أشار تقرير لجيش الاحتلال الأمريكي إلى أن تزايد العمليات العسكرية لرجال المقاومة في أفغانستان تسبب في تدن معنويات قواته, وتزايد معدلات الانتحار. وجاءت النتائج خلاصة استطلاعين منفصلين نفذا في مطلع هذا العام، في حين أظهرت إحصائية جديدة تزايداً في معدلات الانتحار بين صفوف الجيش الأمريكي المحتل. وقال كبير أطباء الجيش الأمريكي، الجنرال أريك شوميكر:"تتواصل معاناة الجنود في أفغانستان مع الإرهاق والإجهاد جراء تكرار النشر في ساحات القتال". وأظهر التقرير الذي نشرته وكالة CNN الإخبارية أن الجنود الذين تكرر نشرهم ثلاثة أو أربعة مرات لأداء الخدمة في أي من العراق أو أفغانستان، تدنت معنوياتهم بشكل ملحوظ كما ارتفعت نسبة معاناتهم من الأمراض النفسية عن سواهم من جري نشرهم هناك مرة واحدة أو اثنين. ووجد المسح أن معدلات الاكتئاب ومتلازمة الإجهاد ما بعد الصدمة، ظلت كما هي عند معدلات قريبة من نسبة 2007، عند 21.4 في المائة هذا العام، مقارنة ب23.4 في المائة عام 2007، و10.4 في المائة في 2005. ويقول مسئولون في الجيش الأمريكي إن إرسال أكثر من 20 ألف جندي إضافي إلى مسرح العمليات القتالية خلال الأشهر القليلة الماضية لم يقابله في الجانب الآخر، زيادة في عدد المختصين بالصحة النفسية، وتصل النسبة إلى مختص واحد لكل 1120 جندياً. وتدنت الروح المعنوية بين وحدات الجيش الأمريكي في أفغانستان لقرابة النصف عن معدلات عامي 2007 و 2005 من نحو 10 في المائة حينئذ إلى 5.7 في المائة هذا العام. ويمتد تأثير ذلك عند عودة الجنود إلى وطنهم وصعوبة التأقلم في الحياة العائلية مما رفع حالات الطلاق بين الجنود المتزوجين إلى معدلات غير مسبوقة. واستند التقرير على استبيان شارك فيه قرابة 4 آلاف جندي، لم يكشفوا هوياتهم، في العراق وأفغانستان، خلال الفترة من ديسمبر 2008 وحتى يونيو 2009. وعلى صعيد متصل، أظهرت إحصائية تزايد معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأمريكي إلى 133 حالة انتحار مشتبه هذا العام مقارنة ب115 في أكتوبر 2008، تم تأكيد 90 منها، و43 حالة مازالت بانتظار البت فيها. وشهد العام الماضي ككل 140 حالة انتحار، أعلى نسبة مسجلة حتى اللحظة في تاريخ الجيش الأمريكي، الذي بدأ العام الماضي في تطبيق عدد من البرامج الوقائية للتصدي للظاهرة. وتزامن إصدار "فريق استشارة الصحة العقلية" الذي يصدره الجيش الأمريكي كل عامين، بعد أسبوع من "مذبحة" فورت هود بتكساس التي قضى فيها 13 شخصاً عندما فتح ضابط نيرانه بالقاعدة العسكرية، وعقب إعلان الإدارة الأمريكية الزج بمزيد من القوات الإضافية إلى أفغانستان، حيث تصاعدت حدة القتال مع تزايد هجمات طالبان خلال الأشهر القليلة الماضية.