التفكير هو الوظيفة الأساسية لعقل الإنسان، وهو الوسيلة التي يستخدمها من أجل إبداع الحلول وتطوير نمط الحياة التي يعيشها . كما أنّ التفكير هو الوسيلة لحل المشكلات الصغيرة التي تواجهنا في حياتنا اليومية ، فهو الوسيلة لخلق الأفكار والإتجاهات التي تؤثر علينا بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال وسائل الإعلام وغيرها . في هذا الجو ” الفكري “، تبرز عدة أخطاء شائعة نقع فيها حينما نفكّر ، هذه الأخطاء تقف عقبة في طريق كل النتائج الجيدة التي من الممكن أن نحصل عليها من وراء هذه العملية مثل حل المشكلات وإقناع الآخرين بفكرة معينة وغيرها .. هنا، نستعرض سويّاً خمسة أخطاء شائعة من أخطاء التفكير التعميم يعتبر هذا الخطأ من أبرز الأخطاء التي نقع فيها عند محاولة توصيف وتحليل مشكلة معيّنة أو وضع معيّن ، كما أنها تستخدم كثيراً في النقاشات حول الكثير من القضايا. التعميم هو إطلاق حكم عام على مجموعة كبرى بناء على اِختبار عينة صغيرة . مثلاً: قول أحدهم : كل أفراد الشعب الفلاني كسالى رغم أنه لم يتلقِ إلا بعشرة أشخاص منهم . في إطلاق مثل هذه الأحكام نحتاج إلى أداة إثبات ، وأداة الإثبات هنا هي ” الإحصاء ” ، واِستخدام هذه الأداة يستوجب عدة أمور منها وجود عينة تُمثّل كل أطياف العينة الكبرى ، فليس من المعقول أن نأتي بأفراد من مدينة واحدة ونقول أنهم يمثلون الشعب الفلاني، كما يستلزم اِستخدام أداة الإحصاء ” تحرير المصطلحات ” ، ماذا نقصد ب ” كسول ” ؟ ماهي العلامات التي يجب توفّرها حتى نقول عن هذا الشخص أنه ” كسول ” ؟ يتبيّن أنه من المجازفة أن نطلق أحكام التعميم دون وجود إحصائيات من مصادر موثوقة نستطيع أن نعتمد عليها وفي النهاية ، إن اِستخدام ألفاظ مثل ” بعض ، أغلب ، معظم ” أسلم وأدق من اِستخدام ” كل ، عامة ” ذلك أنَ الأولى تترك مجال للإستثناء بعكس الأخيرة.
التبسيط يميل الناس كثيراً إلى تبسيط الأمور المعقدة ، فكثيراً مانسمع بعض النقاشات حول قضايا كبيرة مثل الإحتباس الحراري ” أو غيرها من القضايا ” تُطرح بسطحية شديدة تفقد الموضوع أهميته . يعود وجود وانتشار هذا الخطأ أن قلة المعرفة مما يجعل تصوّر الإنسان عما حول بسيطاً ، ممايؤثر على أحكامه ويجعلها بسيطة أيضاً . التفكير الإنتقائي في معرِضِ دفاعنا عن فكر أو شخص أو اِتجاه معيّن ، قد نقع في خطأ من أخطاء التفكير وهو “التفكير الإنتقائي” ذلك أننا ونحن ندافع عن ذلك الشخص أو ذلك الفكر فإننا ” ننتقي ” الإيجابيات ونتجاهل السلبيات، والعكس أيضاً صحيح ، عندما ننتقد شخصاً ما فإنننا غالبا مانركز على سلبياته ونتجاهل الإيجابيات . السبب في وقوع مثل هذا الخطأ قد يكون في غلبة الهوى ونقص الحرص على قول الحق مهما كان . الفكر المتصلب كثيراً مانقع في خطأ عدم التفريق بين ” التصلب الممدوح ” ونقصد به الثبات على المبادئ والقيم ، وبين ” التصلب المذموم ” والذي يتمثل في نقص المرونة الذهنية وفي اعتناق صاحبه بعض المفاهيم الخاطئة التي تفقده رشده الفكري . صاحب الفكر المتصلّب جامد على أفكاره لايقبل أن يعيد التفكير فيها ، ميّال إلى المغالاة والقطعية في الأمور ” هذا الشيء صحيح دائماً ، وذاك الشيء خاطئ دائماً ” ، كما يكون رافضاً بشدة للأفكار الأخرى فهو يرى أنه الصواب دائماً . ويبقى نقص المعرفة واعتقاد المرء أنه اِكتفى معرفياً سبباً رئيسياً في اِنتشار هذا الخطأ من أخطاء التفكير . كيف نتجنب الوقوع في أخطاء التفكير؟ التعلم كما رأينا ، الكثير من أخطاء التفكير سببها ” نقص المعرفة ” ،كلّما قرأ الإنسان وعلّم نفسه كلما توسّعت مداركه وكان تفكيره مستقيماً . القراءة ومخالطة أصحاب التفكير السليم يساعد على الإرتقاء بفكرنا إلى مراتب أعلى . هنا بعض الكتب المقترحة والتي تساعد في تقويم التفكير وتوضيح كيف نفكر بطريقة سليمة وموضوعية – أخذت بعض أفكار المقال من هذه الكتب: الإستماع إلى الآراء المخالفة يساعد الإستماع والقراءة في الآراء المخالفة على إضعاف شهوة ” الإنتصار للرأي ” لدى الإنسان ليكون اللبحث عن الحقيقة هي الغاية الكبرى . كما أن القراءة في الآراء المخالفة يساعد الإنسنا في النظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ويكسف له حقائق قد تكون خفيت عليه من قبل . النقاش من الأشياء التي تساعد في تطوير مهارة التفكير لدينا هو تجربة النقاش مع أصدقائنا حول مواضيع معينة ، لأن هذا يدرب عقولنا ويساعدها على إكتساب مهارات التفكير الصحيحة