حذرت رسالة دكتوراة حديثة من تعرض سكان 8 قري غرب محافظة الجيزة لأمراض خطيرة علي رأسها الفشل الكلوي وسرطان العظام نتيجة تلوث المياه الجوفية التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب بهذه القري. شملت الدراسة التي أجرتها الدكتورة دلال زين العابدين الباحثة بمعمل المياه والمخلفات الصناعية بمصلحة الكيمياء ، قري كفر حكيم وقمبرة وعزبة غيضان وعزبة عبدالصمد والمنصورية ومنشأة رضوان بنكلا وبرقاش وجميعها تشترك في أنها تعتمد بشكل كامل علي المياه الجوفية في الشرب. وأشارت الدراسة التي بدأت عام 2003 واستغرقت ثلاث سنوات في تحليل ورصد المياه بالقري ، إلي أن السكان يحصلون علي المياه الجوفية إما عن طريق المحطة الحكومية أو عن طريق آبار يحفرونها بمعرفتهم. ورغم أن المحطة الحكومية تضخ المياه الجوفية من عمق 120 مترا وهو عمق جيد في الحالات الطبيعية إلا أن وجود مياه الصرف الزراعي والصحي بكثافة في المنطقة أدي إلي تسرب المخصبات والمبيدات الذائبة إلي الخزان الجوفي بنسب عالية. وهو ما يحتم تطهير المياه بالكلور، إلا أن ذلك لم يتم في المحطة علي مدار السنوات الثلاث التي استغرقتها الدراسة. ومن جهة أخري وفي ظل غياب الوعي يلجأ الأهالي إلي حفر آبار خاصة بهم علي أعماق قريبة جداً من الأرض مما يؤدي إلي اختلاط المياه بالصرف الصحي. ورصدت الدراسة حالة أسرة حفرت "بيارة" صرف صحي علي عمق 3 أمتار وإلي جوار منها "طلمبة" مياه علي عمق 7 أمتار، والمثير أن رب الأسرة عبر كثيرا عن اندهاشه من إصابته هو ونجله بالفشل الكلوي! وقالت الدراسة: إنه مع ارتفاع نسبة الملوحة في المياه واحتوائها علي كربونات الكالسيوم يضطر الأهالي إلي شراء المياه للشرب والاستعمال المنزلي، والتي يتم نقلها إلي القري عبر تنكات كبيرة من القاهرة الكبري ليباع الجركن بسعر 3 جنيهات. ورغم أن هذه المياه حلوة الطعم ولا تحتوي علي كربونات الكالسيوم إلا أن تحليلها أثبت احتواءها علي مركبات الأسيتات شديدة الخطورة نتيجة عملية النقل غير الآمن، وهو ما يعني أنها أيضا ملوثة بالصرف الصناعي.