حذر خبير تربوي مصري من المبادرة الأمريكية التي أعلنتها مؤخرا مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة، عن عزم الإدارة الأمريكية على إنشاء عدد من المدارس النموذجية في الإسكندرية والقاهرة، تدار بواسطة الولاياتالمتحدة، وبمناهج تعليمية أمريكية وتستقطب الطلاب المتميزين لتعليمهم بالمجان، وتستهدف تخريج مئات الطلاب المتميزين؛ ليشكلوا قاعدة شبابية مؤسسة على العلم والتكنولوجيا على حد وصف السفيرة الأمريكية. وقال الدكتور حامد عمار أن هذه المبادرة :"هجمة ثقافية على الفكر والهوية العربية والمسلمة"، وأشار أنه :"لم يحدث في أي دولة من الدول النامية أن أنشات دولة عظمى مدارس بالمجان، فالجامعة الأمريكية مثلا ليست بالمجان برغم وجود المنح الدراسية فيها". وأضاف: "لا أعتقد أن هذا المشروع يمكن تحقيقه بسهولة، وإذا أنشئ فهو ضمن مشروع تمويل تعليم الشرق الأوسط؛ لخلق الولاءات المختلفة في دول العالم وهذه سياسية أمريكية معروفة". واعترض فاروق على فكرة إنشاء الجامعات الأجنبية فى مصر على غرار الجامعة الأمريكية، واصفا أرضها بأنها قطعة من "السفارة الأمريكية"، لكنه رحب بالاتفاقيات العلمية والبحثية بين مصر والدول الأوروبية، والتي أسفرت عن بعض الجامعات، التى تحمل أسماء هذه الدول الأوروبية، لكنها مصرية مائة فى المائة. من جهته اعترض د.فاروق إسماعيل، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، التعليم فى مصر، أيضا على المشروع الأمريكي الجديد، الذي أعلنته مارجريت اسكوبى، السفيرة الأمريكية بمصر، بشان إنشاء مدارس أمريكية فى مصر تديرها الولاياتالمتحدة بالكامل ولا ولاية لمصر عليها مطلقاً ، حيث تقدم إغراءات الدراسة مجانية للطلبة المتفوقين، مبررا موقفه بخوفه على تعمد الأمريكان محو اللغة العربية من عقول أبنائها. وقال عمار: "إننا نعاني في التعليم الحالي من الفساد والاغتراب والاختلاف عن مقومات التعليم الوطني، خصوصا بعدما ظهرت الجامعات الخاصة، وما يزال هذا الاغتراب في إطار محدود ويمكن السيطرة عليه. لكن حين تأتي مدارس أجنبية ومجانية وبخطط وأهداف مسبقة؛ فسوف يقبل الناس عليها، خصوصا في غياب الوعي بأخطارها أو تحت إلحاح الحاجة والفقر. وإذا تم هذا المشروع فعلا فإننا أمام كارثة تربوية، وستكون أشبه بالتسونامي الذي يجتاح التعليم المصري، ويلتهم الشخصية المصرية لتذويبها في الشخصية الأمريكية؛ وهو نوع من الاستعمار الثقافي الشرس". وأوضح أن هذا التعليم المجاني سيعمق الشرخ الموجود أكثر، فالفروقات الحالية بين فئات الشعب ما تزال محتملة؛ لأنه سيكون عندنا تعليم حكومي مجاني للفقراء، وتعليم حكومي مجاني للمدارس الأجنبية. ووصف الدكتور عمار الوضع بالخطر، وأضاف أن هذا المشروع كان من المحاولات التي تمت أوائل القرن، ولكنها لم تنفذ حتى الآن؛ لأن الحكومة لا تستطيع الإقدام عليها إلا إذا "فتحت الباب على البحري" وتخلت عن مسؤوليتها تماما. وأكد الخبير التربوي: أن التعليم أمن قومي، وأن شبابنا هم القوة الوطنية الحقيقية التي تضمن بقاء الوطن، واستمرار كيانه، كوطن له مقوماته وثقافته.