اهتمت الصحف الفلسطينية الصادرة صباح اليوم الإثنين، بتغطية الانتخابات التشريعية (البرلمانية) التركية، والتي جرت أمس الأحد، وأشارت نتائجها الأولية غير الرسمية إلى فوز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بالمركز الأول. ونشرت الصحف نتائج الانتخابات على صفحاتها الأولى. وبحسب النتائج الأولية، فاز "العدالة والتنمية" ب 258 مقعدا، و"الشعب الجمهوري" ب 132 مقعدا، و"الحركة القومية" ب 80 مقعدا، فيما حصد "الشعوب الديمقراطي" 80 مقعدا، وذلك من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا. صحيفة الأيام، الصادرة في رام الله بالضفة الغربية، قالت إن حزب العدالة والتنمية الحاكم تصدر الانتخابات دون مفاجآت، لكنه لم يحصل على أغلبية مطلقة، وهو ما وصفته الصحيفة ب"الزلزال السياسي". وأشارت الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسر الغالبية المطلقة التي يتمتع بها منذ 13 عاما في البرلمان. ونقلت الصحيفة تصريحات لأردوغان أثناء الإدلاء بصوته في إسطنبول وتأكيده على أن الحملات الشرسة تمثل تحدياً في بعض الأحيان. من جانبها أفردت صحيفة "القدس"، أقدم الصحف الفلسطينية، من خلال تغطيتها الإخبارية فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية، وأشارت في ذات الوقت إلى فقدان الحزب "الأغلبية المطلقة". وأبرزت الصحيفة الصادرة في القدس، أهم ردود الفعل، على خبر الانتخابات التركية، تحت عنوان "حزب أردوغان يفوز ولكنه يخسر الأغلبية". ولفتت الصحيفة إلى خيارات حزب العدالة والتنمية في الأيام المقبلة وكيفية تشكيله للحكومة القادمة. أما صحيفة "الحياة الجديدة"، الصادرة في رام الله، فقد ركزت في تغطيتها لخبر فوز حزب العدالة والتنمية ، واعتبرت خسارته الغالبية المطلقة التي يتمتع بها في البرلمان، "نكسة كبيرة". وفي غزة، اهتمت صحيفة فلسطين، اليومية الوحيدة الصادرة في القطاع، بالانتخابات التركية. وكتبت على صفحتها الأولى :" تقدم حزب العدالة والتنمية في تركيا ..والأكراد يدخلون البرلمان". وقالت الصحيفة إن عدم حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية المطلقة شكل "مفاجأة"، فيما أفردت نتائج وأرقام الانتخابات بشكل تفصيلي. واهتمت المواقع المحلية الفلسطينية بالانتخابات التركية، ونتائجها، في وقت رحب فيه فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي بفوز حزب العدالة والتنمية وقال كثيرون إن الحزب الحاكم حافظ على تقدمه رغم كل التحديات. ويكنّ الفلسطينيون احتراما كبيرا لتركيا لمواقفها الداعمة لهم، بدءا من رفضها لحرب غزة (2008-2009)، ومرورا بتوبيخ أردوغان للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في مؤتمر دافوس نهاية شهر يناير 2009، واتهامه بقتل الأطفال. وزاد حادث مقتل 10 متضامين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، على يد الجيش الإسرائيلي قبالة شاطئ غزة، خلال محاولتهم كسر حصار غزة، نهاية شهر مايو 2010، من شعبية تركيا لدى الفلسطينيين. ولاقت الخطوات التركية تجاه إسرائيل في أعقاب حادث سفينة مرمرة، إعجاب الفلسطينيين، وخاصة عقب طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وتجميد العلاقات العسكرية مع إسرائيل، مطلع سبتمبر2011. وكان لتركيا دورا كبيرا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف باسم (حرب عمود السحاب في نوفمبر 2012، حيث زار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو غزة (كان حينها وزيراً للخارجية)، تحت وقع الغارات الإسرائيلية، والتقطت صور له وهو يجهش بالبكاء، حزنا على أب فقد ابنته خلال غارة إسرائيلية. وفي الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، صيف 2014، قامت تركيا بنقل عشرات الجرحى إلى مستشفياتها وتقديم العلاج اللازم لهم، وطالبت بمحاكمة قادة إسرائيل على ما وصفته بجرائم حرب، واتهمت تركيا إسرائيل بشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. كما دعمت تركيا بشدة، مطلب السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في نيل صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، نهاية نوفمبر 2012