تحدث الداعية، والمفكر السعودي الدكتور سلمان العودة عن عدة قضايا سياسية عربية، وأخرى شخصية تخصّه وأثارت سابقا جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت بعضها إلى المحاكم. وخلال استضافته في برنامج "في الصميم" الذي يقدمه الإعلامي عبد الله المديفر على قناة "روتانا خليجية"، تحدث العودة عن الأوضاع في مصر، قائلا إن "الإخوان المسلمين" لم يأخذوا حقهم في الحكم، ولم تكن في يدهم أي سلطات تنفيذية. وبيّن العودة أن ما جرى في مصر جاء في غفلة عن عين التاريخ، في إشارة إلى الانقلاب العسكري على محمد أول رئيس منتخب، بقيادة عبد الفتاح السيسي قبل عامين. وتابع: "العُقدة الأساسية في الوضع المصري الآن هي الدماء"، إلّا أنه أوضح أن السعودية، والإمارات، وقطر، تستطيع حل الأزمة الراهنة في مصر. وبالانتقال إلى الوضع اليمني، و"عاصفة الحزم"، قال العودة إن العاصفة كان لا بد منها، حيث أن الحكومة المنتخبة في اليمن لم تستطع العمل على الأرض إطلاقا، مضيفا: "عاصفة الحزم غيّرت رؤية الناس للبلد". وطالب العودة بإعطاء حزب الإصلاح اليمني صلاحيات أكبر، وتابع: "حزب الإصلاح يحتاج الى تطمين واضح و هو من أهم الأحزاب في اليمن". وحول سؤال ورده عبر "تويتر"، عن أسباب تمكّن تنظيم الدولة، واستطاعتها الكبيرة في جذب الشباب، قال العودة إن التنظيم يعتمد في الدرجة الأولى على نجاحه في الإعلام، بالإضافة إلى قدرته على التغرير في صغار السن عبر الكلام الديني المنمق. وأضاف: "داعش حالة غلو في الدين و جهل في سُنن الله عز وجل في الحياة، ولدي كتاب لم يُفسَح بعد من وزارة الثقافة والإعلام عنوانه (أسئلة العُنف) كفيل بإيضاح وجهة نظري تجاه العنف". وحول الأوضاع الداخلية في السعودية، أعرب العودة عن تفاؤله في ظل حكم الملك سلمان بن عبد العزيز، وكشف أنه خاطب الملك حينما كان في منصب أمير الرياض، برسالة زادت عن السبع صفحات، موضحا أنه تفاعل معها حينها، وقال له إنه لو كان بيده سلطة لطبقها. وأضاف: "الملك سلمان يملك ميزة عدم التشبث بالسلطة و الصلاحيات و الدليل تفويضه بالكثير من الأمور لغيره. وانتقد سلمان العودة، وسائل الإعلام التي تحدثت طويلا عن تفجيري "القديح"، و "الدمام" اللذان استهدفا مسجدين للطائفة الشيعية، بينما صمتوا عن قضية مقتل ضيف الله القرشي الذي لم تأخذ قضيته أي حيز في الإعلام. وعن قصة منعه من السفر، أوضح الشيخ العودة أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف قابله بعد وفاة الملك عبدالله بشهر، وأبلغه بأنه غير ممنوع من السفر، علما بأنه مُنع من السفر منذ العام 2011. وفي عبارة بدأت بأخذ صداها في "تويتر" السعودي، تحدّى الشيخ العودة، الإعلامي داود الشريان أن يعيد الاتهامات له بأنه يحرض الشباب على "الجهاد"، قائلا: "قواعد اللعبة تغيرت". وكان داود الشريان العودة إبان عهد الملك عبد الله، بتحريض الشباب على الذهاب إلى مواطن القتال، مطالبا السلطات بمحاسبتهم، وهو ما نفاه العودة مرار، وتحدى الشريان بأن يثبت ذلك بأي تسجيل، أو بيان مكتوب. وقال العودة إن القضية التي رفعها ضد داود الشريان و "إم بي سي"، من المفترض أن يصدر حكم القضاء فيها بعد عدة أيام، متابعا: "الهدف من رفع القضايا ليس شخصي بقدر ما هو نفي ما نُسِب لي أولا، و ثانيا تعليم الناس على حفظ حقوقها". كما طالب العودة، الممثل ناصر القصبي، بالتوبة عن استهزائه بالدين، والعلماء لمقاصده الشخصية، موضحا أن المطالبة بالتوبة ليس عيبا "كأن ندعو الملك سلمان للتوبة، وندعو أي شخص للتوبة، فالتوبة تشملنا جميعا"، وفق قوله. وعن برنامجه "وسم"، قال العودة إن هذا البرنامج استطاع تقريبه من الناس، موضحا أنه تمكن من الخروج من عباءة "الشيخ"، التي قال إنه لا يدعيها بالأصل، وفق قوله. وكان الشيخ العودة تحدث في بداية البرنامج عن النتائج السلبية التي جنتها الفُرقة العربية، قائلا إن المشروع العربي لو تم ستكون نجاحاته اقتصادية و سياسية". وتابع: "نسمع عن مشروع أمريكي، وآخر أوروبي، وآخر إيراني، وآخر ماليزي، فهل هناك مشروع عربي ..؟ الأرض العربية شاسعة و موقعها استراتيجي و تسيطر على أهم المضائق في العالم".