ألقت السلطات في الأردن القبض على مواطن عاطل عن العمل هدد بقتل طفليه لعدم تمكنه من إعالتهما، على ما أفاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. وقال المصدر ان "عاطلا عن العمل يبلغ من العمر 35 عاما سلم طفليه مساء الثلاثاء الى مركز حماية الاسرة في الكرك "120 كم جنوب عمان" بعد التهديد بقتلهما لعدم تمكنه من اعالتهما". واضاف ان "الرجل سلم الطفلين الاول بعمر ستة اعوام والثاني بعمر ثمانية اعوام، الى المركز قائلا "اتبرع بهما للدولة، لتتكفل برعايتهما فأنا لا استطيع القيام بذلك". وأوضح ان "الرجل بكى واخذ بالصراخ وهو يقول +هل يعقل انني لا استطيع ارسالهما الى المدرسة كباقي أقرانهم". وبحسب المصدر فان "الطفلين كانا يعيشيان مع والدهما منذ خلع زوجته له"، مشيرا الى ان "نتائج التحقيق اثبتت وجود علامات اصابات وكدمات ورضوض على جسميهما نتيجة تعرضهما للضرب في فترات زمنية سابقة". وقال المصدر ان "رجال الشرطة احضروا طعاما وشرابا للاب وطفليه حيث تبين انهما لم يتناولا الطعام منذ اكثر من يوم". وتقدر نسبة البطالة في الاردن وفقا للارقام الرسمية ب 3،14%، بينما تقدرها مصادر مستقلة ب 25%، فيما يعيش نحو 15% تحت خط الفقر. وسجل معدل التضخم في المملكة خلال 2008 مستوى قياسيا بارتفاعه الى 5،15% مقارنة مع 2007 وتجاوز عجز الموازنة عام 2009 المليار دينار "4،1 مليار دولار". 33190 طفلاً عاملاً من جهة ثانية أظهرت دراسة حديثة اجرتها دائرة الإحصاءات العامة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، بان عدد الأطفال العاملين الأردن قد بلغ 33190 طفلاً عاملاً في الفئة العمرية التي تتراوح بين 5 و17 عاما، اي ما نسبته 5.8% من اجمالي القوى العاملة في الأردن. يعمل معظم هؤلاء الأطفال في المصانع والمزارع، والكثير منهم يقومون بتنظيف السيارات وبيع مختلف الحاجيات على الإشارات الضوئية، وهم بذلك معرضون للكثير من المخاطر اليومية. ويعاني العديد منهم من سعال شديد وضيق في التنفس وألم في الأطراف والمفاصل نتيجة الوقوف لساعات طويلة والتعرض للمواد الكيماوية. وفي هذا الإطار أظهر بحث لمنظمة العمل الدولية بأن العديد من الأطفال غير مدركين لمختلف ما يتعرضون له من مخاطر، وأن 8،24 بالمائة منهم لا يستطيعون التفريق بين مستويات الصوت العادية والعالية، و25 بالمائة منهم غير متأكدين من المستوى الكافي للإضاءة، و37 بالمائة منهم غير مدركين للأخطار الناجمة عن العمل في المواد الكيماوية. كما أفادت دراسة أخرى أجرتها وزارة العمل الأردنية بأن 13 بالمائة من الأطفال الذين يشتغلون بالبلاد يجبرون على القيام بأعمال شاقة، وأكثر من 16 بالمائة لا يتجاوز ما يكسبونه 15 إلى 70 دولاراً في الشهر. وقد أرجع امين عام وزارة العمل بالوكالة الأردنية حمادة ابو نجمة في وقت سابق تنامي هذه الظاهرة انى عدة عوامل منها الفقر والبطالة، ويعتبر تدني دخل الاسرة العامل الرئيسي لعمل الاطفال، ذلك أن حوالي "70%" من اسر الاطفال العاملين يقعون تحت خط الفقر المدقع، و"40%" من آبائهم عاطلون عن العمل . موضحا أن معظم آباء الاطفال العاملين هم من مستوى التعليم الابتدائي فما دون ذلك، لافتا الى ان الحجم الأكبر من الأطفال العاملين في المملكة يتركز في محافظتي عمان والزرقاء. كما أوضحت دراسة أخرى أن التسرب من المدرسة هو المصدر الرئيس لعمل الأطفال، حيث أشارت الإحصائيات المتوفرة، إلى أن أبرز أسباب التسرب من المدرسة للأطفال ممن هم دون سن السادسة عشرة كان فقر الأسرة 2.34%، وعدم الرغبة بالدراسة 6.30%، والرغبة بالعمل 19%”. الجمع بين العمل والدراسة وأشارت الإحصائيات إلى أن ما نسبته 5.24% من الأطفال العاملين يجمعون ما بين العمل والدراسة، ما يؤكد حاجة أسر هؤلاء الأطفال إلى الدخل الذي يوفرونه من عملهم، خصوصا أن ما نسبته 5.85% من أسرهم راضية عن عملهم "منهم 7.51% راض جداً". وكانت دراسة اجرتها الدائرة في في العام 2007 اظهرت ان عدد الاطفال العاملين في المملكة يقدر بحوالي 32676 طفل في الفئة العمرية من 5 إلى 17 عاماً. ووفقا للدراسة التي اجريت في العام 2008، فإن حجم عمالة الأطفال في الاردن أقل بكثير مقارنة مع دول نامية أخرى مماثلة للأردن في مستويات الدخل. وأشارت النتائج إلى أن معدل الاستخدام منخفض جدا بين الاطفال ممن أعمارهم أقل من 12 سنة، أما بين الاطفال الذين تتراوح أعمارهم 12و14 سنة فقد بلغ 1.9%، أما للأطفال الذين تتراوح أعمارهم 15و17 سنة فقد بلغ 5.8%. واعتبرت الدراسة ان ظاهرة استخدام الاطفال الاناث نادرة جدا حتى ضمن الفئة العمرية 15-17 سنة، حيث أن حوالي 90% من الاطفال العاملين هم من الاطفال الذكور، ومعدل استخدام الاطفال الاناث ضمن الفئة العمرية "15-17 عاما" لا يتجاوز 1%. يذكر ان وزارة العمل الاردنية بدات العام الماضي بتنفيذ مشروع مدته خمس سنوات لسحب الاطفال من سوق العمل في إطار برنامج دولي للقضاء على عمالة الأطفال في المملكة. ووفق القائمين على المشروع فإنه يهدف إلى الوصول إلى 5 آلاف طفل "منهم على الأقل 25% من الفتيات" اللواتي تقل أعمارهن عن 18 سنة، إلى جانب منع الفين آخرين من العمل ومن هؤلاء كذلك 25% من الفتيات. وكانت وزارة العمل وضعت استراتيجية شاملة للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال في الأردن بهدف وضع قاعدة بيانات وجمع المزيد من المعلومات وضمان أن عمالة الأطفال مدرجة في جميع المسوح الوطنية.