حذر المخرج والناشط الأمريكي مايكل مور الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مغبة إرسال قوات أمريكية جديدة إلى أفغانستان، ووصف ما يحدث هناك "بالجنون". وقال مور، في رسالة وجهها إلى أوباما: "عندما انتخبناك، لم نتوقع حدوث المعجزات، ولم نتوقع الكثير من التغيير، إلا أننا توقعنا بعضا منه، وتوقعنا أن توقف هذا الجنون، والقتل، وفكرة أن الرجل الذي يحمل بندقية قادر على إعادة تنظيم دولة لا تستطيع تنظيم نفسها بنفسها هي فكرة خاطئة". وكشف الرئيس الأمريكي عن خطته المقبلة بشأن دعم الاحتلال الذي تقوده واشنطن في أفغانستان في الأكاديمية العسكرية الأمريكية مساء أمس الثلاثاء 1/12/2009 بالإعلان عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى مطحنة طالبان. مشددا على أن نجاح المهمة ضروري لأمن العالم، وذلك رغم تعهده في نفس الوقت بالبدء في انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من هناك في يوليو 2011. وفي رسالته، حذر مور من أن إرسال المزيد من قوات الاحتلال إلى أفغانستان سيتسبب في خيبة أمل الناخبين، خصوصا الشباب منهم ممن ساعد أوباما في الوصول إلى البيت الأبيض. وحث أوباما في رسالته المواطنين الأمريكيين على الاتصال بالبيت الأبيض عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني للتعبير عن رفضهم هذه الخطة. خسائر الاقتصاد الأمريكي وفي السياق ذاته، كشف مسئول في الحكومة الأمريكية أن خطة الرئيس أوباما لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان ستكلف ما بين 25 مليار دولار و30 مليارا في السنة المالية 2010. ونقلت وكالة رويترز عن المسئول قوله "قد تكون هناك تكاليف إضافية مرتبطة مثلا بالمكونات الدبلوماسية والمدنية لهذه الإستراتيجية"، لكنه أشار إلى أن الأرقام الأكثر دقة ستتحدد في الأسبوعين القادمين. شروط قاسية ووضع أوباما بموازاة مع هذه الخطة شروطا وصفت بالقاسية على الحكومة الأفغانية لمكافحة الفساد داخلها وعلى نظيرتها الباكستانية للعمل على محاربة تنظيم القاعدة. وقد هاتف أوباما تابعه الأفغاني الموالي للاحتلال حامد كرزاي بشأن الأمن يوم الاثنين الماضي، وقال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ كرزاي أن الجهود الأمريكية في أفغانستان سيتم تقييمها على أساس أهداف على مدى فترة عامين. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس أوباما شدد على ضرورة نشر قوات الأمن الوطنية الأفغانية بشكل أسرع حتى يتولى الأفغان بأنفسهم مسؤولية أكبر عن أمن بلادهم". أوباما يوجه حديثه إلى الحلفاء ووجه أوباما حديثه إلى حلفاء واشنطن مطالبهم بالعمل معا من أجل إنهاء هذه الحرب بنجاح، مشيرا إلى أن المخاطر في أفغانستان "ليس مجرد اختبار مصداقية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإنما هو أمن حلفائنا والأمن المشترك للعالم". وأعرب عن ثقته بوجود إسهامات أخرى في القوات بأفغانستان من الحلفاء في حلف الناتو في الأيام والأسابيع القادمة، رافضا تشبيه الحرب في أفغانستان بحرب فيتنام. وفي غضون ذلك توقع رئيس حلف الاحتلال الدولي (الناتو) أن ينشر الحلفاء خمسة آلاف جندي إضافي في أفغانستان وربما بضعة آلاف آخرين. وقال أندرس فو راسموسن في بيان بعد كلمة أوباما "يشارك 43 بلدا على الأرض تحت قيادة حلف الأطلسي، وإني على يقين بأن حلفاء وشركاء آخرين سيقدمون أيضا زيادة كبيرة في مساهماتهم". وكان رئيس وزراء الاحتلال البريطاني غوردون براون أعلن أن بلاده سترسل الشهر الجاري خمسمائة جندي إضافي لأفغانستان، ليرتفع عدد الجنود البريطانيين المنتشرين في هذا البلد إلى 9500. فرنسا تنسحب أما فرنسا فأكد وزير دفاعها إيرفي مورين أن بلاده لا تنوي زيادة جنودها، وشدد على أن الحل ليس عسكريا فقط وإنما يجب التركيز على إعادة بناء أفغانستان. ومن جهتها أكدت ألمانيا على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلادها لن تتخذ قرارها بشأن تعزيز محتمل لقوات الاحتلال الألمانية في أفغانستان قبل نهاية الشهر المقبل. وقد كشفت تقارير صحفية ألمانية الثلاثاء أن واشنطن طلبت من برلين تعزيز الوجود العسكري الألماني بإرسال ألفي جندي إضافي، أي بزيادة قوامها 50% تقريبا حيث تنشر ألمانيا حاليا 4500 جندي للاحتلال في أفغانستان. أما أستراليا فقد تعهدت بإرسال مزيد من مدربي الشرطة وخبراء مدنيين متخصصين في تقديم المساعدات، لكنها لم تشر إلى أي زيادة في عدد قوات الاحتلال الأسترالية.