أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أفول عصر هيمنة القطب الواحد التى تقودها أمريكا، وأعرب أن العالم على عتبة مرحلة تاريخية تنذر بتراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية كقوة مهيمنة وتحلل نظام القطب الواحد المهيمن والأفول التاريخي المتسارع للفكر الصهيوني. وقال نصر الله، الذي أعلن اليوم الاثنين الوثيقة السياسية للحزب، إن "هدف هذه الوثيقة إظهار الرؤية السياسية لحزب الله، وهي تأتي نتاج لما خبرناه من مسؤولية التضحية". واعتبر أن المقاومة اللبنانية "كانت وراء تراجع سياسة القطب الواحد لصالح تعددية لم تستقر ملامحها بعد"، وعلى ما يبدو فإنه يشير إلى إيران الداعم الرئيسي لحزب الله. وأضاف نصر الله "عمدت المقاومة في لبنان إلى مواجهة الهيمنة والاحتلال قبل ما يزيد على عقدين ونصف من الزمن وتمسكت بهذا الخيار، وفي هذه المرحلة الاستثنائية حافلة بالتحولات، لم يعد ممكنا مقاربة التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي بلغتها مقاومتنا". وقال "اعتبر البعض خيار المقاومة ضرب وهم أو تهور سياسي أو جموح مناف لموجبات العقلانية والواقعية. ورغم ذلك استمرت المقاومة على يقين من أحقية القضية وصنع الانتصار من خلال الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه والالتزام بالمصالح الوطنية اللبنانية". وأضاف "على مدى مسار المقاومة الطويل وعبر انتصاراتها الموصوفة، تراكمت حقبات تطور مشروعها من قوة تحرير إلى قوة توازن ومواجهة، وثم إلى قوة ردع ودفاع، مضافا إلى دورها السياسي والداخلي كركن مؤثر في بناء الدولة القادرة والعادلة، وارتقت من كونها قيمة وطنية إلى كونها قيمة إنسانية إسلامية وعربية، وأصبحت قيمة يجري دراستها في كل العالم". لكنه أكد "إن حزب الله ورغم إدراكه لتلك التحولات الواعدة وما يراه من عجز استراتيجية الحرب لدى العدو وفرص التسويات، فهو لا يستهين بحجم التحديات والمخاطر التي لا تزال ماثلة ولا يقلل من وعورة مسار المواجهة". وقدم نصر الله استعراضا تاريخيا للأحداث السياسية والعسكرية التي مرت بها المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية وصولا إلى أحداث 11 سبتمبر التي اعتبر ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وجد "أنها فرصة سانحة لممارسة أكبر قدر من التأثير تحت شعار الحرب ضد الإرهاب وقامت بمحاولات اعتبرت ناجحة في بدايتها، وفق عسكرة علاقاتها والانفراد باتخاذ القرارات الاستراتيجية وحسم الحرب في أفغانستان بسرعة للتفرغ بعد ذلك للخطوة التالية وهي الإستيلاء على العراق الذي اعتبر ركيزة إطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد". وأضاف "الإرهاب الأمريكي هو أصل كل إرهاب في العالم، ولو جرى استطلاع للرأي لوجد أن أمريكا هي الدولة الأكثر كرها في العالم. لقد تحول عنوان الإرهاب إلى ذريعة للاعتقال التعسفي والافتقار إلى المحاكمات العادلة وإلى التدخل في سيادة الدول. وبلغت كلفة حروب الإرهاب الأمريكي حتى الآن الملايين من البشر، فضلا عن مظاهر الدمار الشامل حيث لم تقتصر على البشر والحجر، إنما على البنى الاجتماعية لبعض الدول وعكس مسار تطورها". وأشار إلى أن "هذا الإخفاق والفشل وتآكل الهيبة الأمريكية الدولية والتراجع الاستراتيجي للقدرة الامريكية على الفعل، لا يعني ان الولاياتالمتحدة ستخلي الساحة بسهولة، بل ستقوم بكل ما يلزمة لحماية مصالحها الاستراتيجية". وشدد على انه " لم يترك الاستكبار الأمريكي لأمتنا وشعوبنا إلا خيار المقاومة، ولا يمكننا أن نرى أمريكا كصديق وذلك من أجل حياة أفضل ومستقبل بشري وإنساني أفضل محكوم بعلاقات من الأخوة والتكامل والتكافل في آن".