قال النائب الكويتي السابق والخبير العسكري، ناصر الدويلة: إن الوضع في اليمن ملتبس على الناس، فالحرب هناك سياسية تتلبس بلباس مذهبي، عبر تحالف الزيدية الهاشمية بالزيدية القبلية لاستعادة السلطة في صنعاء. وكتب الدويلة عبر حسابه الرسمي بتويتر سلسلة تغريدات مطولة اليوم السبت، أوضح فيها ما أسماه "تاريخ الحوثيين في اليمن وتطورهم السياسي"، موضحا أن الزيدية - التي ينتمي لها الحوثيون -حركة سياسية تنتمي إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان الإمام زيد أحد تلاميذ الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهم جميعا، وأثنى الإمام أبو حنيفة على زيد بن الحسين ثناء حسنا، وكان يعظم قدره وعلمه وجاءته طائفة من الشيعة يطلبون منه البراءة من أبي بكر وعمر فأبى. متابعا: "إن حركة الإمام زيد حركة سياسية لم تتبنَّ عقيدة ولا فقها خاصا، وكان يقول إنني أوالي أبا بكر وعمر وأتبرأ ممن تبرأ منهما وهذا مذهب أجداده الأطهار". وقال: ثم اختلف أتباع الإمام زيد بن علي عن أتباع أخيه الإمام الباقر، حيث قال أتباع زيد إن الإمامة في ذرية زيد في حين قال الآخرون بإمامة الباقر وذريته. وأضاف: كان التشيع في بداية أمره تشيعا سياسيا ولم تختلف عقيدة الأمة في عهد علي والحسن والحسين وزين العابدين وأبنائه زيد والباقر وأبنائهم من بعدهم. ثم أسس أتباع زيد بن علي عدة دول "زيدية"، ففي شرق الخليج أسس ناصر الأطرش عام 250 في "الديلم" وأصبحت ملجأ لأتباع الإمام زيد دون أن تمس العقيدة، ثم هاجر الإمام "يحي بن الحسين القاسم الرسي" من "الديلم" إلى "صعدة" وأسس إمارة له وأطلق على نفسه الهادي. كما أوضح الدويلة أن الزيديين لم يحكموا كل اليمن لكنهم حكموا "صعدة" وامتد نفوذهم على فترات متقطعة إلى "صنعاء" ومحيطها حتى خروج العثمانيين من اليمن وسلموا لهم الحكم. ثم استلم الحكم الإمام يحيى من الوالي العثماني بأمر من الإنجليز، لكن باقي حكام الأقاليم رفضوا حكم الإمام يحيى حتى احتال عليهم وسجنهم لاحقا جميعا. وتابه الدويلة: لم تستسلم تعز للإمام يحيى حتى حوصرت لمدة 3 أشهر عجز الجيش الإمامي عن اقتحامها، فعرض الإمام صلحا يقوم على بقاء زعماء القبائل على زعامتهم وأرضهم. وكان الاتفاق يقوم على اعتراف الإمام يحيى بحكم ذاتي للمحافظات على أن يسمح الزعماء للجيش الإمامي بدخول تعز وغيرها، وبعد ذلك ألقي القبض عليهم جميعا. وتابع الدويلة موضحا كيف أهان الإمام زعماء القبائل أشد الإهانة، وساقهم حفاة على الأقدام مكبلين بالأصفاد إلى صعدة وحبسهم 20 سنة حتى قامت ثورة وأخرجتهم. وحينما غادر الجيش العثماني بقي بعض الضباط يخدم في جيش الإمام لتدريب الجيش اليمني الجديد، وأبرزهم هم الفضيل الورتلاني الجزائري، وجمال جميل العراقي. ثم بدأ الدويلة في سرد مرحلة جديدة، وكيف قاد الضباط العثمانيون ثورة في 11 فبراير 1948 على الإمام بعد أن انكشف لهم ظلمه وبطشه، وانضم لهم وطنيون زيديون مثل "حسين الكبسي" رحمه الله. وكان "حسين الكبسي" زيديا إماميا تحول للمذهب الشافعي وانضم لحركة الإخوان المسلمين وشارك في قيادة الثورة على الإمام في ثورة عام 48 وتم إعدامه. وأردف الدويلة عن ثورة 48 أنها توصف بأنها أول ثورة دستورية في العالم العربي، وتم إفشالها عبر تآمر دولي إقليمي أفشل الأمل بإنهاء حكم الأئمة الفاسد في اليمن. مبينا أن الذي أفشل الثورة ميدانيا هو الإمام "أحمد بن الإمام يحيى" وحين قدم الضابط العراقي "جمال جميل" للإعدام بالسيف قال: "الثورة حبلى وستلد يوما ما". وتابع الدويلة كيف استمر عهد الأئمة في اليمن عهد تخلف وخيانات وقمع وتآمر، وابتلوا بالمؤامرات، وازداد السخط الشعبي حتى قام انقلاب عبد الله السلال عام 1962. وبعد انقلاب السلال وعلي عبد المغني حصلت حرب اليمن وتدخلت مصر لدعم الانقلابيين، وتدخلت السعودية لدعم الإماميين وانتهت الحرب بمؤتمر الرياض 1970. ثم أكد الدويلة أن فقهاء الزيدية اشتهروا بإثراء الفقه الشافعي، وساهم علماء كبار أمثال الصنعاني والشوكاني وغيرهم كفقهاء كبار عند أهل السنة والجماعة. ثم اختتم ناصر الدويلة تغريداته قائلا: "أخيرا لا يمكن إلغاء تاريخ اليمن ولا إقصاء أي مكون من أطيافه الاجتماعية والمذهبية لكن اليمن اليوم يطهر تاريخه من عصور الظلم والاستبداد". وقد لاقت تلك التغريدات تفاعلا كبيرا من قبل المغردين والمتابعين للدويلة عبر حسابه، ومنهم من أثنى على هذا التوضيح للتفريق بين الحوثيين والشيعة الإيرانيين، وما بين الزيديين والاثني عشريين، وما بين الزيديين الذين تعايش معهم أهل اليمن سنين، وما بين الحوثيين.