تحت عنوان "الفشل الهزلي لاستراتيجية أوباما ضد داعش"، رأت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن سقوط مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية الأسبوع الماضي يقدم دليلا جديدا على أن الرئيس باراك أوباما ليس لديه استراتيجية حقيقة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وإنما "تفاهات كلام". ومن المعلوم أن مدينتي الرمادي وتدمر لديهما قيمة استراتيجية واقتصادية ورمزية بالغة، ويعتبر سقوطهما انتصارا كبيرا لتنظيم داعش، وجاء الرد الفعل الأمريكي بإرسال ألف صاروخ مضاد للدبابات إلى العراق، والتقليل من تلك الانتصارات، وتكرار النغمة المألوفة للرئيس أوباما بالقول: "لا أعتقد أننا نخسر". لكن بالنظر إلى أرض الواقع: اتسعت أراضي داعش بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الماضية منذ أن أعلن أوباما عن إنشاء التحالف الدولي لهزيمة التنظيم، ولم تفعل معظم دول التحالف ال50 "أي شيء" في القتال، حتى أن الولاياتالمتحدة لم تفعل ما ينبغي عليها فعله، إذ أنها لم تقصف عاصمة داعش أو منشآت القيادة في مدينة الرقة السورية. ومن حيث إرسال قوات برية متحالفة على الأرض: لم تبدأ واشنطن حتى في تنفيذ ذلك بفعالية، ولم يهتم البيت الأبيض بالأمر، وتظهر هذه الدبلوماسية العاجزة جليا في تصريحات كبار العسكريين في إدارة أوباما. فقد قال الجنرال بمشاة البحرية توماس ويدلي، يوم الجمعة، قبل يومين من سقوط الرمادي: "نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن داعش في موقف دفاعي في جميع أنحاء العراق وسوريا، ويحاول الحفاظ على الانتصارات السابقة أثناء شن هجمات على نطاق صغير، وعلى مستوى محلي مع شن هجمات معقدة أو كبيرة بين الحين والآخر لتغذية جهازهم الدعائي". وأشار اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين ربما كانوا يسعون جاهدين لوصف الأحداث بطريقة إيجابية بدلا من إعداد الناس لصراع طويل وشاق. وتابع بارنو: "الرمادي لها أهمية كبيرة جدا، وأعتقد أن البيت الأبيض لم يكن يتوقع سقوطها حقا، وربما لم تتوقعه الحكومة العراقية أيضا". وذكر المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان: "هناك دائما هذا الاتجاه من جانب أشخاص العلاقات العامة في تحوير الأشياء وتقديمها دائما للوضع الأكثر إيجابية بدلا من إعداد الناس لحقيقة أن بعض الأمور صعبة للغاية وغير مؤكدة". وأكد كل من بارنو وكوردسمان أن سقوط الرمادي كشف ضعفا في الاستراتيجية الأمريكية العامة، ووصف بارنو مستوى الضربات الجوية الأمريكية بأنها "وخزات" بالمقارنة بما هو مطلوب. واختتمت الصحيفة، وفق مصر العربيية، بالقول إن أوباما يعتقد أن "التدمير النهائي لداعش" جزء يجب تركه لخلفه في منصب الرئاسة الأمريكية، غير أن أوباما لم يستطع حتى إدارة جزء "الحط من قدرات التنظيم"، ومن أجل فعل ذلك، فإنه يحتاج إلى استراتيجية واقعية لتحقيق الفوز.