لمّح وزير الهجرة الفرنسي "إيريك بيسو" إلى أن ارتداء النقاب قد يؤثر على فرص الحصول على الجنسية الفرنسية. وقال بيسو في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية: "قلت بوضوح شديد إنني أعتقد أن واحدًا من العناصر التي يمكن أخذها في الاعتبار هو ما إذا كانت المتقدمة للحصول على الجنسية على درجة جيدة من الاندماج مع المجتمع"
يأتي ذلك فيما تُواصل لجنة في البرلمان الفرنسي بحث ضرورة إصدار قانون يَحظر ارتداء النقاب. كما أن عضوًا بارزًا في البرلمان عن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قدم مشروع قانون يحظر النقاب ويفرض على المنتقبات غرامة قدرها 750 يورو.
ويقول التقرير الذي أذاعته "بي بي سي": إن هناك في فرنسا من يعتبرن النقاب فرضًا إسلاميًا ويؤكدن أن حظره انتهاك لحريتهن الشخصية.
فرنسية تتمسك بنقابها وينقل التقرير عن "آية"، وهي فرنسية ترتدي النقاب وتحمل هذا الاسم منذ اعتناقها الإسلام قبل 10 أعوام، تأكيدها على تمسها بالنقاب رغم أن زوجها ذا الأصول الجزائرية لا يعتبره فرضا دينيًا.
وترى آية أن تمرير قانون حظر النقاب سيعني حبسها بالمنزل، وتقول: "لماذا تُفرض عليّ غرامة بقيمة 750 يورو إذا ذهبتُ لشراء رغيف خبز، معظم الناس لا يستطيعون دفع هذا المبلغ؛ فهي غرامة تليق بالعصابات والمجريمن وليس الشرفاء. هذه إساءة استخدام للسلطة". ويؤكد زعماء الجالية المسلمة في فرنسا أن حظر النقاب سيثير استياء جميع المسلمين الذين تظاهروا قبل ستة أعوام احتجاجًا على القانون الذي شمل الحجاب ضمن الرموز الدينية في المدارس.
عقبات وقالت تقارير صحافية فرنسية، الشهر الماضي: إن محاولات حظر النقاب كليًا في فرنسا تواجه عقبات، مشيرةً إلى حلول وسط بحظره فقط داخل بعض المباني العامة.
وقالت صحيفة "لوفيجارو": إن فرنسا في طريقها لفرض حظر على النقاب في بعض المباني العامة متخلية بذلك عن حظر أوسع نطاقًا قد ينتهك حق الحرية الدينية.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين قولهم: إن الحظر التام يمكن الطعن فيه أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على أساس أنه ينتهك الحرية الدينية.
وقالت الصحيفة إن الحكومة بدلًا من ذلك ستسعى إلى حظر النقاب في المباني العامة مثل قاعات البلديات ومراكز الشرطة حيث يمكن أن تستند إلى مخاوف أمنية.
وأضافت أن الحظر لن يمس الجامعات أو الشوارع أو وسائل النقل العام وأنه سيؤثر فقط على فئة صغيرة من الناس لأن عدد النساء اللاتي يرتدين النقاب في فرنسا يقدر ببضع مئات.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال إن النقاب لن يكون موضع ترحيب في بلاده.
وقال جان فرنسوا كوبيه زعيم الكتلة البرلمانية لحزب ساركوزي "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية": إن "إخفاء وجه شخص ما بشكل دائم في الأماكن العامة ليس تعبيرًا عن الحرية الفردية، إنه إنكار للذات وإنكار للآخرين وإنكار للحياة الاجتماعية" وفق زعمه، ولكنه أقر بأن الحظر الكامل يواجه بعض العقبات القانونية.
هذا، ومن المقرر أن تنشر توصيات استجواب برلماني فرنسي حول النقاب الشهر المقبل، فيما يبدو التوصل إلى حل وسط مرجحًا.