أكد محلل سياسي يمني، أن "الحسم العسكري لإنهاء انقلاب الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، ليس مستحيلاً إذا توفر الدعم الإقليمي والدولي للمقاومة الشعبية المسلحة في كل جبهات القتال". وأشار المحلل السياسي اليمني محمد مصطفى العمراني إلى أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر الرئيس صالح وجماعة الحوثي المسلحة، خيارها الاستراتيجي داخل اليمن، وحلفاءها الأهم، وهي لن تسمح بإضعافهم، ناهيك عن هزيمتهم، وكل ما تسعى إليه دول التحالف العربي أن تضعف قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، حتى ترضخ جماعة الحوثي للشرعية". بحسب "المشهد اليمني". ورأى "أن المقاومة اليمنية في تعز وعدن ومأرب والبيضاء والجوف وشبوة ولحج والضالع، وحتى داخل إقليم آزال الذي يضم صنعاء وذمار وصعدة وعمران، يمكنها حسم المعركة مع قوات الانقلابيين إذا توفر لها الدعم والسلاح المتطور والتدريب الفعّال". وأبدى العمراني استغرابه من عدم وجود الرغبة الحقيقة من دول التحالف العربي بقيادة السعودية في تزويد المقاومة الشعبية بالسلاح النوعي حتى يتوفر لها عنصر التفوق وهزيمة مليشيا الحوثي وقوات صالح، التي ما زالت هي الأكثر تسليحاً وخبرة وتدريباً، على حد تعبيره. وقال في تصريح لموقع "الخليج اونلاين": "عندما مال ميزان المعركة لصالح المقاومة الشعبية في محافظة الجوف المحاذية للسعودية، واتجهت كتائب المقاومة إلى محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، تعرضت للخيانة من الداخل، فيما كانت طائرات أمريكية بدون طيار قد استهدفت المقاومة أثناء تقدمها". وحول أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح الذي يتولى رئاسة الحكومة أيضاً، قال العمراني: إن "الرئيس هادي ما زال أداؤه ضعيفاً وباهتاً جداً إن لم نصفه بالفاشل، وهو نفس حال نائبه بحاح". وبشأن مواقف القوى السياسية مثل أحزاب الاشتراكي والناصري والحراك الجنوبي الانفصالي وغيرهم، رأى العمراني "أن القوى لم يعد لها تأثير كبير في أرض الواقع، في ظل المعركة الدائرة بين المقاومة الشعبية ومليشيات الانقلابيين". وبشأن الحديث عن تصدر حزب الإصلاح اليمني للمقاومة الشعبية قال العمراني: "إن ذلك يرجع إلى أن حزب الإصلاح المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، يرى أن مليشيات الحوثي وقوات صالح إذا تمكنت من فرض انقلابها وسيطرتها على الدولة، فستشكل خطراً على اليمن ودول الإقليم، لأنها لا تمتلك مشروعاً للحكم وللتنمية، وستدخل البلد في الفوضى وعدم الاستقرار لسنوات طويلة". وأضاف: "مليشيات الحوثي وصالح تشكل خطراً على حزب الإصلاح بشكل خاص، فهي تستهدف وجوده قبل كل شيء، كما نال الحوثيون الرضى الأمريكي والدعم الإيراني خلال اجتياح وإسقاط العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، وكان الهدف إنهاء أي مقاومة للإصلاح واستهداف كل قياداته وأعضائه وأنصاره من مؤيدي ثورة التغيير 2011 التي أطاحت بحكم صالح". وأكد العمراني في ختام حديثه أنه "لن ينتصر طرف على طرف في اليمن، فالكل خاسر وفي مأزق، ولكل طرف بقايا أوراق ما زال يحتفظ بها، ومطلوب من العقلاء والحكماء والعلماء أن يتدخلوا ويكون لهم صوت مؤثر وفاعل، ويعملوا على إيجاد مصالحة شاملة وحقن الدماء والأرواح، وإيجاد هدنة دائمة، وسحب المسلحين من المدن، ويذهب الناس إلى انتخابات شاملة، ومن يختاره الشعب يحكم ويوجد دولة للجميع".