، لكنهم تعرضوا للهجوم من قبل المجاهدين، واجبروا على التراجع.
وقال بيان لطالبان أن "ما أذاعته حكومة كابول العميلة من الأخبار بأن المجاهدين قد خرجوا من فندق بست نتيجة هجوم من قبل الجنود العملاء غير صحيحة، وباطلة ، ويحاول العدو بنشر هذه الأكاذيب إعطاء روح المعنوية لجنوده المنهارين معنوياً".
ونفت الحركة صحة ما ذكر في وقت سابق من أن لقاءً سريا قد جرى بدبي بين مسئولين في الحركة والممثل الخاص للأمم المتحدة كاي أيدي.
وبلغت آخر حصيلة مقتل 26 من جنود العدو بمن فيهم عدد من الضباط، وأصيب عدد آخر بجراح.
مقتل وإصابة 12 جندى أمريكى وفى نفس الولاية "هلمند", وقع انفجار فى جنود أمريكيين في منطقة "تاغر" بمديرية "خانشين" بولاية هلمند، مما أدى إلى مقتل وإصابة (12) جندياً أمريكياً.
وتكبدت قوات الاحتلال هذه الخسائر في الساعة الخامسة عصر الجمعة (29-1)، حين كان جنود الاحتلال يجرون استعدادات في منطقة "قلعه سبز" لتنفيذ عمليات ضد المجاهدين، فانفجرت فيهم عبوات ناسفة مزروعة مسبقاً.
وقد قتل في الانفجارات خبيرين في مجال العبوات الناسفة، ولحقت بالجنود الأمريكيين هذه الخسارة في ولاية هلمند في نفس الوقت الذى دارت معركة "لشكرجاه" عاصمة الولاية.
وفى رسالة للمؤتمرين فى لندن، أطلق المجاهدون عدة صواريخ في حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء الخميس (28-1)، على مطار قندهار الجوي الذي تتواجد فيها قوات أمريكية وبريطانية بأعداد كبيرة.
وقد سقط صاروخان داخل المطار، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين في صفوف الاحتلال، غير أنه لم تتوفر معلومات دقيقة حول عددهم، حتى الآن.
يذكر بأنه قبل أربعة أيام تعرض هذا المطار لهجوم مماثل حين كان وزير الدفاع البلغاري فى زيارة للتشاور مع مسئولي الاحتلال الأمريكي وتفقد جنود بلاده في المطار، وقد اعترف الاحتلال بإصابة ستة من جنوده في ذلك الهجوم.
وكانت الحركة قد أصدرت الخميس (29-1)، بيانا وضحت موقفها من مؤتمر لندن الذى تعقده الدول المحتلة ورئيس الحكومة العميلة حامد كرزاى، وذلك بالتعاون مع الأممالمتحدة، فى محاولة منهم للخروج من المأزق الأفغانى الذى يعانون من ويلاته.
بيان للشورى القيادي للحركة بسم الله الرحمن الرحيم "من الواضح جداً للعالم أجمع بأن قوات الاحتلال بقيادة أمريكا قامت بالهجوم على إمارة أفغانستان الإسلامية وشعبنا بعد حادث (11/9/2001م)، تحت مسمى الحرب على الإرهاب، ونفذت هجوماً وحشياً وظالماً واحتلت وطننا الغالي.
هذه الجريمة الدولية زادت من مشاكل شعبنا المنكوب والغيور، وصارت سبباً لمزيد من إطالة الليالي السوداء على هذا الشعب المظلوم والمستضعف، وتستمر عليه أمواج الظلم والوحشية، وبدأت سلسلة القتل العام، والنهب، وإهانة القيم الدينية والوطنية والمكاسب التاريخية، أو أمثالها من المظالم تحت اسم الديمقراطية، وإعادة الإعمار، وحقوق البشر، وبدأت الوحشية والفوضى تنتشران في البلاد.
