نقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية، الشاب النيجيرى المشتبه بالإرهاب، عمر فاروق عبد المطلب، إلى مكان مجهول. ويحاول المحققون معرفة سبب قيام شاب نيجيري متعلم ويحظي بثقافة بريطانية وينتمي لعائلة ثرية بحمل قنبلة ويحاول تفجير طائرة، وذلك من خلال تتبع مسيرته وانتقاله من دولة إلى أخرى في ثلاث قارات هي نيجيريا بأفريقيا وبريطانيا وهولندا في أوروبا واليمن في آسيا.
وكان عبد المطلب قد زعم أنه حصل على المادة المتفجرة، وهي متفجرات بلاستيكية تعرف باسم "بي إي تي إن" PTEN، من اليمن "وعلى تعليمات حول موعد استخدامها"، وفقاً لملخص أمني صادر، فيما أشار مصدر مقرب من التحقيقات إلى أن كمية المتفجرات كافية لإحداث فجوة في بدن الطائرة.
وفي محاولة لتتبع آثاره، واصل المحققون في بريطانيا، حيث كان عبد المطلب يدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة لندن، ولليوم الثاني البحث في آخر شقة كان يقيم فيها، ودلت التحقيقات إلى أنه كان على علاقة مع مجموعة من اليمنيين.
وكان عبد المطلب يقيم في قبو بشقة في أحد الأحياء الراقية بلندن. وتقدم في مايو الماضي للحصول على تأشيرة دخول سياحية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحصل عليها، على أن يسافر من العاصمة التجارية في نيجيريا، لاجوس، إلى أمستردام بهولندا، ومن ثم إلى ديترويت بالولاياتالمتحدةالأمريكية.
في يناير عام 2009، وبعد تخرجه من الجامعة في يونيو عام 2008، سافر إلى دبي للحصول على شهادة الماجستير في مجال الأعمال الدولية.
على أن المرحلة الأخيرة من رحلته بدأت بمدينة لاجوس، حيث انطلق متوجهاً إلى أمستردام على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهولندية KLM.
وفيما قالت شركة "نورث ويست" الأمريكية إنه تم تفتيش عبد المطلب بصورة ثانوية قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى ديترويت، قال مسئول أمريكي إنه لم يتم تفتيشه بحثاً عن مواد متفجرة.
يشار إلى أن والد عمر فاروق عبد المطلب كان قد اتصل بالسفارة الأمريكية قبل شهور محاولاً تحذيرها من "مخطط لابنه للقيام بشيء ما"، وفقاً لما ذكره مسئول في الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أنه حذرها من أن ابنه أصبح "متشدداً."
وقال مصدر في عائلة عبد المطلب إن والد عمر، الذي كان يشغل منصب مدير "فيرست بنك" – أحد المصارف الرائدة في نيجيريا – وتقاعد مؤخراً، اتصل بالسفارة الأمريكية في أبوجا، وبهيئات أمنية عديدة، في وقت يسبق المخطط الزمني الذي وضعه مسئول في الإدارة الأمريكية لمحاولة عمر.
وأوضح المصدر أن الوالد توجه إلى هذه المصادر قبل ثلاثة شهور، وذلك عندما وصلته رسالة نصية من ابنه تفيد بأنه سيترك جامعة "لندن يونيفرسيتي كوليدج"، حيث كان يدرس الهندسة الميكانيكية، ويتوجه إلى دبي، للانتقال منها إلى اليمن، مشيراً إلى أنه يغادرها "من أجل الإسلام."
وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، "جانيت نابوليتانو"، قد نفت الأحد وجود ما يشير إلى أن محاولة عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية خلال رحلتها من أمستردام إلى ديترويت هي "جزء من مخطط إرهابي أكبر."
وأضافت نابوليتانو، في حديث لCNN، إن الولاياتالمتحدة لم تكن قادرة على منع عبد المطلب من السفر إليها، رغم وجود اسمه على لوائح المراقبة، وذلك باعتبار أن أجهزة الأمن كانت تفتقر إلى المعلومات "المؤكدة والمحددة" حول نشاطاته المشبوهة.