أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن وكالة الاستخبارات المركزية أرسلت نخبة "ممتازة" من خبرائها في محاربة الإرهاب إلى اليمن في العام الماضي. وقال السيناتور الأمريكي جوزف ليبرمان، رئيس لجنة الأمن القومي، إن اليمن صار واحدا من مسارح الحرب على الإرهاب. وهناك معلومات مفادها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تزيد مشاركتها في الحرب ضد المتمردين اليمنيين خشية أن يتحول هذا البلد إلى قاعدة جديدة لتنظيم "القاعدة". إلا أن بعض المراقبين يخشون أن يؤدي التدخل الأمريكي إلى تنامي مشاعر التعاطف مع تنظيم القاعدة لدي اليمنيين وإلى توطيد مواقع "القاعدة" في هذا البلد. من جهته سخر مصدر أمني مسئول فى اليمن مما جاء في البيان المنسوب إلى "تنظيم القاعدة في جزيرةالعرب". وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) :"إن ما جاء فيبيان هذا التنظيم الإرهابي هرطقات وتهديدات سخيفة جوفاء لا تستحق عناء الرد". وأشاد المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، بما وصفه ب "العمليات النوعية الإستباقية الناجحة التي نفذتها الأجهزةاالأمنية" بكفاءة عالية ضد أوكار عناصر من تنظيم القاعدة في "أرحب" و"أبين"و"شبوة" وأمانة العاصمة .. وقال :"إن مزيدا من العمليات بإنتظار تلك العناصرالإرهابية وأوكارها" . وعلى صعيد آخر نفى محمد عبد السلام الناطق بإسم مكتب الحوثي أنباء مقتل قائد الحوثيين في صعدة شمال اليمن، معتبرا الأخبار التي أوردتها الحكومة اليمنية بهذا الشأن كلام عار من الصحة ولايستند إلى أي دليل وإنما محاولات استخباراتية قاصرة.
و قال عبد السلام أن " ان هذه المعلومات وهمية وأن صنعاء لم تستطع حتى الآن الجزم بشيء، فهي تقدم خطوة وترجع أخرى حتى لاتصاب بصدمة عندما نوضح بما يقطع الشك عن هذه المعلومات الاستخباراتية ". و أضاف قائلا " ان تلك الأنباء هي معلومات تسربها السلطة أحيانا، وأحيانا تحاول صبغتها بمصادر رسمية، وهم يحاولون الوصول إلى أي معلومات ". و قال " نحن نكتفي بالنفي فقط لنظهر من جهة عجزهم الاستخباراتي، ومن جهة أخرى نضع مستقبل العمليات العسكرية في غموض لا يستطيع العدو فهمه".
و يأتي هذا النفي بعد أن أعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية إصابة ومقتل عبد الملك الحوثي في غارة جوية للطيران اليمني في منطقة الجبال بصعدة. و قال المصدر أن المعلومات تشير إلى أنه قد تم دفنه في جبل "طلان" المطل على منطقة "الملاحيظ" بجوار منزل أحد أقرباء أسرة الحوثي ويدعى أحمد الهدوي.
و أشار المصدر إلى أن عملية الدفن للحوثي تمت وفقا لمصادر محلية بسرية تامة وذلك حتى لا يعلم أتباعه بمصرعه فتتأثر روحهم المعنوية وينهاروا سريعا.
و تأتي هذه الأخبار المتضاربة في وقت تشهد فيه جبهات القتال جمودا إلا من غارات جوية يشنها الطيران اليمني والسعودي.
و في سياق متصل قال مهدي حامد الكاتب المتخصص في الحركة الحوثية إن الأنباء شبه المؤكدة تفيد أن عبد الملك الحوثي أصيب في غارة جوية استهدفته بمعقله في منطقة مطرة.
و أوضح من صعدة أن السلطة تحاول استثمار العملية للتأثير على معنويات أنصار الحوثي والمقاتلين على جبهات القتال.
و بشأن غياب الحوثي، اعتبر حامد أن مقتله سيهز بلاشك معنويات أنصاره على المدى القريب، لكن على المدى البعيد لن يكون هناك تأثير على الحركة.
و أشار إلى أن مقتل حسين بدر الدين الحوثي في أيلول 2004 بعد ثلاثة أشهر من الحرب الأولى مع قوات الجيش وهو القائد المؤسس للحركة لم تؤثر في الحركة، بل إنها ما زالت صامدة حتى اليوم. و اعتبر حامد أن تسريب أنباء مقتل عبد الملك الحوثي هو محاولة من السلطة للقول إن حركة الحوثي قد ضربت وربما تعاني من حالة احتضار "غير منطقي" والواقع يؤكد عكس ذلك. و قال " إن جماعة الحوثي لن يقضى عليها إلا بأحد أمرين، الأول بأن تتمكن قوات الجيش من هزيمة الحوثيين في أرض المعركة ومن ثم القيام بانتزاع السلاح من أيدي عناصر الجماعة وطردهم من المواقع التي يتحصنون بها ".
و أضاف " ان الأمر الثاني يتمثل في ضرب الحركة من الداخل، عن طريق حدوث انشقاق أو صراع داخلي، يؤدي إلى تفرق وتشتت عناصر الجماعة وإلقائهم للسلاح ".