المحتلون جلبوا لشعب أفغانستان المنكوب تحت اسم الديمقراطية وإعادة الإعمار فقط الضجيج، والخوف، والنهب والسطو، وقلة الحياء، وترويج تجارة المواد المخدرة، الارتشاء والفساد الأخلاقي في الدوائر الحكومية، وإيصال الخونة، ومافيا المخدرات وناقضي الحقوق البشرية وغاصبي الأملاك العامة والخاصة إلى مناصب حكومية عالية، وإجراء انتخابات نزيهة!! حيث صارت مثلاً مضحكا على ألسنة الناس.
خداع الشعوب الحكومات الراغبة للحرب تحت قيادة أوباما وبراون تريد خدعة شعوبها من خلال مؤتمر لندن بأن العالم إلى جانبها في هذا الحرب.. لكنها ستواجه غضب وامتعاض شعوب بلادها حتماً.
نعم لقد اعتدوا على ترابنا وبيوتنا دون مراعاة أي قيم حقوقية أو أخلاقية، لذا فإن كل أفغاني ومسلم مكلف بالحفاظ على نفسه وماله وعرضه وقيمه الدينية، وملزم بالدفاع عنها.. إن مجاهدي الإمارة الإسلامية هم الأبناء البررة لهذه الديار هم أدرى الناس بشعاب وطنهم ويعرفون ربواتها وتهاماتها، وهم مستعدون دائماً للدفاع عن بلدهم الإسلامي؛ فلابد أن تكون الهزيمة والخذلان من نصيب المحتلين بإذن الله.
حسن الجوار إن سماحة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (مجاهد) حفظه الله أعلن بشكل واضح وصريح بأننا نسعى لقيام نظام إسلامي في بلادنا، ومثلما لا نقبل ضرر الآخرين على أنفسنا كذلك لا ننوي الضرر للجيران وبقية دول العالم كما لا يمكن أن تُستخدم أراضينا ضد أي دولة.
تريد الإمارة الإسلامية أن تكون لها علاقات طيبة وإيجابية مع جميع دول الجوار على أساس الاحترام المتبادل، وتخطو خطوات بناءة مع جميع الدول من أجل التعاون الثنائي، والتقدم الاقتصادي ومستقبل أفضل، ونأمل من الآخرين في هذا الشأن الصدق والإخلاص أيضاً.
دولة عصرية كما أن الإمارة الإسلامية عازمة بالنظر إلى الأصول الإسلامية ومتطلبات العصر الحديث وحاجاته ترفع خطوات بناءة في مجال التعليم والتربية لجميع المواطنين.
إن الإمارة الإسلامية بطرح جميع مظاهر التفرقة اللسانية والقومية والمنطقية جانباً، تسعى إلي توفير جو يمد فيه جميع المواطنين أيادي الأخوة إلى بعضهم البعض ويكونون يداً واحدة، واقفين أشداء وراء حكومة إسلامية خالصة وصافية في بلادهم بحيث تعكس هذه الحكومة مقاصد حركتنا الإسلامية وتفيء لآمال الشهداء العالية.
وأن تكون محافظة على النفس، والمال والعزة والمكانة والقيم الدينية والوطنية والأمجاد التاريخية لجميع الشعب.
خروج المحتل والكلام المؤسف بأن الدول المعتدية وعلى رأسها أمريكا لازالت تراهن على الحل العسكري للمشاكل، لكن يجب قوله بشكل علني وبصوت عال، بأن هؤلاء المحتلين إنْ أرادوا تجنب الخسائر المادية والبشرية فلا تخدع نفسها ولا شعوبها بخطط خيالية وسياسات صورية، ولا تضيع الفرصة.
كما يجب عليها ألا تواجه شعبنا المنكوب بأكثر من هذا مع مزيد من الويلات والهلاك، فإن إمارة أفغانستان الإسلامية ترى سبيل حل المشاكل الوحيد الذي هو طريق نجاة وسلامة المحتلين أيضاً هو إخراج قوات الاحتلال من بلادنا فورا وبشكل كامل.
إنْ كان حقاً المحتلون كانوا يرفعون خطوات جادة لحل المشاكل لما أبقوا إخواننا السجناء في سجون جوانتانامو وأفغانستان وباكستان وبقية السجون طوال هذه السنوات خلافاً لجميع الأعراف الدولية.
