دعا محمود الزهار القيادى بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" القيادة المصرية إلى "فتح صفحة جديدة للتوقيع على اتفاقية المصالحة" الفلسطينية، مبديا استعداد الحركة للتوقيع على الورقة المصرية بشرط الحصول على ضمانات. ويأتي ذلك بعد التوتر الأخير الذي شاب علاقة حركة حماس بمصر على خلفية تعطل تحقيق المصالحة بين حماس وفتح، وما تلا ذلك من أحداث على الحدود بين مصر وغزة أسفرت عن مقتل مجندي مصري وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وقال الزهار في مؤتمر صحفي عقده الخميس (28-1)، في أحد فنادق مدينة غزة "ندعو الإخوة في مصر لفتح صفحة جديدة للتوقيع على اتفاقية المصالحة و تنفيذها بالسرعة الممكنة وتقويض التداعيات السلبية الناشئة في الفترة الأخيرة".
وأبدى استعداد حماس لتوقيع الورقة المصرية شرط الحصول على ضمانات بالتنفيذ السليم. وقال "إذا كانت مصر تضمن عند التطبيق ما اتفقنا عليه فنحن ذاهبون ولكن إذا كانت بقيت بعض القضايا معلقة فلا بد أن يتم بيننا وبينهم وبين الفصائل الفلسطينية حوار".
وأكد أنه "إذا توفرت النوايا و توفرت الضمانات من أي جهة كانت وبالذات من مصر لحسن تطبيق المصالحة سنذهب إليها".
لكنه لفت إلى أننا "ذاهبون بكامل القناعة إلى المصالحة، ذاهبون بكامل التصميم على إنجازها". موضحًا أنه "عندما اعترضنا على ما جاء في الورقة كانت ملاحظاتنا تستهدف تحصين اتفاق المصالحة وضمان تنفيذها لا لرفضها".
ودعا الزهار "الإخوة في مصر لدعوة قيادة حركة حماس للنظر في كيفية تحصين هذا الاتفاق من السلبيات التي يمكن أن تنشا عند التطبيق".
تحفظات حماس وفي أكتوبر الماضي، رفضت حماس توقيع الورقة المصرية للمصالحة التي بلورتها القاهرة عقب عدة جولات من الحوار مع الفصائل الفلسطينية، معلنةً وجود تحفظات لديها على عدد من بنود الورقة ودعت إلى نقاش مع مصر بشأنها.
لكن القاهرة رفضت إعادة فتح باب النقاش على بنود الورقة المصرية نافية إضافة أو تغيير أي من بنود الورقة.
وفي المقابل، وقعت حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس الورقة المصرية دون تحفظات.
أطراف تبث الفتنة وحول التوتر الأخير بين حركته ومصر، اتهم المسئول البارز في حماس بعض وسائل الإعلام "الصفراء" وأطرافًا لم يسمها بالسعي إلى توتير علاقة حركته ومصر.
وأكد الزهار أن "حماس والشعب الفلسطيني لا ينكران دور مصر التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية ومصر هي من حافظت على قضية اللاجئين ونحن لا ننسى دورها في القضية الفلسطينية ونؤكد أن القيادات الإسلامية والوطنية تربت وترعرت في الجامعات المصرية".
وأضاف: "مصر هي دولة مركزية رعت وقدمت وضحت من أجل الشعب الفلسطيني والشعوب المقهورة في الوطن العربي وإفريقيا".
كما نفى الزهار مجدداً أن حماس تقع ضمن محور إقليمي ضد مصر أو ما يسمى محور الاعتدال قائلاً: "علاقة حماس مع التيارات الإسلامية والوطنية في الوطن العربي والإسلامي إستراتيجية ومن يضعنا في محور ضد محور فهو واهم".
حماس وأمن مصر وأكد أن حركته لا تشكل أي تهديد للأمن القومي المصري ، مضيفًا "أن "إسرائيل" هي التهديد الحقيقي على الشعبين المصري والفلسطيني وشعوب المنطقة ونؤكد أن علاقتنا مع مصر ستبقى إستراتيجية".
وانتقد الزهار بناء السلطات المصرية "الجدار الفولاذي" على الحدود مع قطاع غزة. وقال "إن الشعب الفلسطيني اضطر إلى تهريب الطعام من تحت الأرض ويجب أن يدخله من فوق الأرض"، في إشارة إلى معبر رفح الحدودي الذي يعمل على فترات متباعدة منذ تولي حركة حماس إدارة شئون قطاع غزة.
وتابع قائلاً: "نحن لا نتهم أحدًا بالحصار و نقدر كل إنسان يقدم لنا الرغيف والدواء". وتوترت العلاقة بين مصر وحماس بعد مقتل شرطي مصري برصاص فلسطينيين، حسبما أعلنت القاهرة، في السادس من يناير على الحدود بين مصر وقطاع غزة. كما أصيب عشرات الأشخاص من مصريين وفلسطينيين بجروح في مواجهات اندلعت أثناء تظاهرة نظمتها حركة حماس احتجاجًا على منع دخول قافلة مساعدات إلى غزة.
وحول مقتل المجند المصري، قال الزهار : "أوشكنا على الانتهاء من التحقيق في أحداث مقتل الجندي المصري وهناك أطراف تعمل على خدش العلاقة بين حماس ومصر".