ولأنهوا جميع القوائم السوداء، ولما زادوا القوات الحربية في أفغانستان، ولترجموا أقوالهم إلى الأفعال ، ولفعلوا في الواقع العملي ما يقولونه بألسنتهم.
أكثر من مؤتمر يجب أن ندرك أن مؤتمرات وجلسات عدة قد أقيمت من ذي قبل مثل جلسة بون، باريس وطوكيو، حيث كان صداها عال، ومصاريفها كبيرة لكن نتائجها لحل مشاكل أفغانستان كانت بلا نتيجة وبلا ثمرة.
وبدلاً من أن تحل المشاكل زادت الطين بلة؛ لأنها لم تكن برغبة واختيار الأفغانيين.
وهذه أيضاً حقيقة ثابتة بأن أي اجتماعات ليست لها الإرادة المخلصة والأساسية لحل المشاكل، لن يكون لها أثر وستصبح بلا نتيجة وستظل كذلك.
فإنْ لم تبحث قضية أفغانستان في مؤتمر لندن بشكل سليم، وحقيقي وواقعي، وأن يتم فيها التركيز على دوام الاحتلال العسكري والاقتصادي والثقافي والسياسي في المنطقة، والمضي قدماً إلى الأمام أكثر من هذا؛ فيكون هذا الاجتماع مثل سابقيه ليس إلا مضيعة للوقت وخدعة للنفس. الجهاد من أجل الدين ويجب في النهاية التذكير بأن جهاد شعبنا المسلم الغيور في وجه ظلم وتعدي قوات الاحتلال مداوم، وأنه آخذ في الازدياد والتوسع والعمومية من يوم لآخر بكامل الطاقة والقوة، ولا تفلح ألاعيب العدو أن تضعفه أو تصد طريقه – إن شاء الله – وإن كان العدو قد سعى لذلك من حين لآخر.
ولازالت هذه المساعي مستمرة بأن تجعل هذا الشعب المسلم الشجاع وخاصة قيادته وزعامته – الإمارة الإسلامية – تحت تأثيرهم بشكل أو آخر، حيث أعلنوا بأن أي مجاهد يضع السلاح ويترك الجهاد والمقاومة فهم يقدمون له مالاً، ويوفرون له عملا ووظيفة ويهيئون له سبيل الحياة الرغدة خارج البلاد!
هؤلاء يعتقدون بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية مدوا أيديهم إلى السيف إما من أجل المال، أو الوصول إلى السلطة أو أنهم مجبورون! لكن اعتقادهم هذا خاطئ ومغلوط ولا أساس له من الحقيقة والواقع؛ لأن مجاهدي الإمارة الإسلامية إن كانوا يجاهدون من أجل المقاصد الدنيوية، والمنافع المادية، لفعلوا ذلك في البداية ولأحنوا رأس العبودية للمحتلين في أول الأمر ولتعاونوا معهم في الوهلة الأولى. حيث كان كل شئ في أيديهم كالحياة والعيش الآمن، وكذلك المال والكراسي كلها كانت تحت أيديهم وفي سيطرتهم؛ لكن كلا ثم كلا، أن تساوم الإمارة الإسلامية في إيمانها ووجدانها وترابها وبيتها أي أحد ولا تتاجر فيها مقابل المال، كما لا تخاف قوة أحد ولن تتهاون فيها مقابل امتيازات خاصة، لأن مثل هذه اللعبة القذرة ليست لها مكانة في تاريخ الشعب الأفغاني الغيور.
لذا يجب أن يعي العدو المتجاوز والمهزوم الحقيقة جيداً بأنه ليست لحيلهم وألاعيبهم أي أثر ونتائج مرجوة بين الشعب الأفغاني الحر والمستقل، بل على المحتلون والمتجاوزون أن يضعوا نقطة النهاية لاحتلال بلادنا وترابنا، فإن أي سبيل حل غيره يكون بلا أثر وبلا نتيجة".
الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية الخميس (28-1-2